قال مسئولون أميركيون إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيجتمع مع كبار المسئولين الأتراك في أنقرة هذا الأسبوع لإجراء محادثات قد تكون حاسمة في الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم "داعش".
وتضغط تركيا على الولايات المتحدة للتخلي عن تحالفها العسكري مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا في تركيا منذ ثلاثة عقود.
لكن المسئولين الأمريكيين يرون أن المقاتلين الأكراد سيلعبون دورا رئيسيا في حملة استعادة الرقة المعقل الرئيسي لـ"داعش" في سورية. ويعمل المقاتلون الأكراد مع مقاتلين عرب في تحالف قوات سورية الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وبدلا من ذلك تريد تركيا أن تعتمد الولايات المتحدة على جماعات سورية عربية تدعمها أنقرة في حملة استعادة الرقة التي يغلب على سكانها العرب لكن الاقتراح لم يقنع المسئولين الأمريكيين إذ أنهم غير واثقين من حجم وتدريب المقاتلين العرب المدعومين من تركيا.
وقال مسئول كبير طلب عدم نشر اسمه "نحتاج أولا العمل على التفاصيل مع تركيا."
ويضع القرار رغبة الرئيس دونالد ترامب في تحقيق انتصارات سريعة في ساحة المعركة في مواجهة الحاجة على الحفاظ على تحالف استراتيجي طويل الأمد للولايات المتحدة مع تركيا الحليفة في حلف شمال الأطلسي التي تتيح للولايات المتحدة قاعدة جوية هامة لشن ضربات جوية في سورية.
ويبدو أن حملة الرقة تكتسب زخما مع اقتراب الجهود المتداخلة المدعومة من الولايات المتحدة في العراق من طرد "داعش" من مدينة الموصل.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان يوم الجمعة إن معركة استعادة الرقة ستبدأ على الأرجح خلال الأيام القادمة.
وقال قائد وحدات حماية الشعب الكردية لرويترز الأسبوع الماضي إن الهجوم سيبدأ في أبريل نيسان وإن الوحدات ستشارك.
ويعتقد بعض المسئولين الأمريكيين أن هذا الجدول الزمني شديد التفاؤل ويشيرون إلى أن الانتهاء من معركة رئيسية جارية لاستعادة السيطرة على سد الطبقة على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب من الرقة قد يستغرق أسابيع.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أيضا إن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بشأن تشكيل قوة الهجوم الذي تدعمه في الرقة.
ولدى الولايات المتحدة حوالي ألف جندي في سوريا في الوقت الراهن وقد تشمل حملة الرقة مئات آخرين.
وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، السناتور جون مكين، للصحفيين الأسبوع الماضي إنه سيكون من الصعب إقناع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمزايا دعم المقاتلين الأكراد حتى لو أنهم يمثلون أكثر الأسلحة فاعلية في مواجهة متشددي "داعش".
وقال مكين "المعضلة هي أنك لو لم تستخدم الأكراد فإن الأمر سيستغرق وقت أطول كثيرا في حين ترسل الدولة الإسلامية الإرهابيين إلى خارج الرقة."
وأضاف "لكن إذا قمت بذلك فإنك تواجه تحديا هائلا فيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا."
وأوضح مكين أن العلاقة مع إردوغان مهمة بشكل خاص مشيرا إلى الاستفتاء الذي سيجرى في تركيا يوم 16 أبريل نيسان بهدف توسيع صلاحيات الرئيس.
* مناطق آمنة
يأتي اجتماع تيلرسون في أنقرة بعد اجتمع لشركاء التحالف البالغ عددهم 68 في واشنطن هذا الأسبوع حيث اتفقوا على تكثيف العمليات ضد الدولة الإسلامية بما في ذلك في سوريا.
وخلال الاجتماع الذي جرى يوم الأربعاء قال تيلرسون إن الولايات المتحدة ستعمل على إقامة "مناطق استقرار مؤقتة" من خلال وقف إطلاق النار لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم في المرحلة المقبلة من قتال الدولة الإسلامية والقاعدة في سوريا والعراق.
إلا أن تيلرسون لم يكشف عن التفاصيل على الرغم من أن مسؤولا أمريكيا قال إنه لم يتم الاتفاق إلى الآن بين جميع الوكالات الأمريكية بشأن مكان هذه المناطق وكيفية إقامتها.
ومنذ أمد بعيد يتشكك الجيش الأمريكي في جدوى إقامة مناطق آمنة داخل سوريا والعراق ويرجع ذلك جزئيا إلى أن أي منطقة آمنة تضمنها الولايات المتحدة ستحتاج بالتأكيد إلى بعض الحماية العسكرية الأمريكية. ويقول مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء إن تأمين الأرض وحدها يتطلب آلاف الجنود.
وقال قائد التحالف ضد الدولة الإسلامية اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند في مارس آذار "إننا نبني مناطق آمنة الآن لجميع العراقيين وجميع السوريين ليكونوا في مأمن من الدولة الإسلامية."
وستكون هناك حاجة لزيادة القوة الجوية الأمريكية أو القوة الجوية للتحالف إذا اختار ترامب فرض مناطق حظر طيران وقد تكون ثمة حاجة أيضا إلى قوات برية لحماية المدنيين في هذه المناطق.
ولم تقدم وزارة الخارجية الأمريكية تفاصيل إضافية عن زيارة تيلرسون إلى تركيا لكنها قالت إنه سيزور بروكسل يوم 31 مارس آذار للمشاركة في اجتماع مقرر لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي.
وكان اجتماع حلف الأطلسي مقررا في الخامس والسادس من أبريل نيسان لكن الموعد تغير بعد قرار تيلرسون حضور قمة في الولايات المتحدة مع الصين. وأثار ذلك قلق الحلفاء الأوروبيين القلقين بالفعل من التزام ترامب إزاء التحالف العسكري الغربي.