حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش الولايات المتحدة من الإقدام على خفض مفاجئ في تمويل المنظمة، قائلا إن تلك الخطوة قد تقوض جهود الإصلاح، وفقا لبيان صادر عن المنظمة الأممية يوم أمس الخميس (16 مارس / آذار 2017).
وجاءت هذه التصريحات بعد نشر البيت الأبيض مخطط موازنة عام 2018، التي تسعى إلى إجراء تخفيضات كبيرة في الدبلوماسية الأمريكية والمساعدات الخارجية.
وأضاف البيان الصادر عن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم جوتيريش أن "الامين العام مستعد للتباحث مع الولايات المتحدة وأي دولة عضو أخرى حول أفضل طريقة يمكننا من خلالها جعل المنظمة أكثر فعالية من حيث التكلفة لتحقيق أهدافنا وقيمنا المشتركة".
وقال البيان إن جوتيريش "ممتن للدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للأمم المتحدة على مر السنين بصفتها أكبر مساهم مالي في المنظمة".
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن بصورة واضحة أنه ليس من المعجبين بالأمم المتحدة.
يذكر أن ترامب قال على صفحته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي في كانون أول/ديسمبر الماضي إن "الأمم المتحدة لديها إمكانات كبيرة لكنها الآن أصبحت ناديا يتجمع فيه الناس معا لتبادل أطراف الحديث ولقضاء أوقات طيبة. هذا شيء محزن للغاية!".
وقالت نيكي هالي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في بيان إن الأمم المتحدة "تنفق أموالا أكثر مما ينبغي، وتضع بعدة طرق عبئا ماليا على الولايات المتحدة أكبر بكثير من الدول الأخرى."
وتدفع الولايات المتحدة حاليا نحو 28 في المئة من كلفة بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة، أو 9ر7 مليار دولار سنويا، وهي أكبر حصة حاليا.
ثم تأتي كل من الصين واليابان في المرتبة التالية حيث تساهم كل منهما في حفظ السلام بنسبة 10 في المئة وتليهما ألمانيا وفرنسا بنسبة 6 في المئة لكل منهما.
ووصلت مساهمة الولايات المتحدة في ميزانية الأمم المتحدة العامة، وهي منفصلة عن ميزانية حفظ السلام، إلى 4ر5 مليار دولار، أو 22%، عن ميزانية 2017-2016، وكانت أكبر من أي بلد أخر.
وينطبق الشيء نفسه على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تشرف على الاتفاق النووي الايراني، حيث تدفع الولايات المتحدة 200 مليون دولار، أي ما يقدر بنحو ربع ميزانيتها.
وتساهم واشنطن أيضا بأكبر مبلغ من ميزانية منظمة الصحة العالمية حيث تدفع 115 مليون دولار تمثل 22% من الميزانية العامة للمنظمة.
وذكر بيان الامم المتحدة أن جوتيريش ملتزم تماما بإصلاح الأمم المتحدة وبضمان عملها ونجاحها بفعالية وبأكثر الطرق ترشيدا من ناحية التكلفة المادية.
لكنه قال في البيان إن التقليص المفاجئ للتمويل قد يدفع إلى اتخاذ تدابير تقوض تأثير الإصلاحات طويلة الأمد.
وأوضح جوتيريش أن العالم يواجه تحديات عالمية هائلة "لا يمكن معالجتها إلا من خلال نظام قوي وفعال متعدد الأطراف، تبقى الأمم المتحدة ركيزته الأساسية".