إذا ما كانت الأنثى في حياتنا هي من أجمل النعم التي حبانا الله بها، فإن الأم هي أجمل هذه النعم وأحلاها وأروعها على الإطلاق، وأكثرها جدارة بأن نشكر الله عليها في كل ثانية من سنوات عمرنا، دون أن نوفي لحقها وفضلها نزراً بسيطاً.
بالأمس مر علينا عيد الأم، وهو أجمل الأعياد، لأجمل أنثى رأتها أعيننا وسمعت بها آذاننا، وعشقتها قلوبنا، فقليل جداً في حقها تقبيل رأسها ويديها وحتى رجليها، وقليل جداً تقديم كل الهدايا والورود إليها.
إن في الكتابة عن الأم، سحر لا يضاهيه سحر، وعشق لا يدانيه عشق، وغرام لا يقاربه غرام، لأنه حديث لا يتوقف عن الجمال والحب الذي ينطلق تلقائياً من قلب ووجدان صافٍ في كل نفس واحد منا.
إن وجود الأم في حياتنا هو عنوان عريض لسعادة كل إنسان في هذا الوجود، تلك الإنسانة التي تأخذ من عمرها لتهبه بسعادة إلى أبنائها، ومن صحتها لتسلمها بنفس راضية لنا، تطعمنا من قلبها الحب وتغذينا بحنان لا مثيل له، ولا تنتظر مقابل ذلك إلا أن ترى أطفالها يكبرون يوماً بعد يوم أمام ناظريها، تترقب سعادتنا دون سعادتها، وراحتنا دون راحتها، فهل هناك إنسان أجمل منها؟!
لذلك نقول لأنفسنا قبل غيرنا، إن وجود الأم نعمة لا تضاهيها نعم الدنيا كلها، أمهاتنا زهور هذه الأرض، وأوراق الشجر الخضراء، وسماء الفضاء الصافية، التي كلما نظرنا لها نسينا الدنيا وما فيها، لأنها بهجة الناظر وفرحة الحياة وعبقها.
يكفينا من الأم أنها ملاذنا وملجؤنا عندما تتلبسنا هموم الدنيا ومشاكل الحياة، ويكفينا من قلبها أنها أسكنتنا فيه دون أن نطلب منها ذلك، نظل في عقلها ووجدانها أطفالاً مهما طالت أعمارنا، ومهما هرمت فإن قلبها وحبها لنا يفيض شباباً ويفعاناً ونضارة.
عندما يحزن الإنسان، فإن أول من يلجأ إليه هو أمه حتى ولو كانت في قبرها، لأنه يعرف تماماً أنها الإنسان الوحيد الذي لا يمل من احتضان أحزانه، وكم مرة شاهدنا رجالاً ونساء يبكون عند قبور أمهاتهم بكاء مؤلماً، لأنهم اشتاقوا لحضنها وحبها وعاطفتها وحنانها.
أمهاتنا لا ينتظرن منا قبلة على رؤوسهن، ولا وردة جميلة يانعة، لأنهم يقدمن عطاءهن بلا مقابل أو ثمن، ولكننا نحن من نحتاج إلى كل ذلك، لأنه يشعرنا بقربنا لهن، وامتناننا لكل جميل يقدمنه لنا.
إن كل ما وصلنا إليه اليوم في حياتنا من خير، مصدره رضا أمهاتنا، وتعبهن وتفانيهن من أجلنا، وهو دَين في أعناقنا، لسنا قادرين على رده لهن، ولكننا قادرون أن ندخل السعادة على قلوبهن ببرهن وما تقبيل رؤوسهن وأياديهن وأرجلهن إلا عرفاناً منا بجلالة قدرهن ومنزلتهن.
لكل أم بحرينية، نقدم قبلاتنا وورودنا لهن، ونقول لهم، أنتن نور عيون عيوننا وأغلى هدايانا، يا أجمل إنسان في الدنيا.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 5310 - الثلثاء 21 مارس 2017م الموافق 22 جمادى الآخرة 1438هـ
الله يطول بعمر كل ام و يجعلها ذخر و سند لعيالها و لاتحرم احد يا رب من حنان الام و عطفها و يرحم كل ام فارقت الدنيا و يصبر قلوب عيالها
رحمك الله ياأمي رحلتي ورحلت قلوبنا معك
إي والله يازائر رقم 5 توني أقول التعليقات قليلة جدًا لو الموضوع عن الزوجات اتلاقي كم هائل من التعليقات !
زائر 6
أشوف التعليقات قليلة لان الموضوع عن تقبيل رؤوس وايادي أمهاتنا العزيزات لو كان الموضوع عن تقبيل الزوجات في الخروج والدخول الى البيت لرأينا التعليقات وصلت الى المئات اللهم احفظ أمهاتنا وارحم من رحل منهن عن هذه الدنيا الفانية
بل تعليقات قليلة ومشاركات متواضعه ليش ؟ بس لان الموضوع عن الام الله يازمن !!
كلمات رائعة ...الام كنز يحصل الانسان على السعادة برضاها و ويل لمن يؤذي والديه لأن سخط الله و غضبه و قصر العمر و قلة التوفيق بسبب غضبهم عليه و بالذات دعاء الام فارحموهم كما ربوكم صغارا
هل يجب تقبيل رأس الأم والاعتراف بفضلها و تقديرها فقط في هذا اليوم من أيام السنة؟؟ كل يوم يجب أن يكون حباً وتقديراً للأم والأب
اليوم كلامك يابوعلي مسك وزعفران ولن تجدحتى واحد من القراء يختلف معك شكرا بوعلي