واصل المنتخب الإسباني لكرة القدم استجماع قوته في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 استعدادا لموقعة الحسم المرتقبة مع نظيره الإيطالي في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وجاء الفوز الكبير 4-1 على المنتخب الإسرائيلي مساء أمس (الجمعة) في خيخون بالجولة الخامسة من مباريات المجموعة السابعة بالتصفيات ليمنح الماتادور الإسباني مزيدا من التفاؤل والهدوء ضمن الاستعداد القوي بقيادة المدرب جولين لوبيتيجي للمباراة الصعبة أمام المنتخب الإيطالي (الآزوري).
وعلى رغم استمرار التصفيات حتى أواخر العام الحالي، فإن نتائج المنتخب الإسباني والأرقام التي يحققها تبدو أمرا مهما للغاية في مسيرة الفريق حاليا لتدعيم معنوياته وزيادة التماسك بين صفوفه تحت قيادة لوبيتيجي انتظارا للقاء الحسم.
ومنذ أن تولى لوبيتيجي تدريب الفريق خلفا للمدرب الكبير فيسنتي دل بوسكي عقب الخروج المبكر من الدور الثاني (دور الستة عشر) في بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا، خاض الفريق سبع مباريات لم يخسر أي منها.
وخلال هذه المباريات السبع، سجل الماتادور 23 هدفا واهتزت شباكه بهدفين فحسب.
ومع فوز المنتخب الإيطالي أيضا على نظيره الألباني 2-صفر أمس (الجمعة) في نفس الجولة من التصفيات، اشتعل الصراع بين الفريقين على صدارة المجموعة نظرا لتأهل المتصدر فقط في كل من المجموعات التسع بالتصفيات إلى النهائيات مباشرة فيما يخوض أفضل ثمانية منتخبات تنهي التصفيات في المركز الثاني ملحقا فاصلا على أربع بطاقات.
ويتصدر المنتخب الإسباني المجموعة السابعة في التصفيات برصيد 13 نقطة بفارق الأهداف فقط أمام نظيره الإيطالي وذلك بعد اربعة انتصارات لكل منهما فيما انتهت مباراة الذهاب بينهما بالتعادل.
وتشير جميع المؤشرات إلى أن مباراة الفريقين المقررة بإسبانيا في الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل ستكون موقعة الحسم على بطاقة التأهل المباشرة من هذه المجموعة إلى النهائيات.
وأشاد لوبيتيجي، بعد مباراة الأمس، بالأداء الجماعي الإيجابي من الفريق موضحا أن هذا الأداء الجماعي يزيده سعادة.
وأوضحت حسابات المشجعين على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي على الانترنت أن أكثر من خمسة ملايين مشجع أسباني تابعوا مباراة الأمس على شاشات التلفزيون لتكون المباراة هي الحدث الأكثر متابعة على شاشات التلفزيون في إسبانيا مساء أمس.
وفي المقابل، لم تشهد المدرجات على استاد "ال مولينون" في خيخون أمس نفس القدر من الاهتمام بالمباراو إذ اقتصر عدد المشجعين على 20 ألف مشجع فيما تبلغ سعة المدرجات 31 ألف مقعد.
وتوقع المعلقون والمحللون الرياضيون في إسبانيا أن يستمر الوضع في الجولة التالية من التصفيات سواء من ناحية الصراع بين المنتخبين الإسباني والإيطالي أو الاهتمام الجماهيري على أن يختلف الحال في الموقعة الفاصلة بين الفريقين في سبتمبر المقبل.
وبغض النظر عن الاختلافات في أسلوب اللعب بين لوبيتيجي ودل بوسكي وعدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بطريقة التعامل مع المباراة الحاسمة أمام الآزوري، يبدو واضحا أن لوبيتيجي اكتسب ثقة لاعبيه ورد بقوة على الشكوك حول قدرته على قيادة هذه المجموعة من اللاعبين في هذه الفترة التي يمر فيها الفريق بمرحلة إعادة بناء بعد الإخفاق في مونديال 2014 بالبرازيل والخروج المبكر من يورو 2016.
وسجل دييغو كوستا أربعة أهداف للفريق في عهد لوبيتيجي كما واصلب ديفيد سيلفا تألقه في صفوف المنتخب الإسباني وحظي تياغو ألكانتارا بتواجد فعال في خط وسط الفريق.
كما وجد لاعبون مثل فيكتور فيتولو مهاجم أشبيلية وإيسكو نجم ريال مدريد طريقهم إلى التألق مع الفريق.
وقال إيسكو، الذي لعب بديلا في مباراة الأمس وسجل الهدف الرابع للفريق في الدقيقة 88: "فريقنا متكامل ومتزن للغاية. وأشعر بالسعادة لما تسير إليه الأمور في مشوار الفريق بالتصفيات. هناك منافسة قوية داخل الفريق".
وقال تياغو ألكانتارا، أحد أفضل اللاعبين في مباراة الأمس: "عندما تلعب وسط هؤلاء اللاعبين المتميزين، يسير كل شيء بشكل طبيعي".
ويحل المنتخب الإسباني ضيفا على نظيره الفرنسي وديا يوم الثلثاء المقبل في اختبار جيد للفريق بقيادة لوبيتيجي.