تحاول الحكومة الفيتنامية الحيلولة دون وصول مواطنيها إلى مواقع الويب الذي أنشأه الفيتنامي المهاجر فام غوك الذي تعتبر الحكومة نشاطه في سبيل الديمقراطية عملا خطيرا وهداما.
الحزب الشيوعي الحاكم في هانوي لا يحب المقالات المعارضة والمنشورات الأخرى في الموقع الذي يحمل اسم «Thong Luan» الذي يعني باللغة الفيتنامية «مناقشة معلوماتية».
لا يهم، فالمواقع المقامة من أطراف ثالثة على الانترنت والتي تسمى موقع البديل (Proxies) تتيح للمواطنين الفيتناميين منذ وقت طويل الإفلات من قبضة الفترات الحكومية بتمويه المواقع التي يحاولون الوصول إليها.
إلا أن الحكومات في فيتنام والصين وبلدان خليجية اكتسبت حديثا خبرة تمكنها من حجب تلك المواقع البديلة أيضا. وهذا بدوره يحمل الخبراء والتقنيين على ابتكار طرق جديدة للتهرب من الرقابة.
ويقول فام غوك، المهاجر الفيتنامي الذي يدير موقع ثونغ لوان من مكتبه في سان خوسيه بكاليفورنيا: «هذه لعبة، إذا عرفوا فستعرف الشرطة أيضا».
ذكر تقرير نشرته في شهر فبراير/ شباط الماضي جمعية «صحافيون بلا حدود» أن الرقابة على الانترنت موجودة في 58 بلدا بينها الصين وفيتنام وتونس. وتوقع التقرير أن ينضم إلى اللائحة 40 بلدا جديدا مع حلول السنة الجديدة.
أصبحت البلدان التي تمارس الرقابة منذ وقت طويل أكثر عدوانية خلال السنة الماضية إذا تحول الأمر إلى نسخة رقمية للعبة Whac - a - Mole الالكترونية.
صرفت تلك البلدان مبالغ كبيرة وكلفت أبرع التقنيين لاكتشاف وسد الثغرات التي يستطيع الناس أن يستلموا عبرها محتويات ممنوعة من بينها مخارج الأخبار الغريبة والكتابات المناهضة والمواد الخلاعية والكتابات المنافية للأديان، وقد حققت في ذلك نجاحا مرموقا.
ويقول غريغ والتون،الباحث في سان فرنسيسكو الذي يقدم دعما تقنيا لجماعة معارضة في التيبت، إنه في مطلع هذه السنة احتاجت الحكومة الصينية إلى 24 ساعة لاكتشاف مواقع البروكسي الجديدة التي انتشرت عن طريق جماعات المناقشة على الخط المفتوح وغرف التشات. ثم انخفض الوقت بالتدريج إلى 12 ساعة ثم ست ساعات والآن 15 دقيقة فقط.
وتعترف فيتنام أنها لا تستطيع أن تنفق ما يقدر بحوالي 400 مليون دولار تلزمها لحجب المواقع تماما وملاحقة المواقع البديلة. إلا ان ذلك لن يمنع الرقابة فهي اقترحت حديثا فرض عقوبات مشددة ضد أصحاب مقاهي الانترنت الذين يسمحون للزبائن الاتصال بمواقع المواد الخلاعية أو المواقع المناهضة للحكومة مثل موقع فام غوك.
وثمة بلدان مثل كوبا والعراق تجعل الاتصال بالانترنت مرتفع الثمن وصعبا مما لا يقل عن الرقابة بعينها بالنسبة للغالبية الساحقة من السكان. وقد حاولت الصين أيضا الحد من الاتصال فأغلقت ألوفا من المقاهي على أثر حريق كبير شب في أحد تلك المقاهي أدى إلى مصرع عدد من الرواد.
وثمة شركتا بروكسي تجاريتان هما Megaproxy Anonymizer بين الشركات التي تغير أسماء المواقع باستمرار أو عنوانين الانترنت المكتوبة بشكل أرقام.
وبمساعدة من إذاعة «صوت أميركا» الأميركية الحكومية، تبنى التكنولوجيون الأساليب نفسها التي أحبطت الحملة التي شنها قطاع الصناعة الترفيهية لوضع حد لقرصنة أغانيها وأفلامها.
طورت شركة Safe Web أسلوب Triangle Boy الذي من خلاله يقوم مئات من المتطوعين في مجتمعات مفتوحة بدور البديل لموقع البروكسي Safe Web. وإذا اكتشفت حكومة ما وحجبت أحد المتطوعين يحل مكانه متطوع آخر.
ومن الأنظمة الأخرى التي يجري تطويرها Flyster وPeekabooty التي تدمج تكنولوجيات من «متطوع إلى متطوع» والفكرة قائمة على استنساخ موقع حساس على الويب على شبكة تضم الكثير من الكمبيوترات من أجل إحباط مشغلي فلترات الحجب.
ويجري أيضا بناء أنظمة أخرى مثل Camera/ Sny و Tangler و Freenet وظيفتها تسرب وثائق حساسة عبر الفلترات.
ومن وجهة نظر الحكومات المراقبة العثور على البدائل أمر بسيط إذا توافرت الموارد المالية. وتفكر شركة Websense وقي واحدة من عدة شركات تفكر الحكومة السعودية الاستعانة بها للغربلة، تقوم أصلا بالبحث عن عدمات حجب الرقابة بتكليف من شركات متعاملة معها.
خدمة (أ . ب
العدد 74 - الإثنين 18 نوفمبر 2002م الموافق 13 رمضان 1423هـ