اتضحت الصورة بشكل رسمي بخصوص الأعضاء الذي سيقودون كرة القدم البحرينية للدورة الجديدة بعد الانتخابات التي أجريت مساء الأربعاء الماضي وأسفرت عن استمرار الرئيس الشيخ علي بن خليفة آل خليفة في منصبه بالتزكية، ودخول خمسة أعضاء جدد واحتفاظ أربعة أسماء سابقة بمقاعدها، ولم يُحالف الحظ آخرين تقدما للدخول في معترك المنافسة.
تركزت بعض المناقشات «القليلة» في اجتماع الجمعية العمومية عن بعض الجوانب المادية وتقلص الميزانية بالنسبة للاتحاد بالإضافة إلى عدم وضوح الصورة بالنسبة للمرحلة القادمة وخصوصاً أن أغلب موارد الاتحاد في السنوات الأخيرة كانت تعتمد على الرعاة مثل الشريك قناة أبوظبي الرياضية وكذلك شركة «روماي» للملابس الرياضية، وهو ما يعني أننا مقبلون على فترة «مُبهمة» للكرة البحرينية قد يصاحبها العديد من مظاهر التقشف وهو ما بدأ بالفعل في بعض الجوانب، وخصوصاً أن اتحاد الكرة بدأ بتقليص عدد الموظفين والأجهزة الفنية والإدارية، ولكن كل ذلك لابد ألا يجعل المجلس الجديد يقف مكتوف الأيدي، بل يجب أن يكون العمل وفق ماهو موجود، وخصوصاً أن هنالك العديد من الأمور التي عانى ولايزال يُعاني منها الجميع لاتتعلق بالجانب المادي أو الميزانيات، بل بسوء التخطيط في العديد من الأمور وخاصة ما يتعلق بالمسابقات والتي يجب أن يتطور العمل فيها بشكل جذري، كونها العصب الرئيسي في الاتحاد، وكررناها في أكثر من مناسبة، فكروا في المسابقات والدوري بالذات أولاً ومن ثم المنتخبات، ولكن ما يحصل هو العكس وفي النهاية لا المنتخب يُحقق النتائج المرجوة، فهو من تراجع إلى تراجع، ولا المسابقات تتطور لأنها تسير وفق تخطيط سيئ.
التوقفات الطويلة للدوري أمر غير معقول إطلاقاً، فتصوروا أن كل فريق يلعب مامجموعه 18 مباراة في غضون 8 أشهر تقريباً، أي بمعدل مباراتين وأقل من النصف في الشهر الواحد، وهذا أمر يتكرر في كل موسم، إضافة إلى أن الفرق أحياناً تتوقف عن اللعب بالدوري لشهر ونصف تقريباً، ثم تعود وتلعب 3 مباريات في عشرة أيام! فهل هذا الأمر أيضاً يتعلق بالميزانية والدعم المادي؟! وطبعاً التوقفات الطويلة هذه أغلبها إن لم يكن كلها من أجل خدمة المنتخب لكن المنتخب لايستفيد من ذلك، فالإعداد الطويل لم تعد منتخبات العالم تلجأ له، ونحن نطبقه بلا فائدة تُذكر، ويجب الاكتفاء بأيام «الفيفا» فقط وإن أمكن إضافة أيام قليلة، ولكن أن تتوقف الدوريات لفترات طويلة فهو أمر غير مقبول، ويقتل المنافسة والحماس ويُرهق الفرق فيما بعد مثلما حصل مع المنامة الذي لعب في أقل من أسبوعين 4 مباريات قوية، اثنتان في الدوري مع شركائه في المنافسة المالكية والمحرق وأيضاً نهائي كأس الملك، بالإضافة لمباراة البحرين والذي أزعج كل الفرق رغم أنه الأخير بدورينا، والمنامة كان قد توقف ما بين الجولتين الرابعة والخامسة 33 يوماً، وبين الجولتين التاسعة والعاشرة توقف قرابة 55 يوماً تخللتها مباراتان فقط في كأس الملك! وهذا الحديث بعيداً عن كأس الاتحاد «الهامشي»، فنحن حديثنا عن الدوري وكأس الملك وهما المسابقتان الأهم والتي تركز عليهما الفرق بشكل كامل.
ماننتظره من المجلس الجديد التركيز بشكل أكبر على تطوير مسابقاتنا، وتلافي الأخطاء السابقة، ففي الانتخابات السابقة سمعنا كلاماً معسولاً عن العمل على تطوير المسابقات، لكن ماسمعناه لم يتطبق على أرض الواقع بشكل جوهري إلا فيما يتعلق بالمكافآت، وبقية الأمور حدث ولا حرج.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 5306 - الجمعة 17 مارس 2017م الموافق 18 جمادى الآخرة 1438هـ