ما سمعته حديثاً عن حالة الأطباء لا يُسر عدواً أو حبيباً، هؤلاء الذين سهروا الليالي تعبوا ودرسوا السنوات الطوال لحمايتنا وعلاجنا، نراهم اليوم يعانون الأمرّين في هذه المهنة النبيلة، وأنه حينما يمرض الإنسان يتمنى أن يبيع كل ما يملك ويدفعه لمن ينقذ حياته... ولكن الإنسان ظالم لنفسه فينسى عندما يكون متعافياً أو بعد أن يتعافى.
ودعوني أشرح بعضاً من مشاكلهم مع العولمة التي باتت تنهش في لحومنا، وتسقي البعيد، وتمتص دماء القريب في كل المهن، فُتحت الأبواب على مصراعيها لاستقبال كل تائهٍ من الشرق والغرب متاجراً بفتح المستشفيات والعيادات، أو ممارساً صغيراً ليس ذا شأن يُذكر، لتكتنز جيوبه بعد فترةٍ وجيزة ويلمع اسمه على حساب التنافس مع أرزاق أطبائنا، وأخذ مرضاهم التائهين والذين بت تراهم هائمين يسحبون المال من تحويشة العمر، أو ببيع ممتلكاتهم للصرف على علاجاتهم، بعدما توارى الطب الحكومي، وضعفت خدماته متمثلاً في مستشفى السلمانية والمراكز الصحية، والتي كان العلاج في الثلاثين سنة الماضية مابين (السبعينات وحتى التسعينات) بثوبها اللائق منافساً لأرقى العلاجات في العالم، بشهادة الكثيرين والتي تبحرنت حينها معظم المهن الطبية.
ولكن بعد أن تخافت نجم المستشفى العتيد لظروفٍ قاهرة، واضطر الكثيرون للتقاعد المبكر أو الاستقالة، ظهر بعدها أخطبوط الطب الخاص مهللاً لسقوط ذلك الصرح العتيد؛ ولكن بثيابٍ مهلهلة ضعيفة، لاتُضاهي بأي حالٍ ماقدمته الأيادي البحرينية من إبداع في المستشفيات الحكومية من عملٍ وجدارة في المهارات التخصصية.
ودار الزمان بعدها، وخفتَ نجم البحرنة، ودخل الأجانب من الباب الواسع بنظام العولمة، وأخذوا أماكننا وأصبحوا يرتعون في الكراسي الإدارية، وتغير الحال وضاع الاطباء البحرينيون في خضم القوانين والمتاهات غير المُنصفة التي باتت تطولهم، ودعوني أسرد عليكم بعضاً من معاناة اخصائيينا الأفاضل، وعلى ألسنتهم. ففي الوقت الذي تعاني البلاد من النقص في الاستشاريين والهبوط الاقتصادي، وكثرة المنافسين الأجانب، تُحدد رخصتهم في العمل بمكانٍ واحد فقط إذا ماتحولت العيادة إلى مركز، وحينما تساءلوا عن سبب ذلك قيل لهم بأنه لايحق للمدير (الطبيب) أن يترك المركز، ويعمل في عيادة أخرى بحجة أنه المسئول الأول عن سيره (ولا أدري إن كان ذلك العذر سبباً لعقابه) أم لإحباطه؛ ولكن ماذا عن رؤساء الأقسام في السلمانية من جراحة وولادة وباطنيه وأطفال...الخ، وهم مسئولون عن الأجنحة المتعددة، وعشرة أضعاف حجم المراكز بالديرة، كيف يحق لهم العمل في عياداتهم الخاصة مساءً أوليس الأطباء ممن يعملون في مركزه على قدرٍ من المسئولية؟ ولماذا عليه أن يكون رقيباً دائماً عليهم؟
والشيء الأغرب بأن أسعار استخراج الرخص الطبية للمراكز واحدة سواء كان المركز بناية أو شقه تحوي غرفتين، ويبدو أنه لايوجد تصنيفٌ خاص للحصول على اسم المركز أو الفرق مابين العيادة والمركز.
وتبدأ القصة الثانية حينما تقدم الطبيب لفتح مركزٍ، وكان يعمل حينها بأحد المستشفيات الخاصة، وفوجئ بدخول أعضاء لجنة التراخيص عليه وهو يُعاين مرضاه، وإيقافه عن العمل واتهامه بأنه مخالفُ للقوانين على رغم أن مركزه لم يُفتتح بعد بسبب عدم اكتمال طاقمه الطبي؟ ولم يراعوا الأخلاق المهنية بالتعاملات، شيء لايصح طبعاً، وأرجو أن نجد الإجابة عند المسئولين الكبار عن هذه التصرفات غير اللائقة مع طبيب بحريني مرخص.
وذكرت لي إحدى الاخصائيات والتي تمتلك مركزاً بثلاث غرف، بأنهم قاموا برفع سعر الترخيص من 200 إلى 500 دينار، وحينما تساءلت عن تلك الزيادة المفاجئة، قيل لها بأنها أوامر وزارة المالية (علكم تفهموها) وتهديدهم إذا ما تأخروا يوماً واحداً فستتضاعف الغرامة إلى 1000 دينار، عدا الرسوم التي ستصبح 2000، وكأنهم يتعاملون مع مشبوهين أو جُناة، وليس معالجين وحكماء، وحينما حاولت تحويل المركز إلى عيادة لكثرة المصاريف الرسمية التي أثقلت كاهلها وخسارتها، أجابوا أنه عليها البدء بطلبٍ لوزارة الصحة والتجارة من جديد وقد يُرفض! متناسين خدماتها كرئيسة قسم في الوزارة سابقاً، وتعمل منذ 40 عاماً، ومن أجدر الخريجات في البلاد.
ومع اخصائي آخر يذكر بأن الأعباء المالية والإدارية أصبحت عبئا لايطاق، فقد كنا في السابق نحتاج لترخيص من وزارة الصحة فقط وبمبلغ رمزي، أما الآن فعلينا الحصول على سجل من وزارة الصحة والتجارة والمرور والدفاع المدني والبلدية والبيئة، وقريباً سيجبر كل من يمتلك سجلاً تجارياً بأن يكون عضواً في غرفة التجارة، وكل هذه مصاريف متكررة سنوياً، وأن الوزارات لاتتعاون معنا بأية خدمات إنسانية أو أخرى لتستحق معها تلك الرسوم الكثيرة، على رغم أنه ممنوعُ على الأطباء ممارسة التجارة، وأنا شخصياً لا أفهم هذا التناقض الغريب؟ وما دخل وزارة التجارة بالأطباء فهم لايبيعون الإنسان أو يشترونه؟ إلا إذا تغير مفهوم البشر وأحاسيسهم، وأصبح الخلط مابين البائع والمُعالج واحداً، وفي النهاية فالطبيب إنسان ويحتاج أن يعيش بكرامة، وعلينا حفظ حقوقه، وتسهيل مهماته، والاقلال من أعبائه لتحسين أدائه وعطائه، وهو العملة النادرة، ولذا فأقترح إسقاط كافة المصاريف الإدارية عن الرخصة للبحرينيين، وهو الشيء القليل الذي قد يعوضهم للمنافسة الشرسة لمهنتهم من قبل الأجانب، وإضافتها للأجنبي، كما للحديث بقية مع جمعية الأطباء البحرينية ودورها فيما يحدث، ومع أول وزير للصحة علي فخرو لإعطاء رأيه، وإلقاء الضوء على مايحدث...
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 5307 - السبت 18 مارس 2017م الموافق 19 جمادى الآخرة 1438هـ
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
معدل الاستشارة الطبية للطبيب الاستشاري في البحرين بين ٢٠ الى ٣٠ دينار
بالمقارنه مع دول الخليج هي الاقل و بالمقارنه مع سعر استشارة المهندسين او المحامين و المستشارين القانونيين هي اقل بكثير
اي مكتب هندسي ياخذ في الاستشارة ٥٠ دينار على الاقل
استشارة مختص في الشئون القانونية كلفتني ٢٠٠ دينار
الرسوم التي تفرضها هيئة تنظيم المهن الصحية او الطبية غير مبررة و قد تكون سببا في رفع اسعار الاستشارة عند الاطباء
ارحموا الناس
نتمنى الغاء هذه الرسوم و نتم بالمقابل ان تكون سعر الاستشارة الطبية معقوله و مقدور عليها
اوالمطاعم والصالونات
الناس تصرف في المطاعم واشياء الفرفشة اللي يطلبونه وهؤلاء ماصارفين على دراستهم اكثر من سنتين ولكن الاطباء اللي دارسين اكثر من عشر سنوات بعد التوجيهي تبخلون عليهم تعبهم وسهرهم واخلاصهم في انقاذكم من الموت والله الانسان غريب عجيب
الطب الخاص ارخص من الصالون
بالرغم مماتقولون فلازال العلاج ارخص من الصالونات انا رحت عملت تاتو لحواجبي دفعت 150دينار وصباغة الشعر في الفنادق 35دينار والمساج فيها 65الى 90دينار وشراء فستان سهرة فوگ المئة ولكن لما تجون للعلاج اللي فيه الشفا تبخلون على الاطباء اللي قضوا عمرهم يدرسون
نعم انا طبيب بحريني وارى اننا سنصبح تجاراً نتيجة للتخبط الذي يقوم بها العقول الحقودة فيما تسمى بالهيئة الوطنية للمهن الصحية وهذا التخبط في الانظمة التي وجدت لتحارب الطبيب البحريني في رزقه وذلك بالترخيص للعيادات في كل مكان ومن دون الالتزام بالقوانين الموجودة ومن دون تخطيط لتوزيع العيادات فقط لمحاربة الطبيب اللحريني في رزقه
لكم الاجابة
أيعقل ان ادفع ٤٠ ديناراً لخلع ضرس العقل ؟ إبرة تخدير موضعي لا تكلف ديناراً وعملية الخلع مدتها ثلاث دقائق بأربعين ديناراً !! والكاتبة لا تعتبر تلك تجارة !! فما هي و كيف تكون التجارة في نظرها ؟؟؟
لكم الاجابة
أيعقل ان ادفع ٤٠ ديناراً لخلع ضرس العقل ؟ إبرة تخدير موضعي لا تكلف ديناراً وعملية الخلع مدتها ثلاث دقائق بأربعين ديناراً !! والكاتبة لا تعتبر تلك تجارة !! فما هي و كيف تكون التجارة في نظرها ؟؟؟
لكم الاجابة
أيعقل ان ادفع ٤٠ ديناراً لخلع ضرس العقل ؟ إبرة تخدير موضعي لا تكلف ديناراً وعملية الخلع مدتها ثلاث دقائق بأربعين ديناراً !! والكاتبة لا تعتبر تلك تجارة !!
شات الأقدار أن يصيبني والحمد لله ألم من ناحية القلب فسارعت بزيارة طبيب مشهور بمستشفى خاص وعند الاستقبال اعطوني موعد بعد عشرة أيام فاخبرتهم بأني لا اتحمل فاريد أن التقي بالطبيب اليوم وسابقى للاخير المهم دخلت على الطبيب وأخذ على فحص في الجرى على كرسي الرياضه فطمنني بأني معافى ولا تحتاج إلى دواء سوى الراحه. شكرته وخرجت للدفع فتفاجات بمبلغ الفاتورة يجب على أن ادفع 120 دينار.
قبل شهر وفي نفس المستشفى ذهبت إلى طبيب العظام للفحص فكانت فاتورته 90 دينار ولعلاقتي به عمل لي خصم 20 دينار لتصبح 70 دينار
الاطباء في عياداتهم الخاصة يطلعون ألماس وذهب
ياخذون على المريض 30 دينار واذا افترضنا ان عدد المرضى في اليوم 30 مريض يعني يطلعون ليهم في اليوم 900 دينار يعني شهريا 27 ألف دينار هذا طبعا اذا كان بس استشارة بدون فحوصات ثانية
الله يزيد ويبارك
الهدف من كل ذلك هو التضييق على الأطباء البحرينيين....ديرة تبي بس تعطي الأجنبي....وعلى فكرة الأجانب لم يأتو إلينا بسبب العولمة وإنما بسبب محاولة إبعاد فئة معينة من المواطنين عن أي وظيفة....
مهلاً
مع احترامي الشديد للكاتبة ، فإنها لم تصب كبد الحقيقة المرة التي تعرفها هي قبل غيرها بأن الطب في بلادي بات تجارة مربحة ونكث جل تجاره من قسم أبوقراط ! ! اما المنافسة بينهم فهي في كيفية الوصول بسرعة الى جيوبنا ! نعم لفرض السجلات عليهم بل والضرائب أيضاً .
مقال رائع
رأيي انك كاتبه هادفه وتتمتعين بدرجه عالية من الاحاسيس والدقه في الكتابه والموضوع حساس وجريئ ويخدم الاطباء وارجوا ان يكون بادرة خير لتحسين اوضاع البحرينيين بوركت يداك ودامت شفافيتك يادكتورة وفنانه والكاتبه الرائعه
اللة يرحم ايام الدكتور علي فخرو عندما كان وزير الصحة وعندما كان وزيرا للتربية والتعليم ولقد كان نعم الوزير الذي ترك بصمته في كلا الوزارتين