كشف قائد سلاح الجو الملكي البحريني اللواء ركن طيار الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة، أن المنظومة الخليجية الموحدة للدفاع الجوي الخليجي، او ما يطلق عليه اسم «درع صاروخية خليجية موحدة» أخذت الموافقة وأقرتها القيادة العليا بدول مجلس التعاون الخليجي، وهي واليوم تخطو الخطوات الاولى للتنفيذ على الأرض، مشددا على أن «تلك الدرع أصبحت مطلبا مهما وحتميا تفرضه الظروف والاخطار المحدقة بنا» ، وفق ما قالت صحيفة الراي الكويتية اليوم الثلثاء (28 مارس/آذار 2017).
وقال قائد سلاح الجو الملكي البحريني اللواء ركن طيار الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة في حوار مع «الراي» على هامش حضوره مؤتمر القوات الجوية والدفاع الجوي الكويتي الأول، إن «دول الخليج بدأت بدراسة العروض المقدمة لمنظومة الدرع الصاروخية، ووضع التقارير الفنية لما يلائم دولنا الخليجية من حيث المساحة والحجم، وبما يتفق مع المزايا التي تقدمها تلك المنظومات لحماية الاجواء الخليجية، ونحن ننظر الآن للتجهيزات والمنظومات المتوافرة بالعالم لاختيار افضل منظومة متكاملة لتوفيرها وتكون قادرة على تغطية الخليج من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب».
وتحدث قائد سلاح الجو الملكي البحريني عن مشاركة بلاده في مؤتمر القوة الجوية الكويتية، عن نجاح دول الخليج بقيادة السعودية الكبير في ما يعجز عنه الكثيرون من خلال التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مؤكدا أن «هذا الامر يدل على وصول الخليج الى مستوى متطور ومستوى قيادة بهذا الحجم من حشد للقوات والقيام بالمهام والواجبات العسكرية لقوات متعدده ضمن قيادة موحدة». وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
المؤتمر الاول الذي تقيمه القوة الجوية بالكويت، ويناقش كل ما يهم شئون الطيران، وأحدث ما توصل اليه العلم والتكنولوجيا في مجال الطيران والتسليح، من خلال مشاركة الشركات التجارية الاجنبية بالمؤتمر، ليكون هذا عبارة عن ملتقى مع الاشقاء القيادات للقوات الجوية بدول مجلس التعاون والاصدقاء من القيادات من سلاح الجو الاميركي من القيادة المركزية الأميركية من جهة، بهدف التشاور والتحاور والتنسيق، ومن جهه اخرى الاطلاع على تكنولوجيا الطيران ومن هذا المنطلق كان لابد من المشاركة والحضور لاهمية المعلومات والنقاش وإثرائه.
المؤتمر الذي عقد بعنوان «القوات الجوية من الغزو الى التحرير» تطرق الى القوة الجوية الكويتية وحالها بشكل عام قبل الغزو العراقي، والى ما وصلت اليه اليوم، حيث شهدت القوة الجوية الكويتية تطورا كبيرا خلال الـ27 عاما الماضية بالتعاون وبمشاركة مع دول مجلس التعاون الخليجي بدءا من حرب تحرير الكويت وصولا الى المشاركة مع دول مجلس التعاون الخليجي في التحالف العربي في السعودية المتمثل بعاصفة الحزم واعادة الامل لإعادة الشرعية الى اليمن. لذلك القوة الجوية الكويتية من افضل القوات الخليجية الموجودة.
قبل الغزو العراقي كنا نفتقد هذا التكامل، ولكن ما بعد تحرير الكويت وحتى اليوم فإن قواتنا الجوية الخليجية تطورت بشكل كبير، ونحاول جاهدين التغلب على بعض جوانب القصور التي كنا نواجهها، كعناصر تكامل، مثل إدخال منظومات معينة وتوحيد المنظومة وتحسين الاتصال، وهو ما تم أخيراً حيث تم التغلب على تلك السلبيات بعد المشاركة الفاعلة لقواتنا الخليجية الجوية في عاصفة الحزم، حيث قمنا بتوفير بعض المنظومات لسد تلك الثغرات التي كنا نعاني منها واليوم بتنا اكثر تكاملا بعناصر القوة الجوية.
المشاركة الأميركية كانت من جانبين منها مشاركة مدنية ممثلة بالشركات الأميركية المصنعة للاسلحة وللطائرات، وهي تعرض آخر ما توصلت اليه من سلاح حديث للقوات الجوية. اما المشاركة الأميركية الاخرى فهي مشاركة عسكرية من خلال ضباط يمثلون سلاح الدفاع الجوي الاميركي لمواجهة الصواريخ الباليستية، وكذلك قائد القيادة المركزية الاميركية بالمنطقة وضباط من سلاح الطيران الاميركي التابع للقيادة المركزية الأميركية، وهؤلاء ركزوا في حديثهم على التنسيق الخليجي - الاميركي في الخليج وضرورة التعاون لحماية الاجواء الخليجية والأمن الخليجي من اي اخطار تتهدده.
أكيد، فوجود الشركات يتيح فرصة لها لعرض منتجاتها، وفرصة للقيادات العسكرية للاطلاع على احدث منظومات السلاح والدفاع الجوي، من خلال العروض التي تتم للحضور وعموما معظم الشركات المتواجدة لنا معها تعامل خليجي سابق فهي من اهم شركات الطيران والتسليح بالعالم ولذلك فهي حريصة على عرض كل ما هو جديد.
ايجاد منظومة خليجية للدفاع الجوي او ما يُطلق عليه درع صاروخية خليجية موحدة، هو مطلب مهم وحتمي تفرضه الظروف والاخطار المحدقة بنا. وهذا الامر تمت الموافقة عليه واقراره من قبل القيادة العليا بدول مجلس التعاون الخليجي. واليوم نخطو الخطوات الاولى للتنفيذ على ارض الواقع.
بدأنا بدراسة العروض المقدمة ووضع التقارير الفنية لما يلائم دولنا الخليجية، من حيث المساحة والحجم، وبما يتفق مع المزايا التي تقدمها تلك المنظومات لحماية الاجواء الخليجية، ونحن ننظر الآن الى التجهيزات والمنظومات المتوافرة بالعالم، لاختيار افضل منظومة متكاملة، لتوفيرها وتكون قادرة على تغطية الخليج من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب.
حاليا دول الخليج اتفقت على التركيز على المنظومات الدفاعية المحلية لكل دولة على حدة، بحيث يتم توحيد المنظومات ويسهل ربطها مستقبلا عبر نظام واحد ليشكل درعا خليجية كاملة متصلة ومرتبطة ببعضها البعض، في منظومة واحدة. وهذا افضل لنا حاليا كاختصار للوقت والجهد والمال، بحيث كل دولة تعمل على منظومتها الدفاعية، وبعدها نعمل على كيفية الربط بين تلك المنظومات.
القوات الخليجية وتكاملها ومستوى تدريبها وكفاءاتها ابهرت العالم بعد الاداء القتالي الكبير في عمليتي عاصفة الحزم واعادة الأمل التي تمت ضمن تحالف دعم الشرعية باليمن.
ولنكن واقعيين فإن دول الخليج بقيادة السعودية نجحت نجاحا كبيرا في ما يعجز عنه الكثيرون، فعلى سبيل المثال اتحدى ان تقوم اي دولة بجمع وحشد عدد كبير من الدول دون وجود قيادة اميركية لذلك التجمع. ولكن السعودية قامت بجمع تحالف خليجي عربي بقيادتها، كما حدث بالسعودية في التحالف العربي، وهذا الامر يدل على وصول الخليج الى مستوى متطور ومستوى قيادة بهذا الحجم من حشد للقوات والقيام بالمهام والواجبات العسكرية لقوات متعدده ضمن قيادة موحدة، لاسيما وان هذا الحشد يحتاج الى بيئة متكاملة من الاعداد، بدءا من توفير الاستطلاع والجهد الاستخباراتي والتخطيط والسيطرة والقيادة الموحدة وتوجيه القوات ومستوى القوة النارية المرافق، ناهيك عن الدعم اللوجيستي والامداد باشكاله وهذا الامر نجحت به دول الخليج بقيادة السعودية بامتياز.
نعم ان الخليج قادر على مواجهة اي تهديد والدفاع عن بلدانه ضد اي مخاطر او اطماع خارجية وان من يعتدي على اراضينا او اجوائنا فسنكون له بالمرصاد. فنحن اليوم خليجيا غير الامس.
هذه هي النواة التي نتحرك منها كجيوش خليجية لرد العدوان على قواتنا. فنحن نعتبر ان اي اعتداء على اي دولة خليجية اعتداء على الدول الاخرى. ومن هذا المنطلق جاءت المشاركة في حرب تحرير الكويت وعاصفة الحزم للدفاع عن امن السعودية.
الارهاب آفة عالمية تهدد العالم اجمع ومن ضمنها بلداننا الخليجية. لذا فان دولنا الخليجية بالتعاون الامني والاستخباري وتبادل المعلومات في شتى المجالات قادرة على تطويق هذا الخطر ولجمه وبالتالي مواجهته خليجيا حتمية وواجبة.
الشكر والتقدير لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا لإقامة مثل هذا المؤتمر، واخص نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، على رعايته وحضوره فعاليات المؤتمر وارشاداته وتوجيهاته لاخوانه القادة الخليجيين بضرورة العمل والتنسيق الخليجي المشترك، لدعم امن اوطاننا
كما اشكر رئيس الاركان الكويتي ونائبه وآمر القوة الجوية اللواء عبدالله الفودري على حسن الاستضافة.