أفرج جهاز الشرطة التابع للسلطات الحاكمة في شرق ليبيا الاثنين (3 أبريل/ نيسان 2017) عن مصور وكالة فرانس برس في بنغازي عبدالله دوما بعد اعتقاله لمدة يومين، لكنه لم يفرج عن اوراقه الثبوتية التي لا تزال محتجزة لديه كما ان المصور مهدد بالتوقيف مجددا.
وإذ ترحب إدارة وكالة فرانس برس بإطلاق سراح دوما، فإنها تدعو السلطات المعنية لأن تضع حدا فوريا للمضايقات التي يتعرض لها.
وكان دوما اوقف مساء السبت للمرة الثانية في اقل من اسبوع، إذ سبق للجهاز نفسه ان اعتقله مساء الثلثاء لمدة 24 ساعة، وذلك بسبب تغطيته لحساب وكالة فرانس برس حفلا موسيقيا عاما حضره شبان وشابات في جامعة ببنغازي يوم السبت في 25 آذار/مارس المنصرم.
ونظم الحفل الموسيقي في إطار "ساعة الأرض" العالمية بدعوة من "الصندوق العالمي للحياة البرية". ونشرت فرانس برس الصور التي التقطتها دوما.
وكانت هيئة الأوقاف انتقدت الحفل ورأت فيه "إساءة" للإسلام، لا سيما لأنه يشجع على الاختلاط بين الرجال والنساء.
وتدير شؤون بنغازي سلطات موالية للمشير خليفة حفتر الذي يقود "الجيش الوطني الليبي" ولا يعترف بشرعية حكومة الوفاق الوطني التي تحظى باعتراف الأسرة الدولية ومقرها في طرابلس.
وكانت عائلة دوما اعلنت الاربعاء لوكالة فرانس برس إن رجالا من جهاز "التحريات العامة" دخلوا منزلها ليل الثلاثاء وأوقفوا عبدالله بسبب الصور التي التقطتها.
وبعد 24 ساعة من الاعتقال أطلق سراح المصور من دون توجيه اي اتهام اليه.
ولكن المصور اعتقل مجددا، فمساء السبت، اتصل جهاز مكافحة الإرهاب في بنغازي بدوما طالباً منه التوجه إلى المقر العام للجهاز "للإجابة على بعض الأسئلة". ولدى مثوله امام الجهاز الاثنين أجبر دوما على توقيع اوراق لم يتمكن من الاطلاع على مضمونها. ولاحقا تم الافراج عنه إثر تدخل القوات الخاصة في بنغازي.
ولكن دوما لم يتمكن من استعادة اوراقه الثبوتية وهو لا يزال مهددا بالاعتقال مجددا، بحسب ما افاد مصدر أمنى في المدينة.
والاثنين أكد مسؤول كبير في السلطات الحاكمة في شرق ليبيا لوكالة فرانس برس ان اوامر صدرت من اعلى المستويات لوقف كل الملاحقات بحق مصور الوكالة.
ولكن يبدو ان بعض افراد الاجهزة الامنية في بنغازي هم "خارج اي سيطرة"، بحسب تعبير المسؤول نفسه.