قال رئيس جامعة البحرين رياض يوسف حمزة، إن إدارة الجامعة عاكفة منذ أشهر على تطوير الجانب المروري في الحرم الجامعية الثلاثة، وذلك لتفادي الحوادث المرورية بقدر المستطاع.
وأضاف أن الجامعة يؤمّها يومياً في حُرُمها الثلاثة ما يناهز 28 ألف منتسب ومتعامل مع الجامعة، وكتلة الشباب منهم كبيرة، وهذا ما يستدعي ضرورة تأكيد السلامة المرورية والحرص على أمن الجميع.
جاء ذلك على هامش الملتقى المروري الرابع الذي أقيم صباح الأربعاء (15 مارس/ آذار 2017) في جامعة البحرين، برعاية وحضور نائب رئيس الأمن العام بوزارة الداخلية العميد الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، وبحضور رئيس جامعة البحرين رياض يوسف حمزة، وبمشاركة وفود من إدارات المرور الخليجية، ضمن فعاليات الأسبوع الخليجي 33، والذي يقام هذا العام تحت شعار "حياتك أمانة".
وقد قام راعي الحفل والوفود الخليجية وعدد كبير من الطلبة، بجولة في المعرض المروري الذي أقيم في كلية الآداب، وحضروا اسكتشاً تمثيلياً شارك فيه طلبة نادي المسرح، ألقوا فيه الضوء على خطورة استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة، والتصرفات غير اللائقة من المتجمهرين حول الحوادث المرورية والتي منها التقاط الصور لضحايا الحوادث للتشارك بها في وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها، قالت الأستاذ المساعد في كلية العلوم الصحية بالجامعة هالة سند، إلى إحصائية محلية صادرة عن قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي تشير إلى أن إجمالي عدد حالات حوادث السيارات والتي وصلت خلال السنوات الثلاث الأخيرة (2014-2016) إلى 20504 حادث سيارة، مؤكدة ارتفاع نسبة الحوادث بصورة سنوية وبشكل تصاعدي.
ولفتت سند إلى أن بحسب آخر الإحصائيات العالمية فإن الحوادث المرورية سابع سبب للوفاة حول العالم، حيث يموت سنوياً 1.25 مليون شخص بسبب تلك الحوادث، وإن من المتوقع زيادة عدد تلك الحوادث مع حلول العام 2030.
وأضافت أن ما بين 20 و50 مليون شخص يتعرضون للعجز جراء الإصابات المرورية.
وذكرت أن من أهم أسباب الحوادث المرورية السرعة الزائدة، وإهمال الإشارات الضوئية وتجاهل القواعد والقوانين، والانشغال بأمور أخرى غير القيادة أثناء السياقة، ومنها الانشغال بالهاتف المحمول. مؤكدة العوامل التي تزيد من أثر الحوادث على المتورطين فيها، ومنها قوة الارتطام واتجاهه، ومكان الجلوس. لافتة إلى أن قائد المركبة أكثر المتضررين عموماً من باقي مرافقيه. وإن إصابات الرأس والوجه والرقبة تأتي في قمة الإصابات التي قد تودي بحياة المصابين بها.
كما أوصت الاستشارية النفسية عين الحياة جويدة، بضرورة إجراء اختبار للحالة النفسية للمتقدمين لحيازة رخصة قيادة المركبات، مؤكدة أهمية قياس قدرة الشخص على التحكم في جهازه العصبي. مشيرة إلى عدد من الأمراض النفسية غير الظاهرة التي يمكن أن تكون سبباً رئيساً للتورط في حوادث مرورية، بعضها قد يكون مميتاً.
ولفتت إلى أن القلق والتوتر، ولاسيما ما يتعرض له الطلبة خلال فترة الامتحانات، تؤثر في قدرتهم على التركيز فيكونوا أكثر عرضة من غيرهم لمخاطر القيادة في الشارع.
وأكد رئيس مجلس الأوقاف السنية الشيخ راشد الهاجري، أن حياة الإنسان "أمانة" ائتمنه الله عليها، وعليه أن يحافظ عليها ولا يعرضها للخطر بتصرفاته المتهورة والتي منها الاستهتار في قيادة المركبات في الشارع. لافتاً إلى أن حملات التوعوية المرورية لا تقتصر على فئة الشباب فقط، وإنما تشمل جميع أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم.
ودعا إلى استثمار وقت قيادة السيارة في تنمية وتطوير النفس، لافتاً إلى الساعات التي يقضيها الإنسان يومياً في القيادة وقدرته على استغلالها بما هو نافع ومفيد لتغيير حياته نحو الأفضل، مؤكداً أن حياة الإنسان غالية ولا يمكن أن تعوض إن ذهبت أيامها.
وشبه استخدام الهاتف المحمول في القيادة كمفعول المخدر الذي قد يسبب للإنسان الغفلة، ولا يخرج منها إلا مع قطعه لإشارة حمراء أو تسببه في حادث.
وفي كلمة له، أشار عميد شئون الطلبة أسامة عبدالله الجودر، إلى أن من مسببات الحوادث المرورية تعود إلى حزمة من الأمور، لذا فإنها تحتاج إلى منظومة متكاملة تشمل: الحلول الذكية، والقوانين المتطورة، والبنية التحتية، وثقافة الأمن والسلامة، وتعزيز الوازع الديني والأخلاقي.
وقال: "إننا في جامعة البحرين نعتقد بأننا حلقة مهمة في منظومة الحلول التي تساعد على إيجاد سلامة مرورية مستدامة، وذلك بوصف الجامعة بيت خبرة، وجهة استشارية توجد الحلول الهندسية والفنية المبتكرة".
ولفت إلى أن كلية الهندسة والكليات المعنية الأخرى في الجامعة دأبت عبر بحوث أساتذتها أو مشروعات تخرج طلبتها على تقديم الأفكار والمشروعات الداعمة لجهود الإدارة العامة للمرور في تعزيز السلامة المرورية.
وفي نهاية الملتقى قدم رئيس جامعة البحرين حمزة درعاً تكريماً لنائب رئيس الأمن العام العميد الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، كما كرّم المتحدثين والمنظمين وطلبة نادي المسرح والقائمين على الملتقى.