كثف الرئيس البرازيلي ميشال تامر الأحد (19 مارس/ آذار 2017) اجتماعاته مع وزراء في حكومته ومع سفراء غربيين لملاحقة تطورات فضيحة قيام منتجي لحوم برازيليين بتصدير لحوم فاسدة منذ سنوات الى دول عديدة حول العالم.
وتم الكشف الجمعة عن تحقيق للشرطة يعود الى عامين حول مزاعم بتلقي مفتشين صحفيين رشاوي من اجل منح شهادات للحوم فاسدة على انها صالحة للاستهلاك، وهو ما اصاب سمعة المصدّر الرئيسي في العالم للحوم الابقار والدجاج في الصميم.
وكان على الرئيس تامر الذي تعاني حكومته من فضيحة احتيال كبيرة اضافة الى حالة ركود اقتصادي غير مسبوقة في تاريخ البلاد، ان يلتقي أولا بممثلي شركات توضيب اللحوم اضافة الى وزيري الزراعة والتجارة الخارجية.
ومن المقرر ان يلتقي لاحقا سفراء الدول الرئيسية المستوردة للحوم البرازيلية.
ولم يحل تأكيد شركات اللحوم البرازيلية والمتعددة الجنسية المتورطة السبت بأن بضاعتها سليمة، دون انتقال المخاوف الى الشارع.
كما أن فضيحة اللحوم تأتي في وقت حساس تدفع فيه البرازيل ودول ميركوسور او السوق المشتركة لأميركا الجنوبية من أجل ابرام اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي، وهو يشكل سوقا كبيرا للحوم البرازيلية.
وكان على جدول اعمال تامر ايضا السبت اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون ان يتم الاعلان عما دار خلال هذه المحادثة. والجدير ذكره ان الولايات المتحدة وافقت العام الماضي على استيراد لحوم أبقار نيئة من البرازيل.
وأعلنت وزارة الزراعة البرازيلية عن مداهمة السلطات الجمعة لأكثر من عشرة مراكز لتوضيب اللحوم، كما أصدرت 27 مذكرة توقيف وأغلقت مصنعا لمعالجة لحوم الدواجن تديره شركة "بي آر أف" المتعددة الجنسيات، اضافة الى مركزين لمعالجة اللحوم تديرهما شركة باكين.
وطردت الوزارة 33 مسؤولا متورطا في القضية، وأبقت على 21 مؤسسة اضافية قيد التحقيق.
ولم تكشف السلطات البرازيلية عن الأمكنة التي تم ضبط اللحوم الفاسدة فيها، لكنها أشارت في مؤتمر صحافي في مدينة كوريتيبا في جنوب البلاد الى استخدام مواد مسرطنة في بعض الحالات لإخفاء رائحة اللحوم الفاسدة.
ومن المتوقع ان تعقد الشرطة الفدرالية مؤتمرا صحافيا الاثنين لإعطاء مزيد من التفاصيل.
وبالإضافة الى شركة "بي آر أف" العملاقة التي تملك العلامتين التجاريتين "ساديا" و "بيرديغا"، هناك شركات أخرى قيد التحقيق رائدة عالميا في تجارة اللحوم مثل شركة "جاي بي اس" التي تملك العلامات التجارية "بيغ فرانغو" و "سييرا اليمنتوس" و"سويفت".
وقامت شركة "جاي بي أس" بنشر اعلان على صفحة كاملة في صحيفة "أو غلوبو" تقول فيه ان الشرطة الفدرالية التي تقوم بالتحقيق لم تشر الى أي مشاكل صحية ناتجة عن منتجات الشركة، وحذت "بي آر أف" أيضا حذوها بنشر اعلانات مشابهة تقول فيها ان منتجاتها لا تشكل أي خطر من اي نوع على الصحة العامة.
-نظام تفتيش غذائي "قوي" وأعادت التلفزيونات البرازيلية بكثافة عرض اعلان يظهر فيه الممثل الأميركي روبرت دي نيرو وهو يشهد على جودة لحوم "سييرا" التابعة ل "جاي بي أس" "بنكهتها الايطالية الأصيلة".
لكن البروفسورة سيلفيا فارياس التي تتبضع من متاجر ريو أعربت عن قلقها من التقارير التي تتحدث عن مزج بعض منتجات لحوم الدواجن بالورق المقوى.
وقالت لفرانس برس "نحن نذهب الى المتجر، نشتري اللحوم لتستهلكها عائلاتنا، وماذا يمكن ان نتوقع! انها يجب ان تكون في حالة جيدة".
واضافت " لا يمكنني أن اتخيل ان اللحوم يمكن ان تكون ممزوجة بالورق المقوى".
تصدر البرازيل اللحوم الى 150 بلدا في العالم، لذا فان الفضيحة مقلقة بشكل كبير للسلطات الوطنية.
وقد أقر يومار نوفاكي السكرتير التنفيذي لوزارة الزراعة بهذه المخاوف، لكنه أكد ان هذه التجاوزات التي كشف عنها حتى الآن تشكل "حالات معزولة" وتتعلق "بتصرف أقلية".
ووصف نوفاكي نظام البرازيل في التفتيش الغذائي واعطاء الشهادات بأنه "قوي".
وأشار أيضا الى أن كل الصادرات البرازيلية يتم الكشف عليها عند وصولها الى البلدان المقصودة.