أكدت مصادر مقربة من اسرة العلامة الدكتور علي الوردي ان هناك جزئيين من كتابه المعروف (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق)، محفوظان عند ابنه حسان المقيم في اميركا، وهما مخطوطتان بخط يد الدكتور الوردي، وذلك وفقاً لموقع صحيفة إيلاف.
هذان الجزءان هما التاسع والعاشر من سلسلة هذا الكتاب وقد ظلا من دون طبع ونشر على الرغم من مرور نحو 22 عاما على رحيله، وهذا وقت طويل جدا قياسا لاهمية الكتاب الذي يتطرق فيه الى احوال المجتمع العراقي وتحليل الشخصية العراقية فضلا عن دراسة تاريخ العراق، وقد اصبحت هذه المؤلفات مراجع مهمة لدراسي علم الاجتماع.
وقد نشر الدكتور الوردي من اللمحات ثمانية أجزاء صدرت ما بين (691978)، وبالتأكيد ان الجزءين الاخيرين يعدان مكملين للاجزاء الثمانية التي يتوق الدارسون الى معرفة ما فيها من تحليل لاسيما ان قراءاته تتناول مراحل من عمر العراق.
ويبدو، كما علمنا، ان لا احد يعلم ان العلامة الوردي ترك هذين الجزءين كونهما في عهدة نجله المقيم في اميركا منذ زمن ولم يتم الاعلان عنهما لذلك لم تحاول دور النشر العراقية او العربية او حتى العالمية البحث عنهما.
الى ذلك طالب المقربون والمحبون للدكتور الوردي من الجهات المسؤولة ووزارة الثقافة العراقية بالتحديد الالتفات الى ما تركه الراحل من مقتنيات في بيته الكائن في مدينة الكاظمية الذي تربى فيه وترعرع ليكون متحفا حيث لازالت الكثير من مقتنياته موجودة في بيت ابنه فيصل الذي رحل عن الدنيا قبل أكثر من عام.
يذكر ان علي الوردي (1913- 13 تموز 1995 م)، عالم اجتماع عراقي، أستاذ ومؤرخ وعرف باعتداله وموضوعيته وهو من رواد العلمانية في العراق، وجاء لقب عائلته الوردي نسبة إلى أن جده الأكبر الذي كان يعمل في صناعة تقطير ماء الورد.
وكتب الوردي ثمانية عشر كتابا ومئات البحوث والمقالات. خمس كتب منها قبل ثورة 14 تموز 1958 وكانت ذات أسلوب ادبي -نقدي ومضامين تنويرية جديدة وساخرة لم يألفها القاريء العراقي ولذلك واجهت افكاره واراءه الاجتماعية الجريئة انتقادات لاذعة وبخاصة كتابه " وعاظ السلاطين"، اما الكتب التي ألفها وصدرت بعد ثورة 14 تموز 1958م فقد اتسمت بطابع علمي ومثلت مشروع الوردي لوضع نظرية اجتماعية حول طبيعة المجتمع العراقي وفي مقدمتها كتابة دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ومنطق ابن خلدون واللمحات.
لن يكون المرء مثقفلا دون أن يقرأ لـــ علي الوردي ..