نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً مطولاً عن البحرين، بتاريخ (1 أبريل/ نيسان 2017)، كتبه الصحافيان Souad Mekhennet وJoby Warrick ، جاء فيه أن المحققين البحرينيين شكوا في قدرات عصابة معروفة برمي عبوات المولوتوف، وذلك بعد اكتشاف مجمع تحت الأرض أنشىء أسفل فيلا، لا يمكن رؤيته من الشارع، ولا يمكن الدخول إليه إلا من خلال باب يقع تحت خزانة في مطبخ.
وكانت المفاجأة أن الشرطة وجدت آلات خراطة ومضاغط هيدرولوكية (قيمتها السوقية 20 ألف دولار أميركي) لصناعة قذائف تخترق المدرعات، بالإضافة إلى صناديق من متفجرات "سي 4"، جميعها مصنوعة في الخارج، وبإمكانها إغراق سفينة حربية. وقال المحققون البحرينيون في تقرير قُدِم إلى مسئولين أميركيين وأوروبيين في الخريف الماضي، أن هذه الموجودات لم تُرَ في البحرين من قبل، وأنها تشير إلى تطور في القدرة التسليحية، وأنها بذلك تؤدي إلى تغيير قوانين اللعبة.
واطلعت "واشنطن بوست" على هذا التقرير السري، والذي يشرح جانباً من عدم اطمئنان أجهزة الاستخبارات الغربية لما يجري في البحرين، والتي تعتبر من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة الأميركية في منطقة الخليج، وهي مقر للأسطول الخامس الأميركي. فبعد ستة أعوام من بداية الاحتجاجات السلمية، فإن المسئولين الغربيين والأميركيين يرون الآن خطورة تتصاعد على هامش الأحداث، وهو أن هناك خلايا مسلحة بصورة قوية ومزودة وممولة من إيران كما يقول المسئولون.
وفصَل التقرير المطول مؤشرات ازدياد التطرف خلال الأعوام الماضية، والقبض على ملثمين كانوا يضعون قنابل على جانب الشارع، والكشف عن أسلحة ومتفجرات هربت إلى البحرين عبر البر والبحر. وكان المسئولون الغربيون حتى فترة قصيرة يحذرون من اتهام إيران في الاضطرابات في البحرين، وذلك لعدم وجود أدلة ثابتة، ولمخاوف من زيادة التوتر الطائفي في المنطقة.
هذا ويتهم المسئولون البحرينيون طهران بأنها تقف خلف العنف، ويبدو أن التردد الغربي في اتهام إيران بدأ يخف، فعلى الرغم من تجاوزات تتعلق بملف حقوق الإنسان في البحرين، إلا أن وكالات أمنية غربية ترى جرأة إيرانية في مساندة مجموعات في البحرين، وذلك بحسب محللين في الولايات المتحدة وبلدين أوروبيين. وقال تقرير "واشنطن بوست" أيضاً إن وثائق ومقابلات مع مسئولين حاليين وسابقين في الاستخبارات، كشفت عن التدريب الذي خطط له الحرس الثوري الإيراني لمتشددين بحرينيين، شمل كيفية صنع المتفجرات وتنفيذ عمليات عسكرية.
وهناك عدة أنواع من الأسلحة المتطورة تم ربطها بإيران، وتم اكتشافها في البحرين خلال الأعوام الماضية، بما في ذلك مئات من القنابل العنقودية، والتي يبدو أنها على الأغلب وصلت من إيران بحسب مسئولين أمنيين أميركيين وأوروبيين. كما يبدو أن هذه العمليات لتشكيل شبكة من المجموعات الموالية لطهران تشبه ما يجري في مناطق أخرى من الشرق الأوسط، كاليمن والعراق وسورية. "نرى إثباتات جديدة على جهود إيران للتسبب في عدم الاستقرار"، كما قال مسئول أمني أميركي له أعوام من خبرة الرصد في هذا المجال.
وطلب الذين صرحوا لـ"واشنطن بوست" عدم ذكر أسمائهم. وقال مسئول أمني إن البحرين تبالغ أحياناً بشأن الوقائع، ولكن هناك أدلة متزايدة حقيقية أدت إلى اهتمام مماثل من قبل الحكومة الأميركية وحكومات أوروبية بهدف الكشف عن جماعات متطرفة. وضم التقرير تفاصيل وصوراً كثيرة لعمليات الكشف عن أسلحة ومتفجرات أعلنت عنها الأجهزة الأمنية في البحرين في عدة مناطق خلال الآونة الأخيرة. وقالت "واشنطن بوست" إن ثلاثة مسئولين أمنيين أميركيين فحصوا ما تم تقديمه من أدلة، وقالوا إن ذلك يساند ما تطرحه البحرين من اتهام لإيران بالتدخل في الشئون البحرينية من خلال عدة عمليات في الفترة الأخيرة.