أكد مساعد رئيس الأمن العام لشئون المجتمع والمشرف على إدارة الإعلام الأمني، العميد محمد بن دينه، أن الشراكة المجتمعية فكر تبناه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، قبل 11 عاماً، وها نحن الآن نجني ثماره، مضيفا أن من شأن هذه المبادرة الرائدة والتي تمتد وتتعمق مع الأيام والسنين، ترسيخ المفهوم لدى كل فئات المجتمع، واليوم نجد المؤسسات الحكومية والأهلية والمواطنين والمقيمين يتحدثون بلغة واحدة وهي أننا شركاء في الأمن.
وأعرب العميد محمد بن دينه عن شكره لوزير الداخلية على هذه المبادرة الرائدة والتي نعيشها عاما بعد عام، مشيدا باهتمام رئيس الأمن العام بتطوير شرطة خدمة المجتمع، والشكر موصول لكل ضابط وفرد في وزارة الداخلية ساهم في نشر هذه الثقافة المتجددة التي تعطي انعكاسا حقيقيا عن تطور وتنمية الإنسان في البحرين وكل مواطن وضع ثقته في رجل الأمن وكل مؤسسة حكومية أو أهلية ساهمت في نشر ثقافة الشراكة المجتمعية وكل أم وأب وفرد في الأسرة، ساعد رجل الأمن ليقوم بواجبه.
وأوضح أن الفكر الشرطي، ومن أجل مواكبة المتغيرات والمتطلبات المجتمعية، قائم على توثيق العلاقة بين رجال الأمن والمجتمع، حيث أصبحت هناك سيطرة على الجريمة وارتفاع في مستوى الأمن والسلامة في المجتمع، منوها إلى أن شرطة خدمة المجتمع، فلسفة شرطية مستحدثة في البحرين، قائمة على أن رجل الأمن من المجتمع نفسه، كما لا يمكن فصله بلباسه العسكري عن حياته الاجتماعية، حيث يتحقق نجاحه، عندما يكون قريبا من مجتمعه، متفاعلا معه ويتلمس احتياجاته.
يوم الشراكة المجتمعية في الثامن عشر من مارس من كل عام... دليل على منهجية الشراكة في إستراتيجية وزارة الداخلية، ما هي أبرز دلالات هذا اليوم؟
- يوم الشراكة المجتمعية هو انعكاس لفلسفة ومضامين المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويجب هنا أن نعيد الفضل لأهله ونذكر بأن الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة قد أطلق المبادرة الرائدة بتخصيص يوم للشراكة المجتمعية عقب لقاء مع عدد من النواب والصحفيين بتاريخ 18 مارس/ آذار 2006 ومن شأن هذه المبادرة ترسيخ فكر الشراكة المجتمعية لدى كل فئات المجتمع، وها نحن نجني ثماره الآن، فاليوم نجد المؤسسات الحكومية والأهلية والمواطنين والمقيمين يتحدثون بلغة واحدة وهي «نحن شركاء في الأمن» فهذه المبادرة تمتد وتتعمق مع الأيام والسنين وتترسخ في مفهوم كل مواطن ومقيم، ولله الحمد، لها انعكاسات كبيرة ساهمت في حفظ الأمن والاستقرار في البحرين وهذا ما جعل المواطن شريكا مع رجل الأمن، في التصدي لكل ما يعكر صفو الأمن في البلاد.
إلى أي مدى ترى العلاقة بين الشراكة المجتمعية وتحقيق الأمن الشامل؟
- عندما نقوم بقراءة الإحصائيات المتعلقة بعدد الجرائم والحوادث، نرى أن هناك انخفاضا في المؤشر وسيطرة على السلوكيات الخاطئة وارتفاعا في مستوى السلامة للمواطنين والمقيمين وانخفاضا في عدد الحوادث عامة والعمل هنا غير مقصور على رجال الأمن، بل هناك مجتمع حيوي يتفاعل معهم، ولله الحمد البحرين، أصبحت البحرين نموذجا يحتذى به في مفهوم الشراكة المجتمعية من أجل تحقيق الأمن للجميع.
ما هي أبرز أشكال التواصل بين الشرطة والمواطنين؟
- العلاقة بين مكونات المجتمع قائمة على الاحترام والثقة، وهذا يعطي مردودا ايجابيا، ومبادرة وزير الداخلية منذ حوالي 12 عاما بتكوين شرطة خدمة المجتمع، أوجدت حالة من الأمن والاستقرار على صعيد تعزيز الشعور بالأمان، فالأمن أمر يلمسه الفرد أثناء سيره في الطريق وخلال تواجده في بيته وعمله، وهذا الشعور دلالة على الارتقاء بعلاقة المواطن والمقيم مع رجل الشرطة بالعمل من أجل المصلحة العامة.
والواقع أن الفكر الشرطي ومن أجل مواكبة المتغيرات والمتطلبات المجتمعية ، يعتمد على توثيق العلاقة بين رجال الأمن والمجتمع، وعليه أصبحت هناك سيطرة على الجريمة وارتفاع في مستوى الأمن والسلامة في المجتمع، وكل شيء يحتاج تطويرا، بحاجة إلى تقييم لوضع آليات تطوره، وهذه الآليات أطلقتها وزارة الداخلية قبل سنوات ونحن نجني ثمارها الآن، بحيث نصل إلى مستوى الشرطة العصرية التي نراها في كل مفاصل الدولة، ولله الحمد، تقوم الأكاديمية الملكية للشرطة بتخريج ضباط وأفراد على مستوى عال من التدريب والتحصيل العلمي، والذي بدوره أكسب المواطن ثقته واحترامه لرجل الأمن.
استوقفتنا كثير من الصور أثناء زيارات فرق من شرطة خدمة المجتمع إلى عدد من دور رعاية الوالدين قبل فترة قصيرة... ما هو الهدف من هذه المشاركة؟
- وجود شرطة خدمة المجتمع، فلسفة شرطية مستحدثة في البحرين، قائمة على أن رجل الأمن من المجتمع نفسه أي من البيت البحريني، ويقوم بحراسة المجتمع فلا يمكن فصل رجل الأمن بلباسه العسكري عن حياته الاجتماعية وذلك يعود إلى أن نجاحه، يتحقق عندما يكون قريبا من مجتمعه متفاعلا معه ويتلمس احتياجاته، وعند دخول شرطة خدمة المجتمع دور رعاية المسنين، يكون رجل الأمن بمثابة ابن من أبنائهم وجزءا من تكوينهم الأسري وكلها مبادرات لتقريب وكسر الحواجز إن وجدت، فرجل الشرطة في مملكة البحرين مرحب به في كل المؤسسات ولكن تبقى هذه المبادرات الإنسانية التي تعزز الثقة برجل الأمن وتضفي روحا ايجابية على كبير السن أو الطفل كما أن مفهوم رجل الأمن لدى الطفل تغير بالكامل فقد كان الطفل في السابق يتخوف من التعامل مع رجل الأمن أما اليوم فإن الطفل يسعى ليتعاون معه ويجعله مثله الأعلى، وما هي إلا فكرة بسيطة تبين النقلة النوعية لمفهوم رجال الأمن والقوى الأمنية في المملكة وكل هذه المبادرات أتت بتوجيه من وزير الداخلية، ولاقت استحسانا من المواطنين، وهذا ما زاد ثقة المواطن برجل الشرطة.
شرطة خدمة المجتمع تعد قلب الشراكة المجتمعية وعملها قائم في الأساس على هذا الجانب... هل يمكن أن توضح لنا هذا الأمر؟
- عندما نتحدث عن شرطة خدمة المجتمع كمفهوم في علم الشرطة، فإنه في عام 1967 في الولايات المتحدة بدأ التفكير بتكوين شرطة قريبة من المجتمع ومن هنا بدأت فكرة أن تكون للشرطة مواصفات خاصة تكون قريبة من المجتمع وتطور الفكر حتى عام 1980 بدأت تتبلور فكرة واضحة لشرطة نظامية هدفها خدمة المجتمع تواكب الشرطة النظامية وكانت من الدول الرائدة اليابان وفي مطلع التسعينات بدأت وزارة الداخلية تدرس فكرة شرطة خدمة المجتمع وقامت الوزارة بعمل مؤتمر كبير استقطبت فيه خبرات دول لديها شرطة خدمة المجتمع وظل الموضوع قيد الدراسة حتى عام 2004 عند تولى وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وأطلق الإستراتيجية الجديدة لوزارة الداخلية ومنها شرطة خدمة المجتمع وكانت أول دفعة من 190 فردا تم اختيارهم من مختلف محافظات المملكة وكانت هذه نقطة التحول بإيجاد شرطة متخصصة في خدمة المجتمع ولها فلسفة وتدريب الشرطة الاعتيادية ولكن المهام التي تكلف بها أكثر في منع الجريمة قبل وقوعها وليس ردة الفعل التي تقوم بها الشرطة الاعتيادية مع دراسة الجرائم.
ما هي جهودكم في مجال دراسة الأحياء السكنية في المحافظات من خلال رصد المخالفات والظواهر السلبية وتقديم الحلول المناسبة؟
- يشكل دور مكتب الكشف والمعاينة الأمنية التابع لشرطة خدمة المجتمع، عنصراً أساسيا في الدراسة وتحليل أي قصور وأيضا كافة احتياجات المنطقة أمنيا، ويتم تحليل الاستمارات من خلال مكتب التحليل والإحصاء الأمني، وتتم العملية من خلال الدوريات الراجلة والراكبة، وقد تم تأهيل الشرطة وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل والتواصل مع كافة فئات المجتمع.
ما هي أبرز مظاهر تعاون المواطنين والمقيمين مع رجال الشرطة للحد من الجريمة؟
- دور المواطنين والمقيمين في التعاون والتواصل مع رجال الشرطة، من شأنه المساعدة في تقليل نسبة الجريمة، إضافة إلى أن هناك تنسيقا وتكاملا مجتمعيا مع المجلس البلدي والمؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية والنوادي الرياضية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية للحد من الجريمة والتوعية بمخاطرها، ونشير في هذا الصدد إلى قيام شرطة خدمة المجتمع بزيارات دورية لجميع المناطق التي تحتاج إلى توجيه أمني وزيارة المتضررين والمصابين في الحوادث ، وهذه هي الأساليب الشرطية الحديثة والشراكة المجتمعية الوثيقة التي انتهجتها وزارة الداخلية من أجل الوقاية والحد من الجريمة وغرس الطمأنينة والثقة. ففكرة الأمن الشامل تقوم على مبدأ الشراكة بين الشرطة ومختلف شرائح المجتمع، حيث تتمثل مظاهر تحقيق أهداف الشراكة المجتمعية في التعاون مع رجال الشرطة ولجوء المواطنين والمقيمين إليهم مما أدى إلى انخفاض نسبة القضايا الأمنية نتيجة هذا التعاون وتلك الشراكة. كما أن هناك دورا كبيرا للمؤسسات الحكومية والأهلية في دعم جهود رجال الأمن في التصدي للجرائم ونشر الطمأنينة في جميع المحافظات ، حيث أن هناك لقاءات وزيارات مستمرة تشمل التوجيه والإرشاد إضافة إلى الإبلاغ عن الأماكن التي تحتاج إلى معالجة أمنية من قبل الشرطة وهناك برامج للتدريب الدوري لرجال الأمن على أساليب معاملة واستقبال المواطنين إضافة إلى إنهاء إجراءاتهم بصورة مرضية.
من ضمن افراد شرطة المجتمع العنصر النسائي الذي له دور وتميز في الأداء الشرطي... ماذا عن هذا الجانب؟
- المرأة نصف المجتمع ولله الحمد شرطة البحرين حظيت بأنها أول من أدخل العنصر النسائي على المستوى الإقليمي، لذلك عند إنشاء شرطة خدمة المجتمع كان ما يعادل 25 في المئة من العنصر النسائي لما لهن من دور مهم، الشرطة النسائية هي الأقرب في كثير من القضايا منها حالات العنف الأسري والتواصل مع مدارس البنات والرعاية اللاحقة للأحداث والمرأة في مملكة البحرين تحظى برعاية كريمة من قرينة عاهل البلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، والتي نقلت مستوى تطلعات المرأة إلى أعلى، وكان لشرطة خدمة المجتمع هذا الدور الرائد والذي يقدر على مستوى كبير في المجتمع البحريني للفتاة البحرينية التي ترتدي لباس الشرطة وتقوم بمهام إلى جانب أخيها رجل الأمن من أجل تحقيق هدف واحد وهو حماية أمن وسلامة كل مواطن ومقيم في مملكة البحرين.
من الملاحظ أنكم حريصون هذا العام تحديدا على إبراز دور المجتمع في تعزيز هذه الشراكة؟
- في كل عام يتم اختيار شعار يجسد هذه العلاقة والتي وجدت لتبقى، فعلينا اختيار شعار يجدد مفاهيم هذه العلاقة ويطور منها فأي منظومة لا يوجد بها تجديد أو تحديث بالتأكيد ينخفض أداؤها، لذلك عند طرح أي شعار سنوي يتم النظر بكيفية تحفيز هذه الروح وهذا الشعور لدى المواطن قبل رجل الأمن والذي يتم تدريبه ، لكن شعور المواطن بأهمية تعاونه مع رجال الأمن، نستنهضه ونعمل على تعزيز أهمية دوره للحفاظ على المكتسبات الوطنية وأن يكون شريكا أساسيا مع رجل الأمن في المحافظة عليها فرجل الأمن لا ينجح إلا عندما يكون المواطن، قريبا منه ومساندا له في كل الأدوار التي يقوم بها، وجاءت فلسفة شعار هذا العام «شراكة مجتمعية لأمن البحرين» لتأكيد وجود الشراكة في مجتمع متكامل متواصل، حيث يحظى رجل الأمن في المملكة بكل احترام وثقة وتقدير لدوره، وهذا ما نستشعره في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وهذه العلاقة تكبر يوما بعد يوم ونقوم بتأصيلها من خلال البرامج التي يتم تقديمها من قبل شرطة خدمة المجتمع كبرنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان في المدارس.
هل من كلمة قصيرة أو دعوة لتعزيز الشراكة المجتمعية؟
- أشكر كل مواطن وضع ثقته في رجل الأمن والشكر لكل مؤسسة حكومية أو أهلية ساهمت في نشر ثقافة الشراكة المجتمعية وأشكر كل أم وأب وفرد في الأسرة ساعد رجل الأمن ليقوم بواجبه والشكر موصول لكل من عمل على نشر هذه الثقافة، والكلمة الأخيرة، هي شكرا لوزير الداخلية على هذه المبادرة الرائدة التي أطلقها قبل 11 سنة، واليوم نعيشها عاما بعد عام وشكرا لرئيس الأمن العام على رعايته واهتمامه بتطوير شرطة خدمة المجتمع، وشكرا لكل ضابط وفرد في وزارة الداخلية ساهم في نشر هذه الثقافة المتجددة والتي تعطي انعكاسا حقيقيا عن تطور وتنمية الإنسان في مملكة البحرين.
العدد 5317 - الثلثاء 28 مارس 2017م الموافق 29 جمادى الآخرة 1438هـ