يبدو أن اللقاء بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأميركي دونالد ترامب أجج الخلافات بين البلدين بعد التوقعات بتبديده لها، وذلك مع إعلان برلين أمس الأحد (19 مارس/ آذار 2017) رفضها وجود أية ديون عسكرية لها حيال الحلف الأطلسي أو واشنطن.
وبعد أقل من 48 ساعة على الجهود التي قام بها كل من ميركل وترامب بعد لقائهما يوم الجمعة الماضي في واشنطن لإعطاء الانطباع على الأقل أمام وسائل الإعلام بحصول توافق بينهما، خرجت أمس الخلافات بينهما إلى العلن.
ورفضت وزيرة الدفاع الألمانية اورسولا فون دير ليين أمس اتهامات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن بلادها تدين لحلف شمال الأطلسي بمبالغ طائلة، وللولايات المتحدة مقابل نفقات عسكرية.
وقالت اورسولا فون دير ليين المقربة من ميركل في بيانٍ: «لا يوجد حساب سجلت فيه ديون لدى حلف شمال الأطلسي»، مضيفةً أن النفقات ضمن حلف الأطلسي يجب ألا تكون المعيار الوحيد لقياس الجهود العسكرية لألمانيا.
وكان الرئيس الأميركي شن هجوماً على ألمانيا أمس الأول (السبت)، مؤكداً أن على برلين دفع مزيد من الأموال لقاء الاستفادة من المظلة الأمنية التي يؤمنها حلف شمال الأطلسي وواشنطن.
وقال ترامب في تغريدتين بعد أقل من 24 ساعة من اجتماعه بالمستشارة الألمانية الجمعة في البيت الأبيض، إن المانيا «مدينة بمبالغ طائلة» للحلف الأطلسي.
وكانت ميركل أكدت الجمعة أن ألمانيا ستزيد نفقاتها الدفاعية للوصول إلى هدف 2 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي الذي اتفق عليه أعضاء الحلف في السابق خلال مهلة عشر سنوات.
وحالياً، تدفع ألمانيا 1.2 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي وهناك قلة من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تصل إلى مستوى 2 في المئة.
هذا، وأوضحت وزيرة الدفاع الالمانية أمس أن الزيادة الموعودة للنفقات العسكرية لا تشمل فقط الحلف الأطلسي.
وقالت: «إن الربط بين نسبة 2 في المئة التي نريد بلوغها في منتصف العقد المقبل، والحلف الأطلسي فقط أمر خاطئ».
وأضافت أن النفقات العسكرية ستكون وجهتها أيضاً «مهمات السلام التي نقوم بها في إطار الأمم المتحدة، ومهماتنا الأوروبية ومساهمتنا في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية».
خلافات حول التجارة والمناخ
وهذا الخلاف حول النفقات العسكرية يأتي ليضاف إلى خلافات أخرى ظهرت الجمعة بين ترامب وميركل حول مواضيع تتعلق بالهجرة والتجارة.
وبالنسبة لوسائل الإعلام الألمانية فإن المشهد الذي بدا فيه الرئيس الاميركي يتجاهل عرضاً من ميركل لمصافحة بينهما في المكتب البيضاوي أمام كاميرات الصحافيين يلخص أجواء الخلاف بين الطرفين.
وحاول الناطق باسم الرئيس الأميركي شون سبنسر التقليل من شأن هذه الخطوة، نافياً أن يكون ترامب رفض عمداً مصافحة ميركل.
وقال شون سبنسر للموقع الإلكتروني لمجلة «دير شبيغل» الألمانية أمس: «لا أعتقد أنه سمع طلب» المستشارة الألمانية عندما اقترحت على ترامب مصافحته من جديد وسط إلحاح المصورين الصحافيين، بينما كانا جالسين في البيت الأبيض.
لكن صحيفة «بيلد» الألمانية رأت أمس أنه «من غير المرجح» ألا يكون ترامب سمع اقتراح المستشارة الألمانية التي كانت جالسة بالقرب منه، مشيرة إلى أنه لم ينظر إليها ولا مرة واحدة خلال الجلسة. وتحدثت الصحيفة عن «لقاء بارد جداً» بينهما.
العدد 5308 - الأحد 19 مارس 2017م الموافق 20 جمادى الآخرة 1438هـ