قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «سيمنس العالمية»، جو كيسر: إن «التحول الرقمي إلى الصناعة والتجارة الالكترونية والرقمية سيحدث تغييرا جذريا لا مناص عنه في الأعوام القليلة المقبلة، وسيؤثر ذلك على قطاع الصناعة بنسبة 70 في المئة من إجمالي التجارة العالمية، وإن الصناعات التي ستتخلف عن التحول الرقمي لن يكون لها مكان في مجال الاقتصاد».
وأضاف كيسر «لا شك في أن الثورة الصناعية الرابعة ستحدث تغييراً هائلاً في الاقتصادات الوطنية، حيث سنشهد زيادة كبيرة في الإنتاج وسرعة هائلة في الابتكار، كما ستخرج الشركات الضعيفة وغير القادرة على مواكبة التطور من سلاسل القيمة العالمية، وستختفي العديد من الوظائف الحالية لتحل محلها وظائف جديدة تتطلب مهارات رقمية متطورة. وسيساهم هذا التطور التكنولوجي الكبير في تغيير القواعد التقليدية للقطاع الصناعي. وبالتالي، فإن التحدي الأساسي سيتجسد في قدرتنا على استخدام هذا التحول الرقمي على النحو الذي يحقق أكبر فائدة لمجتمعاتنا».
جاء ذلك خلال جلسة ضمن أعمال القمة العالمية للصناعة والتصنيع المنعقدة في أبوظبي خلال الفترة 27 حتى 30 مارس/ آذار2017، وركزت على الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الصناعي في إعادة بناء الازدهار العالمي وقدرته على إعادة بناء اقتصادات الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية تتسبب في الهجرة القسرية، وما يمثل تهديداً للاستقرار والسلم العالميين. وقد شارك فيها وزير الطاقة والثروة المعدنية في المملكة الأردنية الهاشمية إبراهيم سيف، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «سيمنس العالمية» جو كيسر، ورئيس المنظمة العالمية للشباب «آيزيك» نيلز كاسز. إذ أدارت الجلسة وزيرة الدولة لشئون المجلس الوطني الاتحادي نورة بنت محمد الكعبي.
هذا وأفاد كيسر بأنه «لا شك في أن القمة العالمية للصناعة والتصنيع تلعب دوراً بالغ الأهمية في هذا الصدد، حيث توفر لنا فرصة متميزة لمناقشة هذا التحول الرقمي والعمل سوياً لرسم ملامح مستقبل القطاع الصناعي والمجتمعات الإنسانية».
من جهته، قال رئيس المنظمة العالمية للشباب «آيزيك» نيلز كاسز، إن «الثورة الصناعية الرابعة ستؤثر على الشباب من حيث توفر الوظائف وإمكانية تنمية القطاع الصناعي في اقتصادات المستقبل، فلقد أدركنا في آيزيك أن المؤسسات التعليمية لا تزود الشباب بالمؤهلات والمهارات الكافية التي تمكنهم من مواكبة التطورات التقنية الهائلة التي يشهدها الاقتصاد العالمي والقطاع الصناعي. ولا بد أن نكسر الحواجز التقليدية التي تقف بين الشباب، وهي الفئة الأكبر من المهاجرين والمتأثرين بالأزمة الاقتصادية العالمية نتيجة للبطالة، وبين الانخراط في نشاطات صناعية تطلق قدراتهم وطاقاتهم وتشجعهم على المساهمة في إعادة بناء اقتصادات دولهم».
وشدد كاسز على أنه «ينبغي توجيه طاقات الشباب باتجاه بناء مستقبل أفضل للجميع وعدم تركهم نهباً للحركات المتطرفة والتخريبية الهدامة، والعنف، والهجرة غير الشرعية».
وتعقد الدورة الافتتاحية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في جامعة باريس السوربون أبوظبي في الفترة 27 حتى 30 مارس/ آذار2017، وتعتبر القمة مبادرة مشتركة بين وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وتشارك في استضافتها دائرة التنمية الاقتصادية– أبوظبي، تحت رعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتعد القمة أول تجمع عالمي للقطاع الصناعي يجمع صناع القرار من قادة الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني، لتبني نهج تحولي في صوغ مستقبل القطاع.
العدد 5318 - الأربعاء 29 مارس 2017م الموافق 01 رجب 1438هـ