تحققت العديد من الإنجازات في الألعاب المختلفة بالسنوات الماضية، ووصولاً إلى 2017 للرياضة البحرينية، وخصوصا في ألعاب الصالات على مستوى الخليج وحتى المستوى العربي، ووراء كل انجاز كانت هنالك جهود كبيرة للغاية تكللت في النهاية بتحقيقه، لكنني أرى أن انجاز نادي داركليب الأخير بتحقيق لقب بطولة أندية الخليج للكرة الطائرة يوم الجمعة الماضي، يحمل طعماً مختلفاً للغاية، وخصوصاً أنه وللأمانة لم يكن متوقعاً حتى ربما من أشد المتفائلين من عشاق طائرة «العنيد» وكذلك محبي الكرة الطائرة البحرينية؛ لأن الفريق يُشارك في البطولة لأول مرة في تاريخه، وهي تُقام خارج الديار، وعلى أرض قطر والتي عادةً ماتكون فرقها مُرشحة لإحراز الألقاب بالبطولات التي تستضيفها، إضافة لوجود فرق خليجية لها تاريخها العريق في الكرة الطائرة، وحتى أن الأهلي المُمثل الآخر للطائرة البحرينية في هذا المحفل كان قادماً للتو من تحقيق لقب البطولة العربية التي أقيمت في البحرين، وبالتالي من المفترض أن يكون أجهز من كل النواحي للمنافسة على اللقب الخليجي، أضف إلى ذلك ان البطولة بنظامها الحالي ولدت العديد من المنعرجات في طريق المنافسة، وبالتالي كانت هنالك العديد من الضغوط على الفريق الذي يضم العديد من العناصر الشابة غير المتعودة على خوض مثل هذه المواقف، مثلما حصل في اللقاء الأخير أمام العربي القطري والذي كان فيه الفريق محتاجاً للانتصار، بشرط ألا يفوز العربي بشوطين، وحينها فاز العربي بالشوط الأول، وبالتالي كان لزاماً على العنيد إحراز ثلاثة أشواط متتالية، أي أن الضغط وصل لأعلى درجاته على الفريق.
كل ذلك لم يمنع أبناء هذه القرية الوادعة من مجابهة عمالقة الخليج، وتحقيق اللقب التاريخي الأول، لتسجل «داركليب» بسواعد شبابها أحرفها بماء الذهب في سجلات أبطال المنطقة، وليثبت هذا الفريق ان المستحيل ليس «بنفسجياً»، وليسعد أبناء القرية الذين زحفوا نحو فريقهم إلى الدوحة وساهموا بشكل فعال في تحقيق هذا الانجاز، وهذا الزحف بلغ أوجه في اليوم الأخير، رغم أنني توقعت أن يقل العدد لأن تحقيق اللقب بات أقرب للمعجزة، لأن الريان لابد أن يخسر من السلام العماني على أن يفوز داركليب دون أن يُحقق العربي شوطين!.
نادي داركليب حقق العديد من الألقاب في السنوات الماضية بالفئات العمرية وتسيدها لعدة أعوام، لكنه كان يُخفق في تحقيق البطولات على مستوى الفريق الأول لأسباب عدة ومنها عدم التوفيق في المراحل الأخيرة، وكنت أقول حينها إن الفريق لو يُحقق بطولة واحدة فستكون بداية الطريق نحو المزيد، وبالفعل هذا ماحصل، فتحقيق لقب كأس ولي العهد أتبعه الفوز بالدوري، والآن وصل الأمر لحصد بطولة الخليج، ونتمنى أن يكون المستقبل أفضل للبنفسج، ولكل الأندية البحرينية، بالذات في البطولات الخارجية.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 5313 - الجمعة 24 مارس 2017م الموافق 25 جمادى الآخرة 1438هـ