حقق حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فوزاً كبيراً أمس الأحد (26 مارس/ آذار 2017) في انتخابات إقليمية جرت في مقاطعة السار، ووجه بالتالي صفعة إلى الاشتراكيين الديموقراطيين.
ونال المسيحيون الديموقراطيون 40،7% من الأصوات بحسب النتائج النهائية التي نُشرت مساء الأحد، أي أكثر بخمس نقاط من آخر انتخابات جرت في هذه المقاطعة المشهورة بمناجمها على مقربة من الحدود مع فرنسا.
وجاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي ثانياً، إلا أنّه لم يجمع سوى 29،6% من الأصوات.
واعتبرت هذه الانتخابات اختباراً فاشلاً لقدرة الزعيم الجديد للحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز على زعزعة موقع ميركل بعد بقائها في السلطة 12 عاما.
- ميركل تلمع صورتها- وتبين أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي تراجع عن النتائج التي حققها خلال تجديد البرلمان الإقليمي في مقاطعة السار عام 2012.
وقال شولتز تعليقاً على هذه النتائج "لم تكن هذه الليلة جيدة بالنسبة إلينا، إلا أنّ هذا لا يعني أننا لن نتمكن من تحقيق هدفنا بإحداث تغيير في المستشارية" في أيلول/سبتمبر المقبل خلال الانتخابات التشريعية العامة.
ومع أن مقاطعة السار صغيرة ولا يعيش فيها سوى 800 ألف نسمة أي ما يوازي تقريباً واحداً بالمئة من الشعب الألماني، فإن المراقبين كانوا يترقبون نتائجها لمعرفة اتجاهات الألمان السياسية استعدادا للانتخابات التشريعية العامة في 24 أيلول/سبتمبر.
وتعتبر هذه النتيجة فوزاً كبيراً للمستشارة ميركل التي تعرّضت لضغوط حتى من معسكرها اليميني بسبب سياسة الانفتاح التي اتبعتها في مسألة الهجرة.
وما يزيد من أهمية هذا الفوز أنّ استطلاعات الرأي كانت تشير إلى زيادة في شعبية الحزب الاشتراكي الديموقراطي بعيد تسلم مارتن شولتز رئاسته، وهو الرئيس السابق للبرلمان الاوروبي.
وقال بيتر ألتمايير اليد اليمنى لأنغيلا ميركل في المستشارية "إنها نتيجة تعزز موقع حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي".
واعتمدت ميركل استراتيجية تقضي بالثبات أمام التحديات والاعتماد على صورتها التي توحي بالثقة للفوز. وهذا ما حصل.
وتعتبر خسارة مقاطعة السار الهزيمة الأولى الشخصية لزعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز.
وتبيّن للأخير أن الخطاب السياسي اليساري الواضح الذي انتهجه منذ وصوله الى رئاسة الحزب والذي يشدد على القضايا الاجتماعية لم يحقق النتائج المتوخاة.
وكان الحزب الاشتراكي الديموقراطي يأمل بالحصول على نتيجة أفضل تمكّنه من تسلم الحكومة الإقليمية في مقاطعة السار بالتعاون مع اليسار الراديكالي الذي نال 12،9 % من الاصوات.
- الحزب القومي الالماني في مكانه- إلا أن ما حصل عليه الحزبان اليساريان لا يكفي للحصول على الأكثرية وتسلم السلطة في المقاطعة.
وكشفت استطلاعات للرأي ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي تعثر في هذه الانتخابات لأنّ قسما لايستهان به من الناخبين يرفضون تحالفه مع اليسار الراديكالي الذي يعتبر بالنسبة إليهم امتدادا للحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية سابقا.
وحصل اليمين القومي ممثلا بحزب البديل لألمانيا على 6،2% من الأصوات ما سيخوّله التمثل في البرلمان الاقليمي. وبات ممثلاً في 11 برلمانا اقليمياً من أصل مقاطعات البلاد الـ16.
غير أنّ هذا الحزب لم يحسن نتائجه السابقة وبالتالي لم يتمكن من الاستفادة من حملته المناهضة للهجرة لتعزيز شعبيته كما كان يأمل.