جُننت أم لستُ وحدي من البشر يُخالط عقلي طوفانٌ من الأفكار لا مرسى لها وياليتها أفكارٌ فحسب فكرةٌ نقيض فكرة يتأزم عقلي حين اخلد إلى النوم هكذا هو كل يوم أضع جدولاً ليومي القادم سأفعل هذا وهذا لن أزحمَ نفسي لكي لا أمل سأستيقظ في هذه الساعة سأكوي ملابسي ثم استحم ثم أفطر ثم ثم ثم.
تطرق الباب وصوت أساور يدها يُدوّي وكأن الطرق فوقَ رأسي.
أمي: استيقظي واستعجلي لا وقت لديكِ.
أنا: يا إلهي نِمتُ لتوي.
وأقوم على مضض وكل ما دار في رأسي قبل نومي تبخر... وعلى عجل أستحم وأرتدي ملابسي وأبحث عن أغراضي وأحاول التذكر في زحمة توتري لعلي نسيتُ شيئاً أنظر لساعتي لقد تأخرت لا وقت لأفطر.
على عجل أركض أسابق الزمن وكأن استعجالي سيوصلني مع الوقت أو قبله.
رباه ما هذا الازدحام في كل الطُرقات أَهو المحشرُ على الأرض أم ماذا! وأبدأ الطقطقة بأظافري على مقود السيارة.
وكعادتي أصلُ متأخرة... سيُخصم من راتبي.
جود: ها أنتِ اتصل بكِ لما لا تردين.
أنا: معقول لم أسمع رنين هاتفي.
جود: انظري لهاتفك ارهقتهُ باتصالاتي.
وأبحث في حقيبتي التي سحبتها على عجل.
أنا: أووه لقد نسيته في الحقيبة الأخرى.
جود: أنتِ تعلمين بأن المدير الجديد صارمٌ جداً أظنه يتوعدك بالويل والثبور.
أنا: لا يخرج من فاهكِ كلمة رحومة.
رائد: مرحباً.
أنا وجود: أهلاً بك.
رائد: ندى المدير ينتظرك.
انظر إلى جود.
جود: ألم أخبرك.
أنا: غرابٌ لا تُنبئين بخيرٍ أبداً.
أذهب متثاقله خطوة للأمام وعشرٌ للخلف أحدّث نفسي سأصل فالنهاية لأذهب وأرى ما ينتظرني من هذا المدير المتجهم.
أطرق فيرُد.
المدير: ادخلي.
أنا في نفسي: كيف علم بأن التي تطرق الباب فتاة لربما أخبره رائد فتوقع مقدمي.
دخلت مكرهة وحييته فرد التحية.
المدير مشيراً: تفضلي بالجلوس.
جلست أنتظر ما سيقول
المدير: وصلتكِ ثلاثة إنذارات تأخير خلال شهر.
اصفرّ وجهي وعقبت بـ : نعم.
المدير: أتريدين ان تفصلي؟
هززت رأسي بـ لا
المدير: لكِ فرصةٌ أخيرة لتنضبطي وإلا سيصلك إخطارٌ بالفصل خُصمَ منك شهران فلم يُثنكِ ذلك.
سكت قليلاً ثم سأل: هل هناكَ مشكله.
أجبته: لا يا أستاذ.
المدير: إذاً أتمنى أن تكوني مسئولة بالتزامك بوقت الدوام أخالُكِ فتاة نشيطة في العمل متفانية وتحبين إنجاز المطلوب فلا تجعلي الشركة تخسرك.
هززت رأسي بخجل حسناً... وأشار لي بالانصراف
لا أراه بذلك السوء الذي يتحدثون عنه.
بانتظار الخبر فضولاً جود: ماذا حدث هل خصم لك أيضاً أم هو فصل.
قلت: أعطاني فرصة أخيرة.
ضحكت متعجبة ثم عقبت: ستفصلين الشهر القادم.
وجهتُ لها نظرةً كالسهم أخرستها ثم باشرتُ عملي
إلى متى يا ندى تهدرين الوقت وتتعبين عقلك بلا فائدة وبالنهاية لا شيء مما خططتِ له تفعلين هكذا كنتُ أحدثُ نفسي وأعاتبها.
يا ترى هل سيجيئ يوم أنظم فيه عقلي وأنتظم.
ندى تمثلني
بالتوفيق عزيزتي