العدد 5314 - السبت 25 مارس 2017م الموافق 26 جمادى الآخرة 1438هـ

رضي: البحرين تستضيف مؤتمراً عالمياً للإنتاجية لأول مرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

متحدثاً عن أهمية المؤتمر العالمي للإنتاجية الثامن عشر

 إبراهيم أحمد رضي
 إبراهيم أحمد رضي

تستضيف البحرين المؤتمر العالمي 18 للإنتاجية من 1 إلى 4 أبريل/ نيسان 2017، تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء. هذا المؤتمر يحظى برعاية استراتيجية من: تمكين، معهد الإدارة العامة (بيبا)، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليونيدو، وبتنظيم مشترك من جمعية البحرين للتدريب والموارد البشرية وشركة جفكون.

وقال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر إبراهيم أحمد رضي في لقاء مع «الوسط» إنّ رؤية البحرين 2030 المرتكزة على الابتكار والإنتاجية والتحديات الاقتصادية الراهنة بسبب تدني أسعار النفط يجعل الحاجة مضاعفة لرفع الإنتاجية في البحرين.

وأضاف أنه من المتوقع مشاركة نحو 400 مشارك ومتحدث من قرابة 72 دولة من دول العالم، من بينهم مسئولون ووزراء.

كما أشار إلى أن أيام المؤتمر ستشهد عرض 38 بحثاً وورقة علمية سيقدمها خبراء ومختصون وباحثون، ستتناول المحور الرئيسي وهو «طرق جديدة للابتكار ولإنتاجية أعلى»، إلى جانب استعراض تجارب من عدة دول في العالم في تطوير مفهوم الإنتاجية.

وفي ما يلي نص اللقاء:

في البداية هل لك أن تحدثنا عن فكرة إنشاء مثل هذا الملتقى العالم ومتى ظهرت؟

- النسخة الأولى انطلقت في العام 1969 من بريطانيا، قبل أن تنتقل كل عامين لدول أخرى مثل السويد والصين والهند وكندا والعديد من الدول.

وفي هذا العام سيقام المؤتمر في البحرين للمرة الأولى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد أن تكللت جهود شركة «جفكون» للاستشارات على مدى عامين بالنجاح في استقطاب هذا المؤتمر العالمي النوعي لاستضافة هذا الحدث العالمي المهم في دورته 18 في المنامة. الجهة المنظمة لهذا المؤتمر دورياً هي الاتحاد العالمي للإنتاجية والذي يضم 62 مركزاً للإنتاجية من ضمنها شركة جفكون. وفي هذا الصدد ننوه إلى الأهمية القصوى لهذا التجمع، وخصوصا أن رؤية البحرين الاقتصادية 2030 ترتكز على الإنتاجية والابتكار والتحديات الاقتصادية الراهنة، بسبب تدني أسعار النفط ما يجعل الحاجة مضاعفة لرفع الإنتاجية في البحرين.

إذاً مفهوم الإنتاجية ليس مفهوما حديثا ظهر قبل عدة سنوات؟

- مفهوم الإنتاجية ليس وليد اليوم، إذ إن الاهتمام بهذا الموضوع منذ سنوات طويلة وبوتيرة متصاعدة، ولكن نشير هنا إلى أن المتغيرات الاقتصادية المتلاحقة وبالخصوص في منطقتنا، حيث إنّ تدهور أسعار النفط أطلق جرس الإنذار بضرورة التكييف وتسخير الموارد بصورة أفضل من أجل التنمية الاقتصادية.

الإنتاجية بمفهوم مبسط هي مخرجات أكثر بمدخلات أقل.

وأنت تتحدث عن الإنتاجية هنا، وبلغة مبسطة، هل ترى قصورا حاليا في الاهتمام بهذا الجانب وخصوصا من قبل المؤسسات والشركات؟

- إدراك أهمية الإنتاجية موجود، ولكن في نفس الوقت هناك 22 نوعاً من أنواع الهدر ثبت وجودها في المؤسسات والشركات على مستوى العالم، في نواح مختلفة مثل عدم الاستفادة المثلى من الموارد البشرية، أو على صعيد المواصلات والتخزين الزائد، وإهدار الموارد الطبيعية وأمور أخرى.

إنّ الاهتمام بالإنتاجية والابتكار ومعالجة الهدر من شأنه تحقيق ثروة للمؤسسات. فمثلا تشير الدارسات إلى أن قرابة 72 في المئة من العمليات هي ذات قيمة غير مضافة، ويمكن مثلا هنا أن أضرب لك مثلاً في دفع مستحقات بطاقة الائتمان، والتي كانت تتم مثلا في وقت سابق عبر زيارة الفروع والوقوف في طوابير، وما يرافق ذلك من هدر للوقت، الآن يمكنك في دقيقة واحدة إنجاز المعاملة من خلال الدفع الإلكتروني، وهنا نحفظ الموارد من الهدر.

إذا عدنا للمؤتمر قليلاً، كما ذكرت أن موضوع الإنتاجية هو متشبع ويعالج قضايا مختلفة في دورة الإنتاج والعمليات، على ماذا سيركز مؤتمر البحرين؟

- المؤتمر سيعقد على مدار 3 أيام في الفترة ما بين 2 إلى 4 أبريل المقبل، تحت شعار «طرق جديدة للابتكار وإنتاجية أعلى»، إذ سيكون هناك قرابة 40 متحدثاً من مختلف دول العالم مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبريطانيا ودول أوروبية، إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي، كما سيشهد مشاركة من قبل وزير شئون الكهرباء والماء عبدالحسين ميرزا الذي سيتحدث عن مشروعات الحكومة في مجال الإنتاجية والاستدامة.

وقد حصل المؤتمر على تجاوب كبير من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة للحضور والاستفادة.

وما هي محاور المؤتمر التفصيلية؟

- المؤتمر مقسم إلى 4 محاور أساسية، الأول يتعلق بالاستقرار المالي وتطوير الاقتصاد من خلال الإنتاجية وجعلها المحرك الأساسي للتنمية المستدامة. ومن بين أبرز المتحدثين في هذا المحور كبير الاقتصاديين في مجلس التنمية الاقتصادية يارمو كوتيلين. أما المحور الثاني فسيتطرق إلى موضوع التحسين الاجتماعي من خلال الإنتاجية ومن بين أبرز المتحدثين في هذا المحور هو المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في مملكة البحرين أمين الشرقاوي، وكلمته بعنوان دور الإنتاجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم.

كما سيشهد هذا المحور مشاركة المدير في شركة مايكروسوفت سمير بن مخلوف، الذي سيستعرض أبرز التوجهات الحديثة في مجال التحول الرقمي وأثره على تغير نمط حياة الأفراد وعمل المؤسسات والحكومات.

والمحور الثالث سيتطرق إلى تنمية الابتكار، إذ سيتناول هذا الموضوع، نائب رئيس معهد التصنيع في جامعة كمبريدج تيم مينشال، والذي سيتناول تجربة الجامعة في تنمية روح الابتكار وتطوير عمل الجامعة من النمط القديم إلى نمط حديث ومتطور يحاكي روح العصر والتقدم العلمي والتكنولوجي. وفي نفس هذا المحور سيكون معنا متحدث من «وادي مكة» وهو مختبر ابتكار في المملكة العربية السعودية، وسيتناول دور مراكز الابتكار في الاقتصاد، بالإضافة إلى عرض منتجات تم تطويرها داخل حرم جامعة أم القرى في السعودية ووجدت طريقها كمنتجات نهائية في السوق المحلية.

أما المحور الرابع والأخير والهام، والذي سيتطرق له المؤتمر، فهو كيف يمكن إصلاح أنظمة التعليم بالارتكاز إلى الإنتاجية والابتكار، وتكمن أهمية تسليط الضوء على هذا الموضوع نظراً إلى التطور السريع الذي يشهده العالم في مجالات التكنولوجيا، حيث إننا في وضع يمكن أن نصفه بأنه خطير إذا ما تخلفنا عن اللحاق بهذه التطورات المتسارعة.

وفي المحور الأخير، من بين أبرز المتحدثين هو رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، إذ سيتطرق إلى تجربة الجامعة من ناحية دمج الابتكار والإنتاجية ومواكبة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل. كما سيتم استعراض التجربة البريطانية في إصلاح نظام التعليم بإدخال مفهومي الإنتاجية والابتكار في نظم التعليم البريطانية من قبل منظمة NOCN.

كيف ترى أن عدم مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة وإصلاح التعليم يشكل خطراً؟

- أود الإشارة هنا إلى تقرير أميركي من وزارة العمل وجد أن 65 في المئة من الطلاب الحاليين في الجامعات والمؤسسات التعليمية سيعملون في العقدين المقبلين في وظائف جديدة غير معروفة حاليا، وهذا يؤكد على أن التطور سيكون سريعا للغاية بحيث لا ندركه بشكل كامل اليوم، وهذا يبرز خطورة عدم رفع مستويات التعليم لمواكبة هذا التطور في الابتكار والإنتاجية.

نحن نتحدث عن تحولات كثيرة مع تنامي مفاهيم جديدة تزيد من التوجه نحو الإنتاجية وروح الابتكار، على سبيل المثال «إنترنت الأشياء» و»التحول الرقمي» اللذيْن سيغيران مجرى حياة الإنسان بشكل دراماتيكي في السنوات المقبلة.

نتحدث عن الابتكار وأهميته في موضوع الإنتاجية، كيف ترى موقع البحرين في هذا السياق؟

- بحسب تقرير مؤتمر دافوس الاقتصادي، فإنّ البحرين لديها فرصة واعدة للتقدم في القدرة على الابتكار (Capacity of Innovation). وعليه إن هذا المؤتمر سيكون فرصة لعرض عدد من التجارب العالمية المفيدة في هذا السياق وخصوصا في مجال تطوير البحث والابتكار من خلال مختلف المؤسسات وبالطبع من أهمها الجامعات والمؤسسات التعليمية.

وهل ستكون هناك أي أوراق بحثية في المؤتمر بالإضافة لمساهمات المتحدثين الرئيسيين السابق ذكرها؟

- نعم، سيتم عرض أوراق عملية من قبل 16 باحثاً في عدة مجالات تفيد القطاع الصناعي، المالي، المقاولات والطيران وتفيد بصورة عامة في كيفية الاستفادة من الإنتاجية والابتكار.

كما أحب أنا أشير هنا، إلى أن المؤتمر سيوفر منصة تفاعلية وتعليمية من خلال 7 ورش عمل يتفاعل فيها الجمهور مع عدد من المعاهد المتخصصة.

وستكون هذه الورش مقدمة من قبل المعهد العالمي لاقتصاد الإلهام، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، معهد الإنتاجية البريطاني، شركة الاعتماد الدولية NOCN، معهد الخدمات الإدارية ومقره بريطانيا وهو المعهد الأبرز والأكثر عراقة في مجال الإنتاجية على مستوى العالم حيث تأسيس العام 1941.

ومن بين مواضيع هذه الورش هو: كيفية خلق حكومات المستقبل من منظور الإنتاجية، وكيفية ربط الابتكار في القطاعين العام والخاص، وإعداد خبراء متخصصين في مجال الإنتاجية.

العدد 5314 - السبت 25 مارس 2017م الموافق 26 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:14 ص

      بالتوفيق حبيبي .. خطواتك مباركة أبو خولة وجود ..

    • زائر 1 | 12:32 ص

      نحن بحاجة للابتكار في ظل التطور السريع وبالذات في مجال التعليم موفقين ان شاءالله لرفع انتاجية البلد ودفع عجلة التقدم

اقرأ ايضاً