أمام معبد الكرنك الضارب بجذوره في عمق التاريخ وعلى وقع ألحان أوبرا عايدة تسلمت مدينة الأقصر في جنوب مصر مساء الاثنين (20 مارس/ آذار 2017) شعلة "عاصمة الثقافة العربية" لعام 2017 من مدينة صفاقس التونسية.
وبدأت الاحتفالات منذ الصباح الباكر بعروض فنية للفرق الشعبية في الشوارع الرئيسية وميادين المدينة الواقعة على بعد حوالي 670 كيلومترا جنوبي العاصمة القاهرة.
وقالت حياة القرمازي مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) في كلمة لها بحفل تسليم الشعلة "تجدد جمهورية مصر العربية مرة أخرى العهد بعد 21 عاما مع مشروع العواصم الثقافية العربية، فبعد أن كانت القاهرة أول عاصمة تنال هذا اللقب سنة 1996 في إطار العقد العالمي للتنمية الثقافية ها هي الأقصر العريقة بتاريخها تتبوأ هذا الدور."
وانطلق مشروع عواصم الثقافة العربية في 1996 بهدف تدويرها على المدن العربية للتعريف بالمخزون التراثي والحضاري لكل مدينة ومنحها الفرصة لإبراز مقوماتها الثقافية والفنية والإبداعية.
وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم "منذ ثلاثة أيام كنا نحتفل بختام العام الثقافي 2016 وكانت العاصمة مدينة صفاقس التونسية وقبل صفاقس كانت قسنطينة في جمهورية الجزائر.. والمعنى في كل هذا أن الثقافة العربية باتت موضع اهتمام واحتفاء كل عام وفي كل بلد عربي."
وأضاف "الأقصر أيها السادة ليست فقط مدينة الآثار المصرية القديمة العظيمة لكنها أيضا في العصر الإسلامي كان لها دور مهم جدا وآثارنا الإسلامية هنا أظن الكل يعرفها."
أحيا حفل تسلم الأقصر شعلة عاصمة الثقافة العربية المغني التونسي محمد الجبالي الذي قدم باقة من الأغاني الرومانسية تنوعت بين أغانيه الخاصة وأغاني التراث التونسي وأغاني كبار المغنيين المصريين أمثال عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب.
وصعد بعده على المسرح، الذي أقيم خصيصا في ساحة معبد الكرنك، المغني المصري مدحت صالح الذي قدم بعضا من أشهر أغانيه مثل (ولا تسوى دموع) و(كوكب تاني) و(زي ما هي حبها).
وتستمر الأنشطة الثقافة والفنية بمدينة الأقصر على مدى 12 شهرا وتشمل ليالي فنية بساحة معبد الكرنك يحييها عدد من المغنين العرب بينهم التونسي لطفي بوشناق والمصري علي الحجار.
كما تشمل الأنشطة عروضا سينمائية ومسرحية ومعارض تشكيلية وندوات فكرية وأمسيات شعرية ومعرضا للكتاب وآخر للحرف التراثية.
وتتسلم مدينة البصرة العراقية شعلة "عاصمة الثقافة العربية" من الأقصر في 2018 ثم بورتسودان في 2019 وبعدها بيت لحم في الأراضي الفلسطينية عام 2020.