"يقلعون شجرة... نزرع عشرة" تحت هذا الشعار انطلقت حملة قادتها مهندسة أردنية المواطنة فلسطينية الجذور من عائلة عريقة. حملة المليون شجرة في فلسطين كانت البداية للمهندسة رزان زعيتر في العام 2000. وهي حملة شعبية نفذت مع شركاء في داخل وخارج فلسطين لإعادة تأهيل الأراضي الزراعية التي تم تدميرها واقتلاع شجرها والعمل على إيقاف مصادرتها.
لم تكتف زعيتر بهذه الحملة فكانت نواة لتأسيس المنظمة العربية لحماية الطبيعة في العام 2003 كمنظمة غير ربحية، وذلك بهدف المساهمة في الجهود المبذولة لحماية البيئة العربية والتنسيق مع كافة الهيئات والمنظمات العربية والدولية لتحقيق هذه الغاية. ونجحت المنظمة منذ أن أبصرت النور ولغاية اليوم بزراعة أكثر من مليونين و100 ألف شجرة في فلسطين.
رزان ومن خلال رئاسة مجلس إدارة المنظمة أطلقت العديد من المبادرات ومنها برنامج "القافلة الخضراء" لدعم الأمن الغذائي في المناطق المهمشة في الأردن وذلك نظراً لما تعانيه المملكة من ضيق المساحات الخضراء والتي يهددها التصحر والرعي الجائر والزحف العمراني، إلى جانب رفع الوعي البيئي لدى طلبة المدارس وخصوصاً بأهمية الأشجار والغطاء النباتي.
كما أطلقت زعيتر برنامج "السيادة على الغذاء" للتأثير بالسياسات والاستراتيجيات الزراعية على المستوى الاقليمي والدولي. ويعنى البرنامج في التعريف بحق الجميع في الحصول على طعام صحي ومفيد وملائم وعلى مصادر إنتاجه والقدرة على إدامته للمجتمع.
إلى جانب ذلك أسست زعيتر وتترأس الشبكة العربية للسيادة على الغذاء والتي تضم 49 منظمة واتحاد يعنى بالفلاحة والبيئة من 17 دولة عربية وتهدف إلى تدعيم الصوت العربي الموحد في المنابر الإقليمية والدولية المتخصصة.
زعيتر ومن خلال جهودها وجهود المنظمة أسهمت في دعم 23,398 مزارع على مساحة أرض تمتد على 112,386 دونم. إن تخضير الأرض وحماية الطبيعة واستدامة الموارد الغذائية أهداف نبيلة لا تؤثر فقط على واقع أرض وشعوب، بل تجسر لمستقبل مفعم بالأمل لأجيال قادمة لم تبصر النور بعد.
قد يسأل البعض ما سر الأمل في صمود فلسطين في وجه احتلال استعماري غاشم عمل على تهجير شعب واقتلاع الأخضر واليابس لطمس معالم تاريخية لأرض تضم زيتونة مباركة ضاربة جذورها في عمق تاريخنا العربي والإسلامي. الجواب بسيط يلخص في كلمة واحدة هي "الإرادة والأمل".