أنهى مركز الأميرة الجوهرة الابراهيم التابع لجامعة الخليج العربي ورشة دولية حول أحدث وسائل البحوث العلمية الطبية وكيفية نقلها إلى منتج دوائي.
شارك في الورشة الأستاذ الزائر من جامعة كاتانيا فاليريا بيتالا الحائزة على 7 براءات اختراع في مجال علاج الأورام.
وقدمت بيتالا حصيلة خبرتها الممتدة ل25 عاماً في مجال الأبحاث والتدريس وتحويل الاكتشافات العلمية الى منتجات الدوائية، مستعرضة مراحل اكتشاف وتطوير الدواء المبني على فهم التركيب الكيميائي واستخدام تفاعلات كيميائية للتعديل المركب الأساسي للحصول على مركبات أكثر فاعلية وأكثر ملائمة لعلاج المرض المستهدف.
وقد بينت بيتالا ان هذا المجهود يتم على عدة مراحل يتم من خلالها تدقيق التركيب الكيميائي خلال عدة دورات بحثية، وفي النهاية يتم التوافق على اختيار مركب لاستكمال العملية البحثية.
وأشارت إلى التطور الهائل الحادث في هذا المجال حيث يمكن دراسة مركبات يصل عددها إلى 2 مليون مركب في خلال فترة زمنية وجيزة لاكتشاف أدوية جديدة يمكن من خلالها التوصل لعلاج أفضل.
على جانب متصل، أعلن خلال الورشة عن مشروع بحثي مشترك يهدف إلى تطوير اكتشافات بيتالا في مجال علاج الأورام، باستخدام مركبات قائمة على تكنولوجيا النانو حيث يتولى الدكتور خالد الجريش الأستاذ المشارك في قسم الطب الجزيئي بمركز الاميرة الجوهرة هذه المهمة.
إلى ذلك، شرح الاستاذ المشارك في قسم الطب الجزيئي بمركز الاميرة الجوهرة خالد جريش الحاصل على ثلاث براءات اختراع في هذا مجال، كيفية استخدام تكنولوجيا النانو في تصميم أدوية جديدة. وقال إن تكنولوجيا النانو تعد ثورة هائلة في العصر الحالي حيث يمكن من خلالها تطويع وإعادة ترتيب الذرات على المستوى الدقيق لإضافة خصائص جديدة للعناصر المعروفة يمكن من خلالها إحداث طفرات هائلة في مجالات عدة مثل صناعة الطائرات والاتصالات.
وأشار إلى ان أحدث تطبيقات النانو هي النانو الطبية حيث يتم من خلالها هندسة وتطوير الادوية على المستوى الجزيئي لإضافة خصائص جديدة للأدوية المعروفة مثل تركيزها إلى عشرات الاضعاف في العضو والنسيج المصاب. كما يمكن من خلالها إحداث تقدم في تصوير وتشخيص الأنسجة المصابة بمرض معين.
وأوضح الجريش أنه يوجد حالياً 11 دواء مصرح به عالمياً تعتمد على تكنولوجيا النانو ويبلغ مبيعات هذه الأدوية عشرات المليارات سنوياً.
كما أستعرض إمكانيات جامعة الخليج العربي ومركز الأميرة الجوهرة في مجال طب النانو واستعداد مركز الجوهرة للتعاون مع الجهات المحلية والعالمية لاستكشاف وتطوير ودراسة أدوية جديدة خاصة في مجال علاج الأورام.
من جانبه، تناول نور الدين بن خلف دور تقنية المعلوماتية الحيوية في اكتشاف وتطوير المركبات الفعالة التي يجرى اختبارها بواسطة أجهزة الكمبيوتر على نحو افتراضي لكي يعمل من خلالها على اكتشاف أدوية فاعلة وجديدة لمختلف الامراض. وبين الدكتور بن خلف أن أي مرض يحتوي على بروتينات أساسية تؤدي الى استفحاله، ونحن نصمم أنموذج ثلاثي الابعاد للبروتين بناء على تسلسل المركب البروتيني وندرس طريقة عمله، ثم نقوم بتصميم مركبات كيميائية افتراضية تعمل كمثبطات لنشاط المركب البروتيني. وأوضح الدكتور بن خلف ان هذه الابعاد تعتبر قاعدة للعمل على اكتشاف أدوية جديدة أكثر فاعلية في علاج مختلف الأمراض بأقل كلفة ممكنة.
وتتمثل الخطوة التالية في الذهاب للمختبر لتجريب هذه المركبات في علاج الخلايا، وبعدها تنتقل هذه النتائج للمراحل اللاحقة حيث يتم تجريب فاعلية الدواء على الحيوان ومن ثم الانسان.
كما قدم بن خلف مشروع تطبيقي من إعداده لعلاج مرض الطفيل المتسبب في داء الليشمانيا وهو مرض طفيلي يؤدي الى تشوهات جلدية وامراض باطنية متفاوتة الخطورة، وهو منتشر في شمال افريقيا، الشرق الأوسط، وفي شرق آسيا، وامريكا اللاتينية. حيث أثبتت البحث فاعلية الدواء في مرحلة الأبحاث الافتراضية بواسطة أجهزة الكمبيوتر، ثم تأكد ذلك في مرحلة الاختبار المختبري.