استضافت جمعية العمل الوطني الديمقراطي مساء الاثنين الماضي المفكر العربي فوّاز الطرابلسي في ندوة فكرية مهمة عن الطائفية وتداعياتها السياسية، إذ ابتدأ طرابلسي بمداخلة نظرية عن علاقة الدين بالدولة والدين بالسياسة.
وعن الطائفية ميّز بين الطرح غير العلمي الذي يربط الظاهرة الطائفية ربطا سطحيا بظاهر الأشياء وبين الربط التحليلي الذي يحفر في الظاهرة، حفرا طبقيا ونفسيا وتراثيا، وقبل كل شيء يعترف بوجود الظاهرة وتأصيلها في المجتمع ويبحث عن الحلول الناجعة ليس لاستئصالها أو الغائها بل لتراجعها وتقزيمها أمام مقومات مادية ومعنوية تعزز المواطنية والحداثة والمدنية، وفي هذا السياق يرى الطرابلسي أن وجود مجتمع منقسم بين غالبية وأقلية، مذهبية أو اثنية أو قومية، ومجتمع منقسم بين أقلية فاحشة الغنى مقابل غالبية ساحقة فقيرة، ومجتمع تمارس الحكومات فيه القمع تجاه شعبها وتكبت الحريات، ومجتمع تزداد فيه الفروق بين الريف والمدن وتتأزم الحال الاقتصادية لأبناء الفقراء - الريف - الأقليات... فان أمام هكذا صور تطفح الطائفية وتبرز بشكل أقوى بديلا للمتأزمين والمقهورين، وتصبح الطائفية بمثابة حاضنة لكل الخائفين من القهر والتمييز الطائفي أو من الذوبان أو الغبن
العدد 75 - الثلثاء 19 نوفمبر 2002م الموافق 14 رمضان 1423هـ