دخلت مناطق عدة في السعودية خلال ساعات باكرة من اليوم الأحد (19 مارس / آذار 2017) في موجة من التأهب والاستعداد، على خلفية التحذير من عاصفة متوقع قدومها (مدار) إلى الأجواء السعودية، فيما وجهت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض الجميع بأخذ الحيطة والحذر نتيجة التقلبات الجوية المؤثرة في أجواء السعودية ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (19 مارس / آذار 2017).
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة الرياض الرائد محمد الحمادي، في تصريح أمس: «يتوقع أن تتأثر منطقة الرياض بنشاط الرياح السطحية، ما يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار، التي تحد من مدى الرؤية الأفقية، ويتوقع هطول أمطار رعدية تستمر إلى الإثنين.
ودعت مديرية الرياض الجميع لأخذ الحيطة والحذر، واتباع الإرشادات اللازمة في مثل هذه الحالات، ومنها البقاء في المنزل إلا للضرورة، حفاظاً على سلامتهم، مشددة على الالتزام بالتعليمات الطبية لمرضى الربو والجهاز التنفسي عموماً، وضرورة البقاء في منازلهم والتأكد من توافر الأدوية الطبية اللازمة لهم، لافتة إلى ضرورة تجنب التنقل في الطرقات، التي تشهد موجة غبار شديدة، ما أمكن، محذرة من السفر في الطرق السريعة نتيجة تدني الرؤية المتوقعة.
من جهتها، أقرت لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في السعودية تسمية العاصفة القادمة إلى السعودية، والتي أثرت في مصر وليبيا، باسم عاصفة «مدار» المتوقع أن تؤثر في شمال غرب المملكة.
وحذر أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم مؤسس اللجنة عبدالله المسند مصابي الربو من الخروج من المنزل، مفضلاً أن يمكثوا في البيت وفي غرف محكمة الإغلاق، مشدداً على أهمية إحكام النوافذ والأبواب بالمناشف والمحارم الرطبة، تصدياً لذرات الغبار»، وقال: «أية مناسبة خارجية يوم الأحد يُفضل أن تؤجل، وكذلك السفر إن لم يكن ضرورياً».
كما شدد في تغريداته، عبر حسابه في «تويتر»، على عدم المكوث في البر يوم الأحد، أثناء مرور عاصفة «مدار»، داعياً الموجودين في البر إلى مغادرة مخيماتهم وأن يلزموا سياراتهم، وأضاف يُنصح أن تكون جهة توقيف البرتبلات في البر شرقية غربية؛ لتفادي انقلابها بقوة الرياح المصاحبة لعاصفة «مدار»، مستحسناً تثبيت الخيام والمخيمات في البر بمزيد من الأوتاد والأثقال.
وتوقع المسند أن تبلغ سرعة الهبات (Wind Gust) اليوم «الأحد» المصاحبة لعاصفة «مدار» في الجوف 72 كم، وحائل 68، والقصيم 66، وأبها 62، وفي الوجه 53، وعرعر 51، في حين من المتوقع أن تبلغ سرعتها في الكويت 67 كم.
بدورها حذرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة جميع المواطنين والمقيمين وأشعرتهم بتوخي الحيطة والحذر من أخطار تقلبات الطقس في مثل هذه الحالات الجوية، داعية إلى متابعة نشرات الطقس والتقارير والإنذارات الصادرة منها في الموقع الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي. وقالت في بيان لها، في وقت سابق، إن أجواء المملكة ستتأثر بدءاً من السبت حتى «الإثنين» بحال عدم استقرار ونشاط في الرياح المثيرة للغبار والأتربة وارتفاع في درجة الحرارة، وأمطار متوسطة إلى غزيرة على مناطق تبوك والحدود الشمالية والجوف وحائل والمدينة المنورة ومكة المكرمة والقصيم والرياض والشرقية، متوقعة هطول أمطار رعدية على تلك المناطق تمتد إلى مرتفعات عسير والباحة وجازان.
وأشارت في بيانها إلى أن نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار اليوم (الأحد) متوقع استمراره على المناطق المذكرة، وتصل سرعتها إلى 60 كم/س، مسببة شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية على أجزاء من شمال ووسط وشرق المملكة، ويصحب ذلك هطول في الأمطار الرعدية في صفة متوسطة إلى غزيرة على مناطق: القصيم وشمال منطقة الرياض والأجزاء بين منطقتي الباحة وعسير وبين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بينما تكون كمياتها غزيرة على المنطقة الشرقية.
وأفادت «الهيئة» بأن ذلك تحول يأتي في اتجاه الرياح السطحية إلى شمالية نشطة تصحب بانخفاض في درجات الحرارة على مناطق شمال وغرب ثم وسط وشرق المملكة، تسبب شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية على شمال شرق وشرق ووسط المملكة.
إلى ذلك، نشط رواد وسائل التواصل الاجتماعي في التحذير من موجة الغبار المتوقعة، مقدمين بعض الإرشادات والنصائح والتنبيهات لمن يعانون من الأمراض الصدرية، وذهب آخرون إلى تحري بيان بتعليق الدراسة، في حين لم ينتظر غيرهم أي بيان، عاقدين النية على منع أطفالهم من الذهاب إلى مدارسهم.