قبل شهر من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 23 أبريل/ نيسان، تتصاعد حدة الخطاب في الحملة الانتخابية وسط اتهامات متبادلة وخصوصاً بين اليمين واليسار.
وخرج الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي بقي متكتماً حتى الآن في الحملة، أمس الجمعة (24 مارس/ آذار 2017) عن تحفظه ليندد بانعدام «الكرامة والمسئولية» عند مرشح اليمين فرنسوا فيون.
وقال في تصريح إذاعي «لا أرغب في الدخول في النقاش الانتخابي، ولست مرشحاً لكن هناك كرامة ومسئولية يتعين احترامهما. أعتقد أن السيد فيون تجاوز ذلك الآن أو يفتقر إلى ذلك».
وكانت الرئاسة الفرنسية نددت مساء (الخميس) بـ «مزاعم كاذبة» لفيون بعد تصريحاته عن وجود «مكتب سري» يديره الرئيس الفرنسي كان وراء تسريبات للصحافة بشأن متاعبه القضائية.
ووجه الاتهام الأسبوع الماضي لفيون بالاستيلاء على أموال عامة بسبب شبهات وظائف وهمية لزوجته واثنين من ابنائه. وتم توسيع التحقيق ليشمل شبهات باستغلال نفوذ وتحايل خطير وتزوير.
وفيون الذي كان بدأ السباق باعتباره المرشح الأوفر حظاً، تراجع في استطلاعات نوايا التصويت في الجولة الأولى إلى المرتبة الثالثة بعد أن تخطته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن والمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون. وتنظم الجولة الثانية بين الفائزين في الجولة الأولى في 7 مايو/ أيار.
وبرر فيون مساء (الخميس) في مقابلة تلفزيونية اتهاماته بشأن وجود «مكتب سري» مستنداً إلى كتاب لصحافيين اثنين خصص لـ «لأسرار التي لا يمكن البوح بها» لولاية هولاند. وقال فيون «أطلب رسمياً أن يفتح تحقيق بشأن المزاعم الواردة في هذا الكتاب، لأن الأمر يتعلق بفضيحة دولة».
وانتقد اليسار بشدة تصريحات فيون. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إن تصريحاته أقرب إلى «نوع من المحاولة اليائسة للخروج من وضع غرق فيه».
إلى ذلك، التقى الزعيم الروسي فلاديمير بوتين بمرشحة الرئاسة الفرنسية مارين لوبان في موسكو أمس، وأعرب عن عدم رغبة بلاده في التدخل في الانتخابات الفرنسية.
وأخبر بوتين لوبان أن روسيا لا تحاول عمل أي تأثير على سباق الانتخابات الفرنسي «لكننا نحتفظ بالحق في التواصل مع جميع ممثلي جميع القوى السياسية في البلاد، كما يفعل شركاؤنا في أوروبا والولايات المتحدة»، بحسب بيان من الكرملين.
وقال بوتين إنه من المثير للاهتمام مناقشة تطور العلاقات الثنائية مع المرشحة الفرنسية لتيار اليمين المتطرف، التي وصفها بأنها ممثلة حركة صاعدة في السياسة الأوروبية.
ومن جانبها، أشارت لوبان إلى الدور الروسي في الحرب ضد الإرهاب الدولي ودعت إلى تعزيز التعاون الفرنسي قائلة «لن نتمكن من التغلب على هذه الآفة إلا (إذا عملنا) معاً».
وأكدت المرشحة للرئاسة الفرنسية، في وقت سابق من أمس، أن العلاقات الروسية الفرنسية تطورت دائماً بشكل ودي، ولا توجد أسباب واقعية لتدهورها.
العدد 5313 - الجمعة 24 مارس 2017م الموافق 25 جمادى الآخرة 1438هـ