قد لا تظن أنّ الحوادث التي حولك تجعلك في حالة غضب شديدة، وقد تظن أنّ بعض المواقف التي تمر في حياتك وجعلتك تغضب غضباً شديداً تنتهي في لحظتها وتنساها، وأيضاً قد لا تظن أنّ فقد الأحبّة سواء عن طريق الهجر أو الموت سيجعلك غاضباً لمدّة طويلة، ولكن في الحقيقة الغضب يبقى إن لم نُعبّر عنه أو نتكلّم أو نتعامل معه حتى ينتهي.
يجرحك أحدهم وتقول لا يهمّني، هو يهمّك في الداخل، ولكنك تصطنع عدم الاهتمام، لأنّ الطبيعة البشرية ليست جسداً فقط، بل هي جسد وروح ومجموعة من المشاعر، ولذلك نتألم من كلمة، ونبكي من موقف، ونغضب من تصرّف.
عندما تغضب تحزن وقد يوصلك الأمر للكآبة، وليت الأمر يتوقّف عند الكآبة والحزن، للأسف في بعض الأحيان يتحوّل الغضب إلى الجسد فتمرض، ويغزوك المرض، وإن كان المرض ليس ظاهراً قد يكون داخلياً في بعض الأحيان، فتشعر بالتّعب والإرهاق الشديد والنوم، لكي تتخلّص من نوبة الغضب، ولكنّها بالتأكيد لا تذهب.
أيضاً بعد الغضب يموت شيء بداخلك، فإمّا أن تفقد الثقة فيمن حولك، أو تفقد الحب الذي جاهدت من أجله، أو تتغيّر شخصيّتك تماماً، فتكون حاد الطبع، جاداً وغير قادر على التعامل مع الآخرين، لأنّ البعض شوّه داخلك الطيّب.
الرسول (ص) تحدّث كثيراً عن الغضب، وأعطانا دواء الغضب، ولكنّ من يستطيع الاستفادة من دواء الرسول، فهو صعب جداً في بعض الأحيان، وقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنه أَنَّ رجلاً قال للنَّبيِّ : أَوصِنِي، قَال: «لا تَغْضَبْ»، فردَّد مراراً، قال: «لا تَغْضَبْ». ورواه الترمذي أيضاً: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ فقال: علِّمني شيئًا ولا تُكثرْ عليَّ لعلَّي أعيهُ، قال: «لا تغضبْ». فردَّدَ ذلكَ مراراً، كلّ ذلكَ يقولُ: «لا تغضَبْ».
ما جاء في أحاديث الرسول وفي قول علماء النفس إن الغضب مرض، وإن السكوت في بعض الأحيان حكمة، حتى لا تجرح وتُجرح، لأنّ الغضب سيفتح الكثير من الأبواب، أوّلها الهجر والقطيعة.
الخلاصة أنّنا بشر نغضب ونتألم ونسعد ونأمل، ما يهمّنا هو بعض الغضب، ما العمل؟ خاصةً إذا كنّا في موقف الحق، هل نجعل الغضب يتمكّن منّا أم نتمكّن منه؟ وبالطّبع سنقول بأنّنا نريد أن نتمكن منه، فما هي الآلية التي نتّبعها عند الغضب.
هناك كثيرٌ من الأمور التي نستطيع عملها من أجل أنفسنا، أحدها العفو، والعفو لا يعني الرجوع إلى الذين غلطوا بحقّنا وتعدّوا الحدود، ولكن العفو أن نُعطيهم سبباً لما قاموا به، حتّى نتصالح نحن مع أنفسنا، فهم قد لا يهمّهم غضبنا ولكن غضبنا يهمّنا، وإصلاح أنفسنا من الداخل يهمّنا أيضاً.
كذلك لابد أن نعي حقيقة مهمّة للجميع، بأنّ العفو عن الآخر ليس بالأمر السهل، ومن يصل إلى هذه المرتبة وصل إلى الحكمة، والحكمة لا تتأتّى إلا من الخبرة ومن المواقف، فلا تغضب لأنّك ستعيش في هذه الدنيا، وإن عشت في حالة غضب دائمة وفي غضب يتبع غضباً فلن تهنأ ولن تسعد، وهناك كثير من أمور الدنيا التي تستطيع من خلالها أن تسعد. وجمعة مباركة طيّبة من دون غضب.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5305 - الخميس 16 مارس 2017م الموافق 17 جمادى الآخرة 1438هـ
ناس عايشة على الارتزاق من وراء التضليل و التشويش .
عندما يغيب العقل ويستبدل بأخرى لا تفيد بل تقدس أيضا فاعلموا أن مصيرنا هو مزبلة التاريخ
الحمد لله علي نعمه الاسلام وحكومتنا الموقره بس في ناس مايبين في عينها
الحمد الله على نعمة العقل الكاتبة تتكلم عن موضوع (الغضب) واعتقد انك لا تعرف هل هو فعل أم صفة أم فعل ماضي أم مضارع !!! آش دخل الح.. في كلام الكاتبة؟؟ اقراء الموضوع مرة ثانية وثالثة يمكن تعرف قصد الكاتبة وتستفيد من نصيحتها!!!!
.. يقصد الي يعملون ضد وطنهم بالوكاله وشكرا
معلق رقم 1
وكأنه لا يوجد مسلم إلا أنت
وكأن المطالبة بالحقوق تخرج الانسان من الملّة ومن الوطنية
وكأنكم تعيشون وحدكم في العالم ولا ترون ماذا يحصل مع الشعوب التي لديها ديمقراطية وتعامل بكل
احترام في حالة قصّرت الحكومات في تأدية واجبها نرى كيفية الاحتجاجات حتى نحمد الله اننا لم
نصل الى ما وصلوا اليه رغم انهم شعوب متقدّمة .
لكنكم لا تحمدون ربّكم على هذه النوعية من الشعوب الواعية
الحمد لله رب العالمين من ايام العلقمي ومن اتو اي 1438 سنه كلما اوقدوا نار اطفاها الله وسيظلون مخذولين حتي قيام الساعه
اي نوعيه من الاطارات او تاخير الناس عن اعمالهم
وين راح فكرك الموضوع في واد وانت في وادي...
ينطبق على هذا الصنف من الناس قدم له علف يرعى مع الغنم