يبدو أن الصراع على «كسب ود» المستقلين والشيعة سيحسم المعركة على منصب الرئاسة. وعلى رغم أن النواب الشيعة يمثلون عدديا نسبة لا يستهان بها (12 عضوا) فإنهم كتلة «غير متماسكة»، فبينهم بعض المستقلين وغير المؤدلج، وبعض المنتمين إلى جمعيات سياسية مثل «الرابطة الإسلامية»، «الميثاق»، «المنبر التقدمي»، وهو ما يصعب التنسيق بينهم.
الإشكال الآخر الذي يواجه النواب الشيعة أن منصب النائب الاول للرئيس سيكون من نصيبهم، وهو ما يجعل الكثير منهم على استعداد للتحالف مع الجهة التي ستضمن المنصب. وكان رئيس «جمعية الأصالة» عادل المعاودة صرح بأن النائب الأول للرئيس (وليس الرئيس) سيكون من الشيعة، «لكن ذلك لا يعني ـ كما قال ـ أن الشيعة لوحدهم سيكونون معنيين باختيار الشخص المناسب له، فالنائب سيكون ممثلا للجميع».
لذلك فإن الصراع يتركز بين الكتل «الـمُنظمة»، وهي أساسا «الأصالة» (سلف) و«المنبر الإسلامي» (إخوان مسلمون) على جذب الشيعة والمستقلين الآخرين. وإذا نجح أي منهما في جذب هؤلاء فسيتمكن تلقائيا من حسم معركة الرئاسة لصالحه. والجهة التي ستقدم أكبر قدر من «المواقع» لصالح المستقلين والشيعة هي التي ستنجح.
وتزداد الحاجة إلى الشيعة، مع كون «الأصالة» ، و«المنبر الإسلامي» لا تكفي اصوات كل منهما منفردة لحسم معركة الرئاسة التي تحتاج إلى نصف عدد أعضاء المجلس البالغ عددهم 40 نائبا.
«الأصالة» قدمت عروضا مختلفة لبعض نواب الشيعة بهدف جذبهم، ونجحت في ذلك بعض الشيء، كما أن بعض الشيعة سيصوتون إلى خليفة الظهراني (المترشح للرئاسة) بغض النظر عن دعم «الأصالة» له، لكن الخطاب المعتدل الذي «يلوح» به رئيس «المنبر الإسلامي» صلاح علي (أحد المترشحين للرئاسة) يفعل فعله، ويبدو أن بعض النواب الشيعة يقدمون وعودا للجميع بأن من يطرح مطالبهم المتمثلة في موضوعات تكافؤ الفرص والتجنيس والعودة إلى المكتسبات الدستورية «سنمنحه صوتنا»، لكن آخرين لا يهمهم كثيرا أجندة العمل. وبعض الأطراف يطرح تكرار سيناريو ما حدث في الجولة الثانية في الدائرة السابعة في محافظة المحرق حين فاز بمقعدها النائب عثمان شريف على منافسه رئيس «جمعية الشورى» عبدالرحمن عبدالسلام. ويرجح تكرار هذا السيناريو دخول شريف على خط المنافسة على منصب الرئاسة مع اتضاح بعض الصعوبات في التلاقي مع تيار مؤدلج مثل «المنبر الإسلامي» أو «الأصالة»، وبالتالي قد يكون شريف مرشح «تسوية».
السيناريو الأخير يبدو مستبعدا حاليا، وعلى نطاق واسع. لكن ـ كما يقول البعض ـ فوز عثمان كان مستبعدا في عراد أيضا
العدد 75 - الثلثاء 19 نوفمبر 2002م الموافق 14 رمضان 1423هـ