أبهرت شركة «هايبرلوب ون»، الشركة العالمية الرائدة في تطوير أول خط «هايبرلوب» تشغيلي في العالم لنقل الركاب والبضائع، المشاركين في أعمال الدورة الافتتاحية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في أبوظبي أمس الثلثاء (28 مارس/ آذار 2017)، بمميزات نقل تصل إلى 1080 كيلومتراً في الساعة عبر كبسولة تمر بداخل أنبوب تستخدم المجال المغناطيسي والهواء ضمن عملية هندسية مفصلة.
وترى شركة «هايبرلوب ون»، أنه سيحدث تغير جذري في القطاع الصناعي والتخزين وسلسلة التوريد داخل وخارج دول الخليج، من خلال تحول هائل في وسائل النقل لإزالة حواجز المسافات والزمن. وسيساعد خط قطار «هايبرلوب» الذي يقطع المسافة بسرعة تبلغ 1080 كيلومتراً في الساعة، على السفر بين المدن في دول الخليج في غضون ساعة أو أقل من الساعة، ما يساعد على إحداث تحول هائل من شأنه توفير فرص جديدة في قطاعات الصناعة والتخزين ونظام تزويع سلسلة التوريد. وقال النائب الأول للرئيس للعمليات العالمية في شركة «هايبرلوب ون»، نك إيرل، «لم نحدد الدولة التي سنبدأ المشروع فيها بعد، ونحن نسعى الآن لأن نخلق فيها المجال لذلك من خلال عرض التجارب والنماذج الواقعية قريباً، وإجراءات الدراسات المعنية بالسلامة والجدوى، علماً أننا سنوفر مجالاً لفتح استثمارات عالمية حول الـ (هايبر لوب)»، مستدركاً «نأمل أن نبدأ في عملية الشحن التجريبي في العام 2020، وأن ننقل الركاب في العام 2021».
وأضاف إيرل خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش القمة أمس، أنه «الشركة ستقوم خلال الفترة المقبلة ببعض التجارب، لضمان نجاح المشروع وكذلك التأكد من أمور السلامة والبطء والسرعة والانحراف والصعود والنزول، فضلاً عن دور الجهات الرقابية على القطار وفقاً لإجراءات وأنظمة السلامة الدولية»، شارحاً «المشروع يعتبر تجربة حديثة تطبق تجريبياً في نيفادا في الولايات المتحدة الأميركية حالياً، ولا يجب أن نعتبر فكرته مستحيلة لأننا سبق وأن رأينا أن الصعود للطابق الأخير في المباني المرتفعة خلال مدة دقيقة أو نصف دقيقة أمر مستحيل، وقد حققت المصاعد ذلك لاحقاً».
وأكد إيرل «نسعى إلى ربط شبكة الـ (هايبر لوب) مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أجرينا مباحثات مع بعض الدول بشأنها، لكن لم تعلن عن بداية العامل في أي بلد حتى الآن، لكننا نطمح لبناء شباكات قطارات في العام 2018، حيث أننا نعمل حالياً على استصدار شهادات السلامة وجدوى المشروع».
وحول تمويل المشروع، رأى أن «هذا المشروع لابد أن يمول من خلال 3 جهات، الحكومة والقطاع الخاصة وكذلك الشركة المستثمرة، باعتبار أنه يعود بعائدات ربحية استثمارية غير مباشرة إن صح التعبير»، جازماً أن «الـ (الهايبر لوب) لديه فرصة تتراوح ما بين 3 إلى 5 مرات في زيادة إيرادات الدولة مقارنة بما تمثله عمليات النقل والشحن من مدخول في الناتج المحلي الآن».
وفنياً، ذكر نائب رئيس العمليات أن «سرعة القطار لا تؤثر على الأفراد الموجودين بداخله، فهم سيحسون بحركته فقط ومن دون ضوضاء المشي على السكك أو أصوات المحركات»، مشيراً إلى أن «60 في المئة من مسارات الشاحنات يمكننا التخلص منها في حال استخدام القطار السريع، وبالتالي تقليل مصروفات النقل والشحن والوقت وكذلك الجهد».
وفي كلمة ألقاها نك إيرل، في القمة العالمية للصناعة والتصنيع في أبوظبي، تناول خلالها الأثر التحولي الذي ستحدثه «هايبرلوب ون» على القطاع الصناعي، وخدمات الدعم اللوجستي، وسلسلة التوريد، والتخزين. وسلط الضوء على الفوائد التي ستعود على القطاعات المذكورة، بما فيها زيادة رأس المال نتيجة خفض مخزون البضائع الجاهزة بنسبة 25 في المئة، وإمكانية الوصول إلى الكفاءات والعمالة الماهرة بمعدل أكبر بعشر مرات بنفس زمن التنقل، وتوفير ما يصل إلى 80 في المئة على النفقات العقارية، فضلاً عن تقليل زمن الانتظار، وخفض نفقات الشحن، وتقليص الانبعاثات الكربونية.
وقال إيرل: «باعتبارنا الشركة الوحيدة في العالم التي تقوم ببناء نظام «هايبرلوب» تشغيلي، نركز على استحداث نوع جديد من وسائل النقل لنقل الناس والبضائع. لذا سنقوم بتغيير كل شيء. فنحن ملتزمون بتمكين التكنولوجيا الحديثة من توفير فرص جديدة في القطاع الصناعي والتخزين ونظام توزيع سلسلة التوريد. وبالمقارنة بقطار عالي السرعة، فإن نظام «هايبرلوب» يحظى بتأثير ملموس على الشركات والمجتمع الآن ومستقبلاً من خلال خفض التكلفة بحوالي الثلثين وزيادة السرعة بمعدل ثلاث مرات ومزايا تتراوح ما بين 3.5 و4 مرات. وسيقوم نظام «هايبرلوب» بإحداث تحول هائل في قطاع النقل، ما يعزز القيمة خلال هذه المنظومة ويساعد على توفير فرص العمل، فضلاً عن تمكين العاملين من القدرة على التنقل بسرعة وسهولة. وسيساعد هذا الأمر خاصة على توفير فرص العمل لحوالي 200 مليون شاب يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي الفئة الأكبر نمواً من سكان المنطقة.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «هايبرلوب ون» شرفين بيشيفار: «تحظى دولة الإمارات برؤية تقدمية متطورة لإحداث تحول في اقتصادها، ولا شك في أن (هايبر لوب ون) يمكن أن تلعب دوراً في هذا الصدد من خلال زيادة إمكانية الوصول إلى داخل وخارج المنطقة. ومن هذا المنطلق، نحن نفكر بعيداً عن المزايا التي سيوفرها (هايبر لوب) للشركات، حيث سيساهم ربط دول الخليج في تمكين الحكومات في المنطقة من إتاحة الفرصة للشباب الباحث عن عمل لاستكشاف فرص عمل جديدة وجاذبة لهم».
وفي دول مجلس التعاون الخليجي، بلغت قيمة سوق نقل البضائع نحو 35 مليار دولار أميركي في عام 2016 بحسب شركة استشارات الأعمال «ماكينزي آند كومباني»، تحظى فيها «هايبر لوب ون» بحصة متاحة تقدر بنحو 12 مليار دولار أميركي عدا النقل بين المسافات القصيرة وبين المدن، وشحن السلع ذات القيمة المنخفضة، مثل الزيوت والمواد الكيماوية، والمعادن، والمنتجات الزراعية والغذائية. وتعتزم «هايبر لوب ون» المنافسة في مجال الشحن الجوي بنسبة 100 في المئة بدول الخليج أي ما يقدر بنحو 7 مليارات دولار، وفي مجال الشحن البري بنسبة 22 في المئة أي بحوالي 3 مليارات دولار من خلال الشحن على الطرق والسكك الحديد، وفي مجال الشحن البحري بنسبة 13 في المئة أي بنحو 2 مليار دولار.
كما أعلنت «هايبر لوب ون» خلال القمة العالمية للصناعة والتصنيع عن إطلاق «برنامج شركاء هايبرلوب ون» الذي يهدف إلى تكوين علاقات منظمة ذات فائدة مشتركة بين «هايبرلوب ون» وشركاء الشركة حول العالم. وسيساعد هذا البرنامج الشركاء على التعرف على حلول «هايبرلوب ون»، وزيادة الإيرادات، وبناء تقدير للقطاع، وإتاحة الفرصة لفهم وتأثير استراتيجية «هايبرلوب ون». وكأول برنامج للشركاء في هذا المجال، سيقوم بتوحيد منظومة مبتكرة للشركاء لتجعل النوع المقبل من وسائل النقل حقيقة واقعة.
العدد 5317 - الثلثاء 28 مارس 2017م الموافق 29 جمادى الآخرة 1438هـ