قال قادة عسكريون إن القوات الخاصة وقوات الشرطة العراقية خاضت اشتباكات مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لتقترب أكثر من جامع النوري بغرب الموصل أمس الأربعاء (29 مارس/ آذار 2017) وتحكم بذلك قبضتها حول الموقع المهم في معركة استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة بالعراق.
ويتركز القتال على المدينة القديمة المحيطة بالمسجد الذي أعلن منه أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم دولة خلافة في المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» بالعراق وسورية قبل قرابة ثلاثة أعوام.
وفر آلاف السكان من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم داخل الموصل أكبر معقل متبقٍّ للمتشددين في العراق. لكن عشرات الآلاف الآخرين مازالوا محاصرين داخل منازل وسط القتال والقصف والضربات الجوية مع تقدم القوات العراقية المدعومة من تحالف بقيادة الولايات المتحدة في غرب الموصل.
وقال مراسلون لـ «رويترز» على الأرض إن طائرات الهليكوبتر التي تحلق فوق غرب الموصل قصفت مواقع لـ «داعش» خارج محطة قطارات الموصل التي شهدت اشتباكات عنيفة وهجمات كر وفر في الأيام القليلة الماضية وإن دخاناً كثيفاً أسود اللون تصاعد في السماء.
ويقول سكان فارُّون إن دوي إطلاق النار الكثيف ظل يتردد من منطقة المدينة القديمة، إذ يختبئ المتشددون وسط السكان ويستخدمون الأزقة والدروب الضيقة ومنازل السكان.
وقال الفريق رائد شاكر جودت من الشرطة الاتحادية في بيان إن قوات الشرطة فرضت سيطرتها الكاملة على منطقة قضيب البان واستاد الملعب الرياضي في الجناح الغربي من الموصل القديمة وتحاصر المتشددين حول جامع النوري.
وتتقدم قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية على أطراف المدينة القديمة ويتسلق أفرادها أسوار الحدائق. وردت الدولة الإسلامية بالصواريخ فتصاعدت أعمدة من الدخان الأبيض في السماء.
وقال مسئول بوحدات الرد السريع إن هناك مجموعات تدخل المدينة القديمة منذ أمس.
وأسقطت القوات العراقية طائرة من دون طيار واحدة على الأقل يشتبه بأنها تابعة لـ «داعش». ويستخدم المتشددون نماذج تجارية صغيرة من الطائرات من دون طيار للتجسس وإسقاط الذخيرة على مواقع الجيش العراقي.
ومع دخول معركة الموصل المناطق المكتظة بالسكان في غرب الموصل فإن المخاوف من سقوط قتلى وجرحى مدنيين تزداد. وتقول الأمم المتحدة إن مئات المدنيين قتلوا الشهر الماضي ويقول سكان إن متشددي «داعش» يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية.
وقال البابا فرنسيس في عظته الأسبوعية بساحة القديس بطرس أمس إن حماية المدنيين في العراق أمر «ضروري وملح» وعبر عن قلقه بشأن المحاصرين في غرب الموصل.
إلى ذلك، قال رئيس القيادة المركزية الأميركية أمس إن تحقيقاً في انفجار وقع في 17 مارس في مدينة الموصل العراقية ويُعتقد بأنه أودى بحياة عشرات المدنيين انتقل من مجرد تقييم إلى تحقيق رسمي.
وأضاف الجنرال جوزيف فوتيل خلال جلسة بلجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: «سيكون هناك نهج رسمي على نحو أكبر للبحث في تفاصيل هذا الأمر بقدر ما نستطيع لتحديد ما حدث والحقائق المحيطة به ثم تحديد المسئولية وبعد ذلك بالتأكيد استخلاص الدروس المستفادة من ذلك».
العدد 5318 - الأربعاء 29 مارس 2017م الموافق 01 رجب 1438هـ