لم يكن خبر إطلاق السلطات المصرية سراح الرئيس السابق حسني مبارك مفاجئاً، لمن يعرف أوضاع مصر والعالم العربي.
داخلياً كان سير المحاكمة يمهّد الطريق أمام القضاء لإسقاط التهم عن مبارك تهمةً تهمة، وكان الكثيرون يتوقّعون أن يخرج من السجن كالشعرةِ من العجين. أما الإعلام فدأب على تهيئة الوضع منذ عامين أو أكثر، لاستقبال هذا الخبر، حين تحين ساعة الصفر!
6 سنوات قضاها مبارك رسمياً في السجن، الذي اعتبره العارفون «سجن 5 نجوم»، لأنه يختلف تماماً عن السجون التي تعرفها الشعوب العربية، وخصوصاً السجناء السياسيين، وكانوا بالآلاف خلال فترة حكم مبارك، التي طالت 30 عاماً، كان هو الآمر الناهي، دون رادٍّ لأمره. وهو ما شجّعه على طرح مشروع «توريث» مصر لابنه جمال، واستغل كل الماكنة السياسية والحزبية والإعلامية للتبشير لهذا المشروع، الذي اعتبره المصريون أكبر إهانةٍ لكرامتهم وامتهانٍ لبلدهم ومسخٍ لإرادتهم.
بدأ الكثيرون يتكلمون همساً ثم جهراً، قائلين «لقد صبرنا عليك 30 عاماً، ولم يكفك إيصال مصر إلى هذا الطريق المسدود، حتى فكّرت بتوريثنا لابنك كالمزرعة». وبرزت البراعم الأولى للحراك المعارض للتوريث مع حركة «شباب 6 أبريل»، و»كفاية»، وانتشرت المعارضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الحركات الشبابية دعت للتظاهر السلمي في أكبر ميادين القاهرة، واختارت نقطة الانطلاق يوم الشرطة، وبينما كان الخطباء يروّجون لخطة التوريث في احتفال وزارة الداخلية، كان الشباب الجدد يعلنون معارضتهم في الشارع، لتتصاعد المعارضة وتتسع دائرتها، وسرعان ما عجزت الشرطة عن احتواء الحركة، حيث وصلت قوات الأمن إلى حافة الانهيار بعد استمرار المواجهات لأكثر من 48 ساعة.
هذه الثورة تخللتها عدة وقائع حاسمة، أشهرها «وقعة الجمل»، حيث أطلق نظام مبارك القوى غير النظامية، لقمع المتظاهرين يوم 2 فبراير2011. وشاهد العالم واحدةً من أبشع المسرحيات التي لجأ إليها النظام المهزوز، بإرسال «البلطجية»، كما أسماهم المصريون، لمهاجمة المعتصمين السلميين على ظهور الجمال والبغال والحمير، مستخدمين السيوف والسكاكين والحجارة. وفي اليوم التالي انتشر القناصة فوق المباني المحيطة بالميدان، ليستمر مسلسل القتل.
كان عرضاً جنونياً للقوة، حيث هدفت الخطة إلى الضغط لإخلاء الميدان، لكنها باءت بالفشل، وأسفرت عن مقتل 14 وإصابة 1500 خلال يومين. ولاحقاً اتهمت قيادات من النظام بالوقوف وراء هذه الجريمة، من ضمنهم أمين عام الحزب الحاكم صفوت الشريف، ورئيس البرلمان فتحي سرور، ووزيرة القوى العاملة عائشة عبدالهادي، ورجال أعمال آخرون من أصحاب المصالح والنفوذ.
هذه الواقعة تمت تبرئة مبارك منها، كما تمت تبرئة ساحته من تهم أخرى بالفساد تدريجياً، حتى خرج من السجن قبل يومين، ولم تبق إلا تهم فساد أخرى في قضية هدايا تلقاها من مؤسسة الأهرام، وهي تهمةٌ بسيطةٌ جداً وتافهة، ولا تحتاج إلى مرافعة أو دفاع!
عاد مبارك إلى بيته في ضاحية مصر الجديدة، لكن هل انتهت القصة؟ إطلاقاً، لأنها تؤسّس لمرحلةٍ سيئة للغاية، حيث ستدفع 90 مليوناً، إلى الإيمان المطلق بأنهم يعيشون في غابة أو حديقة حيوانات، حيث لا احترام للقانون، ولا نفاذ إلا لإرادة القوي، وأن دم المواطن ليس له قيمة، وأن دولة لا تحترم حقوق مواطنيها لا تستحق الاحترام، ما سيعمق مأزق النظام، ويزيد مشاعر الاحتقار والقهر، وخصوصاً لدى ذوي الضحايا، ويفتح الباب أمام مختلف التجاوزات وخروقات القانون.
مع إطلاق سراح مبارك، أسدل الستار على قصةٍ ذهب أحدهم بعيداً حين وصفها بـ»محاكمة القرن»، بينما قد يصنّفها التاريخ في خانة «أكبر المحاكمات الهزلية في التاريخ».
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5314 - السبت 25 مارس 2017م الموافق 26 جمادى الآخرة 1438هـ
قال قائل . ما العجيب في برائة مبارك ؟ فتاريخ مصر منذ القدم هكذا ..زوجة العزيز ظلمت يوسف فرمي يوسف بالسجن.. وهي بقيت حرة طليقه . ..ومبارك حكم ٣٠ عاما وخرج حر طليق ..ومرسي حَكم سنة وحُكم بالمؤبد
كل قاتل فى هادى الدنيا اذا ما اخد عقابه فى النيا فخل ينتظر عقاب رب العالمين الي مافى مفر منه الله ينتقم من كل ظالم قتل النفس البريئه
داعش سيندحر
ولا عزاء للتكفيريين وانصار التكفير
وأخيرا تبينت حقيقة القضاء في العالم العربي المطاطية .
في الصين اي مسئول فاسد اعددام.
و في البلدان العربيية يعيثر الحاكم العربيي فسادا و يطلع منها مثل الشعرة من العجينة.
كلهم براءة.
حتى الديناصورات المنقرضة لو يحاكونها بعد راح تطلع بريئة براءة الذئب من دم يوسف
قريب سيتم القضاء على داعش وسيرتفع عويل انصارهم ومحبيهم.
لا علاقة للقانون "في مصر ام الدنيا " لأن القانون " مخيط بلهجة اهل مصر ارض الكنانه " اي المكناه بام الدنيا. فلا فساد لدينا بسبب القوانين المطرزة مصريا. فمادامت لكل دوله قانون وضعي وضعه جماعه يمكن تعديله متى ما دعت الحاجه لذالك. فهل يعقل ان يحتاج القانون لمستشار???
دائما حلفاء أمريكا حتى لو طغوا أناس محترمين (الشاه، حسني مبارك، زين العابدين بن علي الخ)، أما حلفاء روسيا فهم أجلاف غوغائيين و لا داعي لذكر أسمائهم كلكم تعرفونهم.
إثنان وأربعون ( 42)
وهل في نظرك أن بشار شيعي ؟؟!!!! فتح مخك اشويه هناك في مصر قامت ثورة من قبل أبناء الشعب المصري فقط فقط فقط ، أما في سوريا جاءت عصابات تكفيريه ومجرمون وقطاع طرق ولصوص >>>> وغيره وكلهم ليسوا سوريين لتدمير سوريا بتمويل أجنبي ، لذا نحن مع بشار.
الحقد على أردوغان و حسني مبارك أسبابه طائفية محضة، لا نضحك على بعض، إذا كان بسبب قتل المتظاهرين في ميدان التحرير فبشار يقتل أضعاف ذلك في يوم واحد و بعد ذلك يذهب لشرب الشاي، و بعد ذلك يأتي من يأتي ليلتمس له الإرهاب تارة تحت ذريعة داعش (داعش لم تكن موجودة قبل 2014) و تارة تحت ذريعة القضية الفلسطينية (و كأن جيش بشار كان يحارب اسرائيل طيلة الأربعين سنة الماضية) !
لماذا ذكرت اردوغان وحسني مبارك فقط فهل مذبهم يختلف عن باقي مذاهب الحكام العرب
إسئل أبوك عن حرب ٧٣ وحرب ٨٢ لا تزور التاريخ يا هذا، لو وقع معاهدة اسسلام مثل السادات لاعتبرتموه بطل ومحرر!!!
حسني مبارك مقابل بشار يعتبر الأم تيريزا أو المهاتما غاندي!
....
قرة عينك يا أبو علاء و الله يطول عمرك و تقهر بعض الناس أكثر و أكثر.
قرة عينه؟؟ على اساس كل الذين قتلهم نظام مبارك مشركون او كفار او بوذيين وليسوا مصريين ومسلمين
صدق الغباء مشكلة
قرت عينه على قتل المئات من المصريين وسجن الالاف. هذي هي عقلية بعضن من الناس. ما احبك احب الفتنة. لتعلم ان الذين قتلهم حسني كلهم مصريون وعرب ومسلمين.
لا نعوّل كثيرا على المحاكم الدنيوية.
كلووووووش
زغردي يا عنايات.. الريس طلع براءة. والمقتولين طلعوا أولاد مفتريين
انتظرو توريث السيسي لاحد ابناءه
للاسف قوى الظلام في مصر الحبيبة لهم قوه كبرى
المال يعمل كل شي في مصر الحبيبة والعسكر والرئيس الجديد لعبها صح حيث استثمر في الاخوان لكي يخلو له البلد ويسيطر العسكر من جديد
في عهد مبارك سقط شهداء في غرف التعديب من قتلهم (جعفر الخابوري
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ
لقاضي الأأرض من قاضي السماء
خرج براءة أم حُكم بالإعدام هذا لن يغير شيئاً
هذا يثبت فشل ثورات يقودها تجار الدم والدين
قتل المئات في آخر ايامه
وسجن الآلاف خلال ثلاثين سنة من حكمه
ومع ذلك براءة!!!!
مهازل لا تحصل إلا في بلداننا العربية
براءة
نظام مبارك لازال يمسك زمام الامور في مصر ومن ناحية ثانية دول ....ايضا طالبت بعدم محاكمة مبارك والسيسي يقول حاضر يباشا .
تعاون عربي على غير البرّ وغير التقوى لتبرئة مبارك
الحواضر العربية هي حواضر لا يستهان بفكرها ومفكرينها.الاعداد لخطط الطوارئ على المدى البعيد احد اهم العناصر المميزة لدى مفكرينهم.ماحصل في مصر نموذج لخطط الحاكم وحاشيته لضمان برائتهم في اعتى الظروف.والبلطجة إحدى الخطط الفاشلة للبقاء اما البراءة التي نالها ضمنها وهو على عرشه
احسنت اخي العزيز كاتب المقال ... نحن نعيش في عالم ادفع واربح ، والحق والقانون ضاع في أورقة السراب
براءة براءة وحتى القاتل بالرصاص من مؤبد سيخرج براءة والقانون ماسن ليطالنا أويطالكم.
امركم غريب ما اشوف تكتبون شي عن بشار
لأن بشار يحارب إرهابيين يتبعون داعش والقاعدة كذلك لا يجوز الخروج على الحاكم... فهمت خيو
تعودنا في الوطن العربي القنلة براءة و البريئون تلقف لهم تهم و يعدمون المستكى الى الله حسبنا الله و كفى و نعم الوكيل
يحتاج تعويض على الظلم الذي وقع عليه.... سجنوه و هو برئ!!! تذكرت المحاكمات في الافلام المصرية و العبارة الشهيرة (يحيا العدل .... يحيا العدل)
الله يهديكم ما اجوف تطالبون بمحاكمه بشار الاسد من قتل في شعبه اكثر حسني مبارك او بشار على الاقل حسني مبارك مادمر مصر وبشار دمر سوريا
اذا كان بشار قاتل فمبارك قاتل ايضا. كيف يتم تبرءته؟
نطالب بمحاكمة جميع الحكام من قتل في عهدهم متظاهرين
انت في بلاد العرب.والقلم كما السكين .امدح من يحبون او أصمت. وذم من لا يحبون او اصمت.معادلة بسيطة تضمن لك عمر مديد.فلايجوز التطاول على من لا تتفق معه ويتفقون هم معه ولا يجوز مدح من لا يتفقون هم معه وتتفق انت معه.باعتقادي الصمت عن بشار وقاعدة الكتابة عنه تطبق هذه المعادلة
أنصحك بالكف عن تأييد الربيع ... الذي سينتهي من غير رجعة وسيتم الإجهاز على "الثورة" المزعومة في سورية، الثورة المحقة التي نجحت هي في تونس.