كان البرتغالي ليوناردو جارديم في السادسة عشرة عندما درب فريقا لكرة اليد وفريق كرة قدم للأطفال في الوقت ذاته في جزيرة ماديرا، ليجد نفسه بعد 24 عاما وقد وضع موناكو الفرنسي على خريطة الاندية البارزة أوروبيا.
للمرة الثانية منذ 2015، يقود جارديم النادي الفرنسي الى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بفوزه على مانشستر سيتي الانكليزي 3-1 في اياب ثمن النهائي، بعد خسارته ذهابا 3-5.
ولد جارديم (42 عاما) في فنزويلا من أبوين برتغاليين وعاد في سن صغيرة إلى بلاده، حيث وقف في مدينة فونشال على منضدة المطعم العائلي يقلب صفحات كتبه قبل نيل شهادة العلوم الرياضية.
في سن الرابعة والعشرين، أصبح أصغر حامل لشهادة المستوى الرابع، الأعلى من قبل الاتحاد الأوروبي، وركز في أطروحته على الركنيات في كأس أوروبا 1996.
وقول استاذه هلدر لوبيس مدرسه لموقع "مايس فوتبول" البرتغالي، "لقد نال علامة 17 أو 18 (من 20)، لم أعد أذكر".
وعلى غرار مواطنيه جوزيه مورينيو وأندريه فيلاش بواش، اكتسى جارديم برداء المدرب المثقف كرويا على رغم انه لم يكن لاعبا ماهرا.
بعد ثلاث سنوات من نيله شهادته، استهل جارديم مهنته. عرف دوري النخبة مع بيرامار بعمر السادسة والثلاثين، ثم حل في موسمه الاول والوحيد مع براغا ثالثا في الدوري عام 2012.
قال لطفله الصغير انه يريد ترك البلاد "لتطوير مسيرته، لأن ماديرا أصبحت ضيقة. الهدف أن نحصل على استقرار مادي في خمس سنوات. إذا لم يحصل ذلك، سأعود إلى ماديرا".
بين ربيع 2012 وشتاء 2013، أشرف على أولمبياكوس اليوناني، خاض معه دوري الابطال لأول مرة، وأقيل برغم صدارة الفريق ترتيب الدوري بفارق 10 نقاط عن اقرب منافسيه. عاد إلى بلاده وتسلم سبورتينغ ليحل معه وصيفا ويؤهله إلى دوري الأبطال.
عيّن في صيف 2014 مدربا لموناكو، فقاده الى المركز الثالث في أول موسمين ويتصدر راهنا ترتيب الدوري الفرنسي بفارق 3 نقاط عن باريس سان جرمان حامل اللقب في المواسم الاربعة الاخيرة.
قاد موناكو لربع نهائي دوري الأبطال 2015 بعدما تخطى أرسنال الانكليزي في الدور ثمن النهائي، ليسقط أمام يوفنتوس الايطالي.
وفي موسم 2016-2017، كرر موناكو انجاز بلوغ ربع النهائي بعد تخطيه مانشستر سيتي ومدربه الاسباني جوسيب غوارديولا.
نجح رجال جارديم بقلب تأخرهم ذهابا 1-5 إلى فوز لافت 3-1 على ملعب الإمارة "لويس الثاني".
اكتشاف المواهب
ويقول لوبيس ان جارديم "ليس خبيرا تكتيكيا، كما يذكر غالبا. تكمن قوته في فهم كرة القدم كظاهرة معقدة، ومحاولة اللعب على كل المتغيرات".
يتميز جارديم بقدرته على التعامل مع الشبان وإيصالهم إلى أعلى المستويات، فتألق مع موناكو هذا الموسم مواطنه برناردو سيلفا (22 عاما)، كيليان مبابي (18 عاما)، بنجامان مندي (22 عاما)، البرازيليان فابينيو (23 عاما) وجيمرسون (24 عاما)، توماس ليمار (21 عاما)، وتييمويه باغايوكو (22 عاما).
ويقول جارديم الذي خلف الايطالي كلاوديو رانييري في تدريب موناكو ""خط عملي الرئيس هو أن نتدرب بنفس الطريقة التي سنخوض فيها المباريات. هدفي أن ننافس في كل البطولات ونفوز في المباريات، مع مستوى جميل لجذب المتفرجين".
قبل مباراة سيتي الاخيرة، قال للاعبين: "نضغط في الشوط الأول: نحن مرتاحون وسنضغط عليهم. لن ندع سيتي يمس الكرة".