توصلت دراسة جديدة لإكتشاف قد يغير من مستقبل علاج الأسنان بشكل جذري، فقد توصل باحثون إلى علاج يحفز الأسنان على إصلاح ذاتها بدون استخدام حشوات. وأشار متخصصون إلى أن المستقبل سيشهد غناً في استخدام علاجات غير مرغوبة لسد تجاويف كبيرة عبر تقنيات التجدد الذاتي.
وأوضح الباحث بول شارب. أستاذ علم الأحياء المتخصص في الأعصاب القحفية (Craniofacial) في معهد طب الأسنان في كلية كينغز في لندن بإنجلترا بإن الدراسات لا تزال في مرحلة المختبر، وجربت على الفئران بدواء Tideglusib الذي حفز الأسنان على إصلاح التسوس فيها. وأضاف: «استطاعت الفئران ترميم أسنانها خلال 6 أسابيع بشكل ذاتي بعد حقنها بـ Tideglusib. ولكن هذا الإجراء لا يصلح في الوقت الحالي مع الفجوات الكبيرة».
وقال في بحث نُشر في يناير الجاري في مجلة تقارير علمية: «الأسنان لديها قدرة محدودة على تجديد نفسها عن طريق تنشيط الخلايا الجذعية وترميم الأسنان بالمواد الطبيعية مما يؤدي إلى تماسك حيوي للأسنان».
ولفت إلى أن البحث يقود لعصر جديد في طب الأسنان يقدم فهماً جديداً لعلم الأحياء وعلم وظائف الأعضاء في الأسنان.
ورغم ريادة التجربة إلا أن نتائجها لا زالت أولية، وترى جمعية أطباء الأسنان الأمريكية أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا النهج سيكون له فرصة للوصول لمرحلة التطبيق السريري.
وعلقت طبيبة الأسنان د. علياء الفقيه في حديثها مع إذاعة الـ بي بي سي البريطانية قائلة: «هذا العلاج قد يكون متاحاً في العشرات السنوات القادمة. وسيحدث ثورة في عالم طب الأسنان بحيث يستطيع السن المتسوس إعادة تكوين ذاته من غير حشوات».
وقالت أن العقار المستخدم في تنشيط الخلايا الجذعية في الأسنان يستخدم كعلاج للمصابين بالزهايمر. وستبحث تأثيراته كافة وخصوصاً التأثيرات الجانبية طوال فترة الدراسة قبل تطبيقه.
وأوضحت أن الأبحاث تركز على عاملين في التأثيرات الجانبية فتبعد كلما ما يؤدي للاصابة بالسرطان والسمنة في العلاجات الحديثة.
وأشارت لوجود علاج ثوري في طب الأسنان فقد اخترع لقاح ضد التسوس يُعطى للأطفال حديثي الولادة في شهرهم الثالث، وقالت: «يعمل المخترعون على هذا اللقاح منذ حوالي 15 عام». وهناك أفكار واختراعات كثيرة منها للوقاية من التسوس ومنها التوجه لإضافة الفلورايد للسكر لمنع التسوس.
ولفتت إلى أن طب الأسنان في المستقبل لن يكون تقليدياً.
العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ