في كثير من الأحيان تقرر زيارة الطبيب لأن الزوجة تشتكي مثلا من مشكلة طبية في العين أو غيرها من الأمراض والتي تحتاج تركيز ليسمع الطبيب الشكوى بتفاصيلها الدقيقة، ليقوم الطبيب بعدها بالمعاينة للوصول إلى التشخيص الصحيح باستماعه لما يقوله المريض بشأن حالته، على ضوء ذلك يشرح الطبيب للمريض الحالة الصحية بأبعادها وأسبابها وما يعتقده من تشخيص صحيح. كما يقوم بإجابة جميع استفسارات المريض أو مرافقه، ولضمان أن يحصل المشتكي على أجوبة شافية عن مرضه وطريقة استعمال الأدوية أو ما يحتاجه من فحوصات مختبرية أو أشعة أو غيرها، يحتاج كلٌ من المريض والطبيب للتركيز.
وفي نهاية المطاف قد لا يفقه المريض ماهية المشكلة أو طرق علاجها لأسباب كثيرة، نوجز التالي منها:
أولاً: الطبيب لم يقم بواجبه كاملاً في السماع لشكوى المريض، ولم يستوفِ أسئلته التي تساهم في وضع التصور للمرض ومسبباته والتي من شأنها تقليص احتمالات التشخيص.
ثانياً: المريض لم يذكر كل التفاصيل ولربما قد نسي الأدوية التي يتناولها، ولم يجلبها معه أو لعله مضطرب جداً ف نسي بعضاً من التفاصيل أو لم يجلب معه التقارير السابقة والتي تساعد الطبيب الاستشاري على الوصول للتشخيص الصحيح.
ثالثاً: المريض لم يرغب في ذكر ما أخذه من علاجات سابقة أو ما يأخذه من أدوية أو حقن أوعلاج طبيعي أو غيره.
رابعاً: وهي مشكلة تؤرقني بأن بعض الأهالي لا يدركون أن زيارة الطبيب هي زيارة لمستشفى ولتلقي العلاج وليست زيارة لمرافق ترفيهية أو تجارية. وقد يحدث أن تصاحب العائلة المريض فيأتي الزوج مع الزوجة والأطفال ومدبرة المنزل لترعى الطفل الرضيع، وفي هذه الحالات نحتاج لعدد من المقاعد يتناسب مع عدد المرافقين في غرفة المعاينة. كما يمكن لأفكار الطبيب أن تتشتت لأن الأطفال لا يهدأون وقد يعبثون بالأجهزة وأسلاك الكهرباء أو يبكون ويتشاجرون فيما بينهم. وحينها لا يتمكن الطبيب من التركيز في المعاينة والفحص والوصول للتشخيص الصحيح، وبالتالي تتوتر الأعصاب - رغم أني من ذوي الأعصاب الهادئة أثناء معاينة المرضى - ويزداد الجو توتراً حينما تُطفىء الأنوار للفحص على جهاز العيون وهنا يبدأ الطفل الصغير بالبكاء، لماذا؟ لخوفه على والدته التي وضعنا رأسها تحت الجهاز وفي الظلام.
يا أيها الزائر ارحم الطبيب وقلل عدد المرافقين في غرفة المعاينة أو في العيادة، المريض ومرافق فقط على أكثر الأحوال، والله يعين أعصاب الطبيب في الحالات آنفة الذكر.
العدد 5315 - الأحد 26 مارس 2017م الموافق 27 جمادى الآخرة 1438هـ