احتفلت السفارة الإيطالية ومكتب الأمم المتحدة في البحرين بالذكرى الـ60 لمعاهدات روما في بيت الأمم المتحدة، الحورة، يوم الثلثاء الماضي (21 مارس/ آذار 2017) ضمن الحملة الترويجية التي تقوم بها وزارة الخارجية الإيطالية في جميع أنحاء العالم.
وقد أقيم الاحتفال بالتعاون مع ممثلي الاتحاد الأوربي في الرياض، وشارك في هذا الحدث الذي يعد الأول من نوعه، ممثلون عن الدوائر الحكومية وأكثر من 15 عضواً من أعضاء السلك الدبلوماسي ورجال أعمال ورؤساء مؤسسات أكاديمية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في البحرين إلى جانب ممثلين عن وسائل الإعلام وغيرهم.
منذ ستين عاماً، تم في روما وضع الأسس لبناء أوروبا التي أصبحنا نعرفها اليوم، مؤسسةً بذلك أطول فترة سلام في أوروبا في التاريخ المدوّن. ففي مارس 1957، تم توقيع معاهدات روما من قبل فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا. وتكمن أهمية هذه المعاهدات في توحيد أوروبا، حيث أنها لا تزال صامدةً حتى اليوم، وواحدة من أهم معاهدتين في تاريخ الاتحاد الأوروبي. وقامت معاهدات روما بإنشاء المجموعة الاقتصادية الأوروبية التي تم استيعابها في نهاية المطاف في الاتحاد الأوروبي في عام 2009. وكان الهدف من المجموعة الاقتصادية الأوروبية إقامة التكامل الاقتصادي بين أعضائها، وإنشاء السوق والجمارك المشتركة.
وتنظر أوروبا في هذه الذكرى إلى الماضي بكل فخر، كما تنظر إلى الأمام بأمل، مدركةً للتحديات التي أمامها، من تفاقم الأزمة الاقتصادية إلى عدم الاستقرار الدولي، والحاجة إلى مواصلة تعزيز المسار الأوروبي لمواجهة تلك التحديات. وقد جاءت كلمة المنسق المقيم لأنشطة الامم المتحدة، أمين الشرقاوي، لترحب بالحضور، وتلقي الضوء على أوجه المواءمة بين المبادئ الكامنة وراء التكامل الأوروبي والمبادئ التي يرتكز عليها ميثاق الأمم المتحدة، وبيّن "أن معاهدات روما والأمم المتحدة تشكلت بموجب المبادئ نفسها: تأمين السلام والاستقرار وسيادة القانون بما يؤدي إلى تنمية وازدهار البلدان وشعوبها". وأضاف أنه "وعلى مدى 60 عاماً الماضية، أنشأت أوروبا الموسعة اتحاداً يعزّز التعاون السلمي واحترام كرامة الإنسان والحرية والديمقراطية والمساواة والتضامن، ما يجعل الاتحاد الأوروبي مثالاً حيوياً على التكامل الإقليمي الناجح، الذي استطاع أن يضع جانباً المنافسات، وهو طريق مشترك نحو السلام والاستقرار عن طريق الاندماج، وتحسين سبل العيش، والازدهار الاقتصادي والاجتماعي".
من جهته، عرض سفير جمهورية إيطاليا في البحرين دومينيكو بيلاتو، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، شرحاً لأساسيات معاهدات روما، وكيف أسهمت في تحقيق الازدهار والاستقرار في يومنا هذا للمواطنين الأوروبيين، مشيراً إلى أنه "في هذه الذكرى، تنظر أوروبا إلى الوراء وتتطلع إلى الأمام، وإلى التحديات المقبلة من الأزمة الاقتصادية وعدم الاستقرار الدولي والحاجة إلى زيادة تعزيز التعاون الأوروبي لمعالجتها".
وقد ألقى وكيل وزارة الخارجية للشئون الدولية الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة ، كلمة قال فيها "إننا محظوظون في مملكة البحرين إذ نتمتع بعلاقات ممتازة مع الاتحاد الأوروبي وجميع أعضائه، ونحن بلا شك داعمون للمشروع الأوروبي في نشر السلام والازدهار والتنمية".
بعدها، قام اثنان من أبرز الأكاديميين، وهما البروفيسور هارتموت ماير، زميل رسمي ومعلم في السياسة (العلاقات الدولية) بكلية القديس بطرس، جامعة أكسفورد، المملكة المتحدة؛ والأستاذ باسكوال بوريا، عميد كلية الحقوق، الجامعة الملكية للبنات بالبحرين بإلقاء محاضرتين تناولا فيها أبرز المعلومات المتعلقة بمعاهدات روما، وركّزا على التحديات التي تنتظر الاتحاد الأوروبي، وإنجازاته ودوره المحتمل كنموذج لجهود التكامل الإقليمي، بما في ذلك في منطقة الخليج.
وقد أشار البروفيسور ماير إلى أن "ستين عاماً من معاهدة روما كانت ستين عاماً من الردود الأوروبية الإيجابية على التحديات الدولية". بدوره أكد البروفيسور بوريا "أن ما يثير الإعجاب في دول مجلس التعاون الخليجي هو التطوير الناجح لهوية مشتركة، وهو أمر غير عادي في المنظمات الإقليمية الأخرى". وبعد انتهاء ورشة العمل، تم افتتاح معرض يحوى 14 لوحة بعنوان "الاتحاد أقرب من أي وقت مضى. تراث معاهدات روما لأوروبا اليوم".