من الأخبار التي تستعصي على الفهم، إعلان إيفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي (29 مارس/ آذار 2017) أنها ستصبح موظفةً فيدراليةً من دون راتب، حالها حال زوجها جاريد كوشنر.
سياسات ترامب أثارت الكثير من الجدل والاعتراضات، داخل الولايات المتحدة وخارجها. وتعيين ابنته إيفانكا مستشارةً له، وامتلاكها مكتباً في البيت الأبيض من دون أن تكون موظفةً في الحكومة، لقي الكثير من الانتقادات وعلامات الاستغراب والاستهجان.
الشعب الأميركي الذي صوّت نصفه تقريباً لترامب، خرج نصفه الآخر للتظاهر ضده بعد توليه منصب الرئيس رسمياً، وذلك اعتراضاً على سياساته التي هدّد بتنفيذها بعد دخوله البيت الأبيض. ومع كل هذه المعارضة التي يشارك فيها تسعون في المئة من وسائل الإعلام الأميركية، من الطبيعي ألا تمر مثل هذه الخطوة - تنصيب ابنة الرئيس مستشارة له - بهدوء.
الأميركيون يعرفون كم يُصرف سنوياً من الموازنة العامة للرئيس، باعتبارها أتعاباً مستحقة له كموظف عام، ولذلك لن يغريهم تخلي ترامب عن راتبه، فـ 400 ألف دولار سنوياً (33 ألف دولار شهرياً)، وهو ما يعادل 12 ألف دينار بحريني، مبلغ تافه بالنسبة لمليونير، ويعتبره مجرد بخشيشٍ يدفعه لأية نادلةٍ تخدمه في أحد الفنادق الكبرى.
اللعبة نفسها التي قاربتها ابنته إيفانكا، لن تزيدهم إلا معارضةً لهذه النزعة العائلية في الحكم، فعدم تلقيها راتباً حكومياً لا يغريهم بالموافقة على هذا الوضع غير الطبيعي. فهي ليست محتاجةً لأي مبلغ تافه يتلقاه أي موظف بالإدارة الحكومية، وعدم تسلمها الراتب لا يعني الإغضاء عن تعيينها بمنصب مستشارةٍ للرئيس.
تعين الأقارب و «الأحباب» ليس جديداً في التاريخ، شرقاً وغرباً، قديماً وحديثاً، حتى في الغرب الديمقراطي، فهناك أقارب تعاقبوا على المناصب العليا، الرئاسية والوزارية، كالوزيرين آلان وجون فوستر دالاس، والرئيسين فرانكلين وثيودور روزفلت، والإخوة جون وروبرت وتيد كينيدي، في منتصف القرن العشرين، وصولاً إلى عائلتي بوش وكلينتون.
في العائلة الأولى، تم إعداد جورج بوش الابن ليرث جورج بوش الأب، على رغم عدم أهليته سياسياً وأخلاقياً، وشاهدنا كيف قاد العالم إلى مرحلة من الحروب والاضطرابات الدائمة. ولم تكتفِ أسرته الثرية به، بل قدّمت أخاه جيب في انتخابات 2016 لولا موقف الحزب الجمهوري الحاسم باستبعاده.
في تجربة العائلة الثانية، شاهدنا عودة هيلاري كلينتون للسباق الرئاسي العام الماضي، وهي لم تنجح في إدارة وزارة الخارجية في الدورة الأولى للرئيس أوباما، فاستبدلها بجون كيري، بعد سلسلة من الإخفاقات والتخبطات في السياسة الخارجية. مع ذلك قدّمتها أسرتها، بدعمٍ من الحزب الديمقراطي، للوصول إلى الرئاسة.
في الحالة الجديدة من مسلسل تعيين الأقارب و «الأحباب»، قالت إيفانكا: «لقد سمعت مخاوف البعض فيما يخص دوري كمستشارة للرئيس، لكني سأصبح موظفةً من دون راتب»! وتلقّف البيت الأبيض الخبر بسرعة، ليعلن ترحيبه بقرار إيفانكا «في دورها غير المسبوق كابنة أولى مستشارةً للرئيس»! وأضافت الرئاسة أن «دور إيفانكا كموظفة من دون راتب يعزّز أكثر التزامنا الأخلاق والشفافية»!
الأميركيون يخشون اليوم من هذه النزعة العائلية، التي تمنح ابنة الرئيس دوراً متزايداً في صناعة القرار بالدولة الأقوى في العالم، على رغم أنها لا تمتلك خبرةً سياسيةً وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها، وكل خبرتها في مجال الأزياء، وظهورها كوجه إعلاني للعديد من العلامات التجارية.
هل سيأتي يومٌ تنجح فيه إيفانكا فيما فشلت فيه هيلاري بوراثة الرئاسة عن زوجها، فترث الرئاسة عن أبيها ترامب كما فعل جورج بوش؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5321 - السبت 01 أبريل 2017م الموافق 04 رجب 1438هـ
على الأقل تم توظيفها بدون راتب أفضل من اللذين لا يحضرون أماكن عملهم ويمشي الراتب لهم وتتذكرون ابن وزير الذي يستلم راتبه رغم غيابه مدة سمة حسب ما ورد في تقرير الرقابة المالية
أتذكر اذا واحد مايفهم بالعامي يقولون عليه ترامب.
وظف ابنته وزوجها
فكيف لو وظف جميع عائلته وعائلة زوجته وأبناء فريجه ونصف ابناء عشيرته؟
وظفهم بدون راتب
اللي تقصدهم يوظفون اهلهم براتب او بدون
المثال الذي ضربته يا سيد قاسم يستثير القارئ كي يلاحظ ما حوله من غياب للشفافية والعدالة والمساواة في تنصيب اقارب الرؤساء والمسؤولين على شعوب دولنا التي تتغنى بالعروبة و الاسلام وهي أبعد ما تكون من مبادىء الاسلام .
لو أي شيئ توظيف بالواسطة عندهم لن يكون بمقدار الفساد و القبح الذي عندنا في الوطن العربي .
مو مشكلة في النهاية بيدلف عقب اربع او ثمان سنوات و بيجي واحد غيره و لن يدعم اقارب الذي سبقه في البيت الابيض .
زائر
ترامب وابنته تجار واقتصاديين واصحاب عقارات وشركات واموال ، اللحين هم في البيت الابيض الاب رئيس والبنت مستشارته في هذه الحالة سيصبحون اكبر تجار لبيع السلاح على العرب وصفقات السلاح الامريكي التي تقدر بعشرات المليارت لدول...... عنوان لمرحلة ترامب ومستشارته .
الله يعجّل بخراب امريكا كما خرّبت بلدان الشعوب الضعيفة
الصراحة تستاهل ايفانكا انا ارشحها وبكل قوة لمستشارة او رئيسة أمريكا موب احسن منها الي سبقوها
هذه نبوءة سيدنا انشاء الله نتذكرها لك في المستقبل
اي نبوءة تقصد خبرنا اياها