رفض الكرملين أمس الإثنين (27 مارس/ آذار 2017) دعوات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإطلاق سراح معارضين اعتقلوا خلال ما أسماه مظاهرات غير مصرح بها أمس الأول (الأحد) متهماً المنظمين بدفع مبالغ من المال للمراهقين ليشاركوا في الاحتجاجات.
وجاءت الاحتجاجات التي يعتقد أنها الأكبر منذ موجة احتجاجات مناهضة للكرملين في العامين 2011 و2012 قبل عام من انتخابات الرئاسة المتوقع أن يشارك فيها الرئيس الحالي فلاديمير بوتين سعياً لفترة ولاية رابعة.
واعتقلت الشرطة مئات المتظاهرين في أرجاء روسيا بينهم الزعيم المعارض ألكسي نافالني بعد نزول الآلاف إلى الشوارع احتجاجاً على الفساد وللمطالبة باستقالة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف.
ووصفت متحدثة باسم ميدفيديف المزاعم بأنها «هجمات دعائية» تمثل موقف نافالني قبل الانتخابات التي يعتزم خوضها أمام بوتين.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المعارضة الليبرالية التي يمثلها نافالني ليس أمامها فرصة تذكر في تقديم مرشح قادر على زعزعة مكانة بوتين الذي يحظى بشعبية كبيرة. لكن نافالني وأنصاره يأملون في استغلال الاستياء العام من فساد المسئولين لجذب المزيد من التأييد.
وحكم القضاء الروسي أمس على نافالني بالسجن 15 يوماً غداة التظاهرات التي تم خلالها توقيف أكثر من ألف شخص واعتبرها الكرملين بمثابة «استفزاز».
ونافالني يعتبر المعارض الرئيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقد أوقف إثر التظاهرات التي شهدها وسط موسكو وشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص من مختلف انحاء البلاد.
وحكمت محكمة تفيرسكوي في موسكو على نافالني بدفع غرامة بقيمة 20 الف روبل (نحو 325 يورو) بتهمة تنظيم تظاهرة غير مرخص لها، وبالسجن 15 يوماً لرفضه الانصياع لقوات الأمن عند توقيفه.
وندَّد الكرملين بما اعتبره «استفزازاً» غداة التظاهرات.
وكتب نافالني الذي يعتزم الترشح ضد بوتين في الاقتراع الرئاسي في مطلع 2018 في تغريدة: «سيأتي اليوم الذي سنحاكمهم فيه (بنزاهة هذه المرة)»، في إشارة الى السلطات الروسية.
وأصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بيانات تدعو روسيا لإطلاق سراح المحتجين المعتقلين لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إن هذه الدعوات بعيدة تماماً عن الهدف.
وأضاف للصحافيين في مؤتمرٍ عبر الهاتف «لا يمكننا قبول هذه الدعوات». وتابع أن الشرطة تعاملت بشكل عالي المهنية ونفذت بشكل جيد القانون الروسي.
وقال إن الكرملين لا يرى مشكلة في أن يعبر الناس عن آرائهم في لقاءات احتجاجية لكن يتعين الحصول على موافقة مسبقة من السلطات على توقيت ومكان مثل هذه اللقاءات وهو ما قال إنه لم يحدث في أغلب احتجاجات أمس الأول.
وقال إن السلطات قلقة من محاولة الناشطين تشجيع المواطنين على انتهاك القانون مرة أخرى في المستقبل.
وتابع بيسكوف «لا يمكننا أن نحترم من يضللون عن عمد القصر، وهم فعليّاً أطفال، بدعوتهم للمشاركة في أعمال غير قانونية في أماكن غير مصرح لهم بالتواجد فيها وتقديم مكافآت معينة لهم للقيام بذلك مما يعرض حياتهم للخطر».
وتابع «ما شهدناه في أماكن معينة خاصة في موسكو كان تحريضاً».
وأضاف أن الشرطة جمعت أدلة على أن بعض المراهقين الذين اعتقلوا تلقوا مبالغ نقدية من منظمي الاحتجاج للحضور.
وقال إن الكرملين سيصغي لما قاله المشاركون في المظاهرات المحظورة المناهضة للحكومة التي نظمت في عدد من المدن الروسية أمس الأول.
العدد 5316 - الإثنين 27 مارس 2017م الموافق 28 جمادى الآخرة 1438هـ