لم يكن منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في أفضل حالٍ بالسنوات الأخيرة أثناء مشاركاته المختلفة، سواءً في كأس الخليج أو تصفيات كأس العالم، باستثناء مباريات قليلة للغاية ظهر فيها بشيء من الماضي القريب، لكن في اعتقادي إنه لم يظهر بصورة سيئة مثلما كان عليها في مباراة سنغافورة الثلثاء الماضي بافتتاح تصفيات كأس آسيا 2019 بالإمارات، والتي أقيمت على أرضنا وانتهت بالتعادل السلبي، وبالتالي فقدنا نقطتين ثمينتين في بداية المشوار.

خسارة النقاط أو كسبها هو أمر طبيعي في كرة القدم، لكن أن تظهر بهذه الصورة السيئة وأمام منتخب من المفترض أن يقل عنا بكثير هو الأمر غير المقبول وغير الطبيعي، والذي لانرضاه إطلاقاً، وخصوصاً أن المباراة على أرضنا ومنتخبنا المُرشح الأول للتأهل للنهائيات عن هذه المجموعة، وبالتالي كان يجب أن يظهر بأفضل صورة ويفرض نفسه كأقوى المرشحين وألا يترك مجالاً لأي مفاجآت تُذكر، ولكنني بعد أن شاهدت القائمة التي اختارها المدرب سكوب بالإضافة للمباراة الودية أمام طاجيكستان، توقعت للأسف الظهور بهذا الشكل الضعيف أمام سنغافورة، وفي الوقت نفسه توقعت أن تُنقذنا محاولة فردية من هذا أو ذاك ونخرج بفوز صعب، لكن هذا لم يحصل.

بعيداً عن التشعب لأن الحديث عن المنتخب «ذو شجون» ويقودنا للعديد من الأمور، سأتحدث عن بعض النقاط الهامة داخل جوهر المنتخب الحالي، فمن خلال متابعتي المنافسات المحلية هذا الموسم، وهذا الأمر يتفق معي فيه الكثير ممن تابعوا المباريات، بأن القائمة التي تم اختيارها لاتضم أفضل اللاعبين، وهنالك العديد ممن تم استبعادهم لانعلم الأسباب بخصوصها، فإن كانت فنية وهم يقدمون أفضل المستويات فتلك مصيبة، وإن كانت الأسباب غير فنية فالمصيبة أعظم! فإذا كان استبعادهم لأمور فنية فهذا يعني أن كل من يتابع الدوري لايفقه في كرة القدم ماعدا الجهاز الفني للمنتخب، وإن كانت غير فنية فهنا يجب أن يتم التوقف عن أي أمر خارج عن النِطاق لأننا أمام منتخب يمثل «دولة» وليس شخصاً أو شخصين، وفقط نظرة سريعة لتشكيلة الأحمر الأساسية أمام سنغافورة فسنجد أن متصدر الدوري المالكية ووصيفه المنامة لايتواجد منهما سوى لاعبين اثنين فقط هما رضا السيدعيسى وعلي حبيب، وهذا الأخير تم استبداله بين الشوطين، ومع التذكير أيضاً بأن المنامة هو بطل كأس الملك، فكيف وصل هذان الفريقان لهذه المراتب إذا لم يكن يضمان لاعبين مميزين كانت لهم بصمتهم القوية منذ بداية الموسم؟ بالإضافة إلى أننا شاهدنا إشراك بعض اللاعبين في غير مراكزهم الأصلية، أو بمراكز لم نشاهدهم فيها بالدوري، فهل جهازنا الفني يلجأ للاختراع في المباريات الرسمية، والمنتخب في النهاية هو الضحية؟

البعض سيقول أننا بحديثنا نتتدخل في صلب العمل الفني للمدرب، ولكن عندما نشاهد الأمر «زائدا عن حده» فبالتأكيد لابد أن نتحدث عما نشاهده، وفي النهاية نحن في كتاباتنا لانفرض فيها اختيار لاعب أو غيره، ولكن نكتب مانشاهده، وفي الحقيقة لو استمر الوضع على ماهو عليه فإن المستقبل سيكون «مظلماً» للمنتخب، وسنجده يعاني في التأهل لكأس آسيا، بدلاً من أن يتأهل بأسهل الطرق عن هذه المجموعة.