أعلنت روسيا أمس الإثنين (27 مارس/ آذار 2017) أنها طلبت عقد جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الموصل، مؤكدةً أنها «تراقب الوضع عن كثب».
من جهتها، أعربت فرنسا عن «الأسف لوقوع الكثير من الخسائر في صفوف المدنيين التي يمكن أن تنجم عن المعارك التي يخوضها التحالف» ضد المتطرفين في العراق، من دون أن تشير بوضوح الى مسئولية التحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا، واتهمت تنظيم «داعش» في المقابل باستخدام المدنيين «دروعاً بشرية».
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي لا تشارك بلاده في التحالف فاعتبر أن «مأساة 17 مارس (...) شهدت مقتل أكثر من 200 مدني بحسب بعض الإحصاءات».
وأضاف «إنه أمر غير معهود، سواء على مستوى الحجم أو على مستوى استمرار هذا القصف ساعات عدة»، موضحاً أنه «تعذر التحقق من قصف الاهداف المطلوبة لفترة طويلة كهذه يبدو مستغرباً على الجيش الأميركي».
وتابع لافروف أن روسيا التي يتهمها الغربيون «بجرائم حرب» أثناء حصار حلب (سورية) في العام الفائت وخصوصاً بتهمة قصف مدنيين «ستطرح أسئلة» بشأن الموصل على مجلس الأمن الذي طلبت منه عقد جلسة استثنائية، بحسب الوزير الروسي.
واستأنفت القوات العراقية أمس عملياتها في المدينة القديمة وسط الجانب الغربي للموصل، بعد أيام على صدور تقارير تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين جراء ضربات جوية استهدفت المتطرفين في ثاني مدن العراق.
وتمكنت القوات العراقية التي بدأت الشهر الماضي عملية لاستعادة الجانب الغربي من الموصل، من استعادة عدد كبير من أحياء هذا الجانب من المدينة، إلا أن هذه المعارك تعرض حياة المدنيين للخطر الشديد.
وقال مسئولون عراقيون وشهود عيان إن الضربات الجوية خلال الأيام الماضية أدت إلى وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين في منطقة الموصل الجديدة غربي المدينة، وتحدث البعض عن عشرات وآخرون عن مئات الضحايا ولكن لم يتم التأكد من أي حصيلة.
وجاء في بيانٍ صادر عن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن «وحدات (الشرطة) الاتحادية وفرقة الرد السريع شرعت اليوم (أمس) بالتقدم في محور جنوب غرب المدينة القديمة».
وأشار جودت إلى أن القوات اندفعت باتجاه أهدافها في مناطق قضيب البان وطريق الفاروق القريب من جامع النوري الكبير.
وتخوض قوات وزارة الداخلية، الشرطة الاتحادية والرد السريع، معارك ضارية في المدينة القديمة منذ أسابيع عدة، لكنها تواجه مقاومة شديدة أدت الى تباطؤ التقدم.
وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب أنها حققت تقدماً على المحور الغربي من هذا الجانب.
وأدت المعارك إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من المدنيين، ما دفع أكثر من 200 ألف شخص إلى الفرار من الجانب الغربي للموصل.
من جانبه، قال ضابط في الشرطة العراقية أمس إن 30 مدنياً قتلوا برصاص تنظيم «داعش» أثناء محاولتهم الفرار من مناطق يسيطر عليها التنظيم غربي الموصل.
العدد 5316 - الإثنين 27 مارس 2017م الموافق 28 جمادى الآخرة 1438هـ