في ألمانيا تختلف القواعد المتعلقة بنظام التعليم المدرسي من ولاية إلى أخرى. ويعود السبب في ذلك إلى أن التعليم في ألمانيا هو من مهام وزرات التربية والتعليم التابعة للولايات الاتحادية، ما يعني أن الولايات الاتحادية هي المسئولة على تعديل قواعد النظام التعليمي الخاص بها.
بعد انتهاء مرحلة رياض الأطفال، وهي مرحلة "اختيارية" في ألمانيا، تبدأ مرحلة التعليم المدرسي الإلزامي. تختلف قوانين التعليم المدرسي الإلزامي من ولاية ألمانية إلى أخرى، إلا أنه غالباً ما تبدأ هذه المرحلة عندما يبلغ الطفل عامه السادس وتنتهي عندما يكون في سن الثامن عشر.
يبدأ التعليم المدرسي بالمرحلة الابتدائية الأساسية والمعروفة بـ "Grundschule"، وفي ألمانيا غالبا ما تنتهي المرحلة الابتدائية في الصف الرابع، باستثناء بعض الولايات التي تنتهي فيها هذه المرحلة في الصف السادس مثل ولايتي برلين وبراندنبورغ. في الـ "Grundschule" يتعلم الأطفال قواعد القراءة والكتابة والحساب، علما أن هناك بعض المدارس التي تتيح إمكانية تعلم لغات أخرى بشكل مبكر مثل الانجليزية أو الإسبانية أو الفرنسية، فضلاً عن مادة أخرى تعرف بـ "Sachkunde". في هذه المادة يتناول الأطفال قواعد أساسية تشمل معارف مختلفة، جغرافية وعلمية. وجدير بالذكر أن المدارس الابتدائية في ألمانية مجانية ويتم تمويلها من الضرائب.
من يحدد المدرسة التكميلية الملائمة للتلميذ؟
بعد انتهاء هذه مرحلة التعليم الابتدائي، يتم فصل الأطفال، إذ ينتقلون إلى مدارس تكميلية "weiterführende Schule". أما المعايير التي يتم اعتمادها في اختيار المدرسة التكميلية، فتعتمد بالدرجة الأولى على نتائج الأطفال في المرحلة الابتدائية وكفاءتهم وقدراتهم على التعلم.
ويقوم المعلمون بتقديم اقتراحات للأهالي تساعدهم على اختيار المدرسة الملائمة لأطفالهم. علماً أنه في المرحلة الابتدائية يرافق التلاميذ خلال السنوات الأربعة ذات المعلمة أو المعلم، ما يتيح لهم متابعة تطور التلاميذ ويساعدهم على تقييم قدارتهم جيداً خلال المرحلة الابتدائية.
وفي ألمانيا أربعة أنواع أساسية من المدارس التكميلية. وهي"
- المدرسة الأساسية (الرئيسية) "Hauptschule”
- المدرسة المتوسطة (العملية) "Realschule”
- المدرسة الثانوية "Gymnasium”
- المدرسة الشاملة "Gesamtschule”
المدرسة الأساسية (الرئيسة) "Hauptschule”: تستمر الدراسة في هذه المدرسة حتى الصف التاسع. وفي هذه المدرسة يمكن للتلاميذ الحصول على ثلاثة شهادات مختلفة. الأولى شهادة التعليم الأساسي "Hauptschulabschluss”، وهي الشهادة العادية التي يتم الحصول عليها في نهاية هذه المدرسة. ومن الممكن أيضا لتلاميذ هذه المدرسة، اختياريا وبعد الصف التاسع، الانتقال إلى المدرسة المهنية المتخصصة ”Berufsfachschule” أو إلى العام التحضيري للمهنة "Berufvorbereitungsjahr” والذي يرمز له اختصارا "BVJ” أو إلى التعليم المزودج "duall Bildung” في إحدى المؤسسات، وبعد انتهاء هذا العام يمكنهم تقديم امتحان يتيح لهم إمكانية الحصول على شهادة التعليم الأساسي التأهيلية.
كما يمكنهم اختياريا الالتحاق بصف العاشر، بانتقالهم من المدرسة الأساسية إلى المدرسة المتوسطة (العملية) "Realschule”، للحصول على ما يعرف بـ “شهادة التعليم المتوسطة”، علما أن لكل ولاية من الولايات الاتحادية قوانينها وأنظمتها المختلفة فيما يتعلق بالشهادات المدرسية الصادرة عن المدارس الأساسية.
المدرسة المتوسطة "Realschule”: تستمر الدراسة فيها حتى الصف العاشر، أما الشهادة التي يحصل عليها التلاميذ في نهاية هذه المرحلة فتسمى بـ "الشهادة التعليم المتوسطة". وبعد الحصول على هذه الشهادة يكون أمام التلاميذ أربعة خيارات وهي إما الانتقال إلى المدرسة الثانوية "Gymnasium"، وهذا بالطبع يعتمد على نتائج التلميذ في المدرسة المتوسطة. كما يمكنه الانتقال إلى المدرسة المتخصصة العليا "Fachhochschule"، أو إلى المدرسة المهنية المتخصصة "Berufvorbereitungsjahr"، أو إلى التعليم المزدوج "duall Bildung"، أو الانتقال إلى السنة الدراسية المهنية الأساسية "Berufgrundschuljahr" والتي يرمز لها اختصار بـ (BGJ).
ما يعني أن من يحصل على شهادة التعليم الأساسي "Hauptschulabschluss” أو شهادة التعليم المتوسط "Mittelschulabschluss”، لا يمكنهم الالتحاق بالجامعات، بل يمكنهم البدء بتدريب مهني أو التسجيل في مدارس مهنية.
المدرسة الثانوية "Gymnasium": هذه المدرسة مخصصة لمن يتمتع بكفاءات تعليمية جيدة جداً وعلاماته جيدة أيضا، وغالبا ما يكون الدوام في المدارس الثانوية أطول من بقية المدارس والتعليم يكون معمقا وواسعا، على عكس المدارس الأخرى.
فضلا عن أن المدرسة الثانوية تسمح بتعلم لغتين أجنبيتين على الأقل. وتستمر الدراسة في هذه المدرسة حتى الصف الثاني عشر أو الثالث عشر، حسب الولاية، وفي النهاية يحصل التلميذ على شهادة الثانوية العامة "Abitur”، ما يتيح في النهاية متابعة الدراسة في الجامعات الألمانية أو المعاهد العليا.
المدرسة الشاملة "Gesamtschule": تجمع هذه المدرسة مختلف أنواع المدارس التكميلية، إذ من الممكن لتلاميذ المدرسة الشاملة الحصول على مختلف الشهادات المدرسية. فهي توفر إمكانية التعلم بشكل عام وشامل، أو التعلم بشكل معمق وموسع أو التركيز على دراسة معينة بما يتلاءم مع كفاءات التلميذ وميوله. بعد الصف العاشر يمكن للتلاميذ إما التحاق بالمدرسة الثانوية "Gymnasium" أو الالتحاق بمدارس التعليم المهني.
المدرسة الثانوية المتخصصة "Fachochscule": تتميز هذه المدرسة بأنها تتيح للتلاميذ تعليماً مهنياً معمق وواسعا بشكل عملي ونظري، وشروط التسجيل في هذه المدرسة هو أن يكون لدى التلميذ شهادة التعليم المتوسطة "Mittelschulabschluss" وفي النهاية المدرسة يحصل التلميذ على الشهادة الثانوية المتخصصة. وتؤهل هذه الشهادة التسجيل في المعاهد المتخصصة العليا.
المدرسة الثانوية المهنية "Berufsoberschule ": تتيح هذه المدرسة الثانوية عن طريق ما يسمى بـ ”فرصة التعليم الثانية" الحصول على شهادة تعليم تسمح لحاملها الالتحاق بأحد المعاهد العليا أو الجامعات. مدة الدراسة في هذه المدرسة سنتين ويحصل في النهاية الطالب على شهادة التعليم العالي الفنية أو شهادة التعليم العالي المتخصصة أو شهادة التعليم العالي العامة، علما أن شرط القبول في هذه المدرسة هو الحصول على شهادة التدريب المهني. كما أنه في بعض المقاطعات، هناك إمكانية الالتحاق بصف تحضيري، أي الصف الحادي عشر في المدرسة الثانوية المهنية، كما أن التلاميذ الذين حصلوا على شهادة التعليم المتوسطة يمكنهم التسجيل فيها أيضا.
نظام تعلمي معقد ولكن!
ولعل أهم ما يميز نظام التعليم في ألمانيا هو التحفيز الدائم على التعلم، فهناك الكثير من التلاميذ الذين يحتاجون إلى دعم تربوي خاص، لا يمكنه الحصول عليه في المدارس الابتدائية العادية "Grundschule"، وهنا يمكن للأهل تسجيل أطفالهم في مدارس داعمة لهم وتعرف بـ"Förderschulen".
وفي المدارس التكميلية، هناك بعض التلاميذ يقطعون دراستهم قبل أن يحصلوا على شهادات مدرسية تسمح لهم بإجراء تدريب مهني أو التعلم في الجامعة. هؤلاء الأشخاص يتيح لهم نظام التعليم في ألمانيا متابعة تعلمهم فيما بعد، حتى ولو كانوا متقدمين في السن، إذ يوجد في ألمانيا ما يعرف بالمدارس التكميلية الليلية وهي تتيح الحصول على شهادة التعليم الأساسي "Hauptschulabschluss" أو حتى شهادة الـ "Abitur"، وهذا بالطبع ما يتيح لهم متابعة دراستهم في المعاهد العليا أو الجامعات وبالتالي تحسين فرص عملهم.
