أعلن الديوان الملكي، أمس (الثلثاء)، أن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيترأس وفد مملكة البحرين إلى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثامنة والعشرين الذي سيعقد بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
هذا وسيتوجه جلالة الملك إلى عمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية لمشاركة إخوانه أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية في أعمال القمة.
البحر الميت - رويترز
يصل الزعماء العرب إلى الأردن لحضور قمة اليوم الأربعاء (29 مارس/ آذار 2017) يسعون خلالها لإيجاد أساس مشترك لإعادة التأكيد على التزامهم بإقامة دولة فلسطينية، وهو هدف قديم أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشكوك بشأنه الشهر الماضي.
ويقول المسئولون الأردنيون إن من المتوقع أن تكون المشاركة في اجتماع البحر الميت أكبر من قمم عربية عقدت في الآونة الأخيرة.
وفي الأغلب لن يتمكن الزعماء العرب من تسوية خلافاتهم بشأن الدور الإقليمي لإيران أو الحربين العصيتين على الحل في سورية واليمن لكنهم لايزالون متحدين في دعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لرويترز «نحن حريصون أن يكون الإجماع العربي متواجداً حول الملف الفلسطيني من أجل أن ينعكس بكل وضوح في مناقشة الدول العربية وقادتها مع الإدارة الأميركية الجديدة».
وكان ترامب قد تعهد قبل توليه السلطة في يناير/ كانون الثاني بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعارضه العرب بشدة باعتبار ذلك اعترافاً بالسيادة الإسرائيلية على القدس من وجهة نظرهم.
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية العربية، التي احتلتها إسرائيل في حرب العام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم تلق اعترافاً دولياً، عاصمة لدولة مستقبلية لهم تشمل الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وقطاع غزة.
وسيلتقي الملوك والأمراء والرؤساء العرب المشاركون في قمة اليوم في البحر الميت على بعد بضعة كيلومترات من الضفة الغربية حيث يمكن رؤية المستوطنات الإسرائيلية بالعين المجردة.
وقال المالكي إن الولايات المتحدة ستوفد مبعوثاً إلى القمة. ومن المقرر أن يلتقي كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله بترامب قريباً.
ويطالب مشروع قرار بشأن القدس اطلعت عليه رويترز «الدول الأعضاء والأمين العام لجامعة الدول العربية ومجالس السفراء العرب وبعثات الجامعة بالعمل على متابعة أي توجه لخرق قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي في هذا الشأن (نقل السفارات إلى القدس) والتصدي له بفاعلية». ولم يذكر المشروع الولايات المتحدة بالاسم.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي «نتفق على مركزية القضية الفلسطينية وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين متطلب أساس لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين».
ويتعلق الخلاف الأكبر بين الدول العربية بالدور الإقليمي لإيران، وهي حليف لسورية والعراق وحزب الله في لبنان، لكن السعودية وبعض الدول الأخرى تعتبرها خصماً.
وتدعم إيران والسعودية طرفين مختلفين في الحربين الأهليتين في سورية واليمن.
وقال الصفدي في اجتماع مع نظرائه من وزراء الخارجية قبيل القمة «نجتمع في زمن عربي صعب تسوده الأزمات والصراعات التي تحرم منطقتنا الأمن والاستقرار اللذين تحتاجهما لتلبية حقوق شعوبنا في التنمية والتعليم والعمل والأمل».
وأبلغ مسئول أردني رويترز أن من المتوقع أن يشمل البيان الختامي للقمة إدانة لإيران لما وصفه بالتدخل في الشئون الداخلية للعرب ومطالبتها بالتوقف عن استخدام القوة أو التهديد.
وقال مصطفى العاني، وهو خبير أمني عراقي وثيق الصلة بوزارة الداخلية السعودية «قد يكون هناك في حقيقة الأمر نتاج للقمة العربية... موقف موحد تجاه سياسة واشنطن في فلسطين. ربما يختلفون بشأن جميع القضايا الأخرى لكني أعتقد أن هذه هي القضية الموحدة».
العدد 5317 - الثلثاء 28 مارس 2017م الموافق 29 جمادى الآخرة 1438هـ