من أغرب وأطرف وأخطر الأخبار التي قرأناها الأسبوع المنصرم، رفض مجلس الشورى الموريتاني الذي عيّنته الحكومة، طلبها حلّ نفسه!
المجلس يسمّونه في موريتانيا مجلس الشيوخ، حيث يتم تعيين رؤوس القبائل التقليديين، والنافذين والمسئولين السابقين المتقاعدين، ويمثل قوةً لموازنة المجلس المنتخب. وهي عمليةٌ مكررةٌ في عالم الديمقراطيات العربية، حيث يُستخدم مثل هذا المجلس المعيّن لتلبية كل رغبات الحكومة وتمرير كل قوانينها وأهوائها، على قاعدة «طلباتك أوامر».
الاقتراح بحلّ المجلس جاء من السلطة الموريتانية نفسها، حيث يبدو أن هذا المجلس أصبح حاجةً زائدةً، ولم يعد له لزوم، وتحوّل إلى عبء على ميزانية الدولة التي تعاني من متاعب اقتصادية جمّة منذ سنوات، نتيجة انخفاض أسعار المعادن، وتراجع الزراعة والصيد، في بلدٍ يعاني من شحة الموارد واقتصاد مهلهل يعاني من الديون.
الحكومة بالتجربة، اعتادت أن ينفّذ المجلس أوامرها بالإشارة منذ تأسيسه قبل ربع قرن، وكانت تعتقد أنه سيستجيب أيضاً لاقتراحها الأخير بحلّ نفسه، لكن حساباتها كانت خاطئةً تماماً، فتفاجأت برد فعل الشيوخ!
الشيوخ قالوا في مجال ردّهم على مشروع الرئيس، بأن مجلس الشيوخ نفسه إنما هو جزء مهم من المنجزات الديمقراطية العريقة! وبالتالي لا يمكن التفريط به أو القبول بحلّه مهما كانت الظروف والمبرّرات! وأنهم كانوا يقومون بأدوار ضخمة في خدمة البلاد والتنمية الاقتصادية والرفاه السياسي والتطور الفني والصعود الرياضي! لكن الحقيقة أنهم كانوا خائفين من الحل الذي سيعني تسريحهم وتحويلهم إلى عاطلين عن العمل!
بعضهم هدّد بالتمرد على السلطة وإعلان العصيان المدني في حال إصرار السلطة على حلّ المجلس! وفكّر بعضهم بتخويف السلطة بالإشارة إلى «قاعدة الجهاد في المغرب العربي» أو التلويح بالاستعانة بتنظيم «داعش» لترضخ السلطة لرغباتهم في البقاء واستمرار الامتيازات، حيث تتوالد الفلوس التي تُنعش النفوس!
هذه الغضبة التي أبدى بها الشيوخ عن النواجذ والأنياب، دفعت الرئيس إلى عقد لقاءات معهم لامتصاص غضبهم واسترضائهم وتطييب خواطرهم الغالية، خصوصاً أنهم يُعتبرون عملةً نادرةً لا يجب التفريط بها، في وقت تقاطع فيها المعارضة التعديلات الدستورية التي أرادها الرئيس.
هذا ما كان من رد فعل أصحاب السعادة الشيوخ، الذين يخدمون النظام فينالون الحظوة، ويمنّون عليه بين فترةٍ وأخرى، وبمناسبةٍ ودون مناسبة، بأنهم من أصحاب «الولاء». أما الشارع فكان موقفه غاضباً، فالمجلس لم يعد لوجوده داعٍ، بل أصبح مثل الزائدة الدودية التي يجب استئصالها والتخلّص منها من أجل صحة البدن، بعد أن أصبح عبئاً مالياً كبيراً في عصر تراجع الموازنات، أشبه ما يكون بالعلق الذي يمتص الدم بشراهةٍ كما تفعل الطفيليات.
آخرون رأوا أنه إذا كان ضرورةً للنظام فيما مضى، فإنه لم يعد كذلك في هذا الزمان، خصوصاً أن البرلمان يضمن الولاء المطلق لدى غالبية النواب «المنتخبين»، حتى أصبح المجلسان يعرفان بالمجلس «الطيّع» أو «المطيع»!
بعضهم قدّم جردةَ حسابٍ لكشف كم يكلّف هذا المجلس من أعباءٍ لم تعد محتملةً في هذا الزمان، فهناك 40 في المئة من الشعب يعيش تحت خط الفقر، ونسبة البطالة تجاوزت 30 في المئة، ومثل هذه الأموال التي تذهب في بطونهم يجب أن تُصرف للتخفيف من غائلة الجوع وإنقاذ العوائل التي ينهشها الفقر.
يوم الجمعة الماضي، كان يوماً تاريخياً في موريتانيا، حيث كانت أول مرةٍ خلال خمسة وعشرين عاماً، يرفض فيها مجلس الشيوخ المعيّن أحد أوامر الحكومة ويقاوم رغبتها، وهو ما يمثل سابقةً للمجالس المعينة في الدول الأخرى، إذا ما فكّرت يوماً بالتخلص من المجالس الزائدة عن الحاجة.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5308 - الأحد 19 مارس 2017م الموافق 20 جمادى الآخرة 1438هـ
مجلس الشورى لخدمة الحكومة كل ما النواب يريدون شى اسونه للشعب يرفض مجلس الشورى يعنى مجلس لخدمة الحكومة واوامرها وهاده حاصل عندنا من يوم اصير برلمان \\\\\\\\\\\\ انه استغرب ليش ناس ماتتعظ ليش دائما اتفكر فى نفسهه \\\\\\
ياناس الشعب ميت قهر وجوع وازمة ماليه افهمو بئه
على راي اخوانا المصريين (اكل عيش يا باشا)
مجلس الشورى غير مرغوب به شعبيا
ياريت يحلونه
ترى وظائفهم ومناصبهم ماليها لزمه وخسايرهم أكثر من فوايدهم
مجلس اللوردات البريطاني مثال حي على ان وجود مثل هذه المجالس شيء مهم جداً و لمن بشرط ان تتقلص صلاحياته مع مرور الزمن مثل ما حدث في بريطانيا و ليس بين يوم و ليلة مثلما يطالب البعض
ياريت
ياريت بالبحرين يحلونه
لا لن يحل مجلس النواب صحيح أن مجلس صلاحياته محدوده ولكن في المستقبل سوف نسعى إلى أن يكون كامل الصلاحيات (جعفر الخابوري
خسارة افلوس
على حساب البلد
خل يسمعون
القول لكِ .. فإسمعي يا جاره ..
حل المجلسين بمرسوم وقانون هو لحاجه البلاد للاموال بدل مايتناقشون ع طماط وبصل
شر البلية ما يضحك
والله ان صحيفتكم أفضل من مجلس الشورى بعشرات المرّات . على الأقل بعض المسؤولين يتحاشى او يخاف من بعض التقارير او الاخبار التي تنقل او الاعمدة .
بينما مجلس الشورى لم يطلع بقرار واحد او مقترح استفاد منه المواطن بل على العكس هو يشرعن لصالح الاجانب ويقف في صفهم فهو مجلس للاجانب وليس لنا بل وبال علينا
صحيح
نرى أموال الوطن تهدر على مشاريع لا طائل منها ولكننا شعب مغلوب على امره ومتكالب عليه، يرى الغلط امام عينيه ولا يستطيع فعل شيء .
حتى اضعف الايمان وهو الخروج بمسيرة احتجاج على امر مّا اصبحت ممنوعة
نوع من انواع العبث بالمال العام الذي لن يتوقّف ولن يستطيع احد القول لهم اوقفوه .
وليش يلغونه
العنوان غريب فكرت تقصد مجلسنا على العموم تقريبامجلسنا نفس الشي محسوبيات
الفال لباقي الدول العربية ففيها من الديمقراطية ما تظاهي به الدول المتقدمة لذا هي ليست بحاجة لمجلس شورى ولا حتى مجلس نواب لان الاثنين لا يمثلون الشعب المطحون
نفس الاي عدنه المجلسين مافيهم فايدة
انا موءيد لحل المجلس وزيادة النواب علي اقل تقدير