عقد المؤتمر الثالث والعشرون لجمعية المكتبات المتخصصة (فرع الخليج العربي) في مملكة البحرين في الفترة من 7-9 مارس/ آذار العام 2017، وقد حضر المؤتمر والمعرض المشارك له زهاء 400 مشارك من مختلف بلدان العالم.
وتعد جمعية المكتبات المتخصصة والتي تأسست في الولايات المتحدة الأميركية في العام 1905م من بين أهم الجمعيات التي تهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات على اختلاف أنواعها، حيث تعمل على تنمية قدرات العاملين بتلك المكتبات ومراكز المعلومات بصورة مستمرة لمواكبة التطورات الحاصلة في مجال تقنيات المعرفة بمختلف توجهاتها. ويبلغ عدد أعضاء جمعية المكتبات المتخصصة 12000 عضواً منتشرين في 83 دولة في العالم.
ونظراً لأهمية هذه الجمعية فقد تأسس فرع لها في دول الخليج العربي في العام 1992م ومقره البحرين، على أن يعقد مؤتمره سنوياً في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي. وقد عقد المؤتمر الأول العام 1993 والمؤتمر الثاني العام 1994م في مدينة المنامة وفي 1995م نظم المعرض خارج دولة المقر، حيث نظم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهكذا أخذ المؤتمر ينظم كل عام في دولة خليجية. وعاد المؤتمر هذا العام 2017م ليحط رحاله للمرة السادسة على أرض البحرين.
لقد حقق المؤتمر الثالث والعشرون لجمعية المكتبات المتخصصة (فرع الخليج العربي) الذي عقد في المنامة جميع الأهداف المرسومة له، والتي من بين أهمها التقاء المسئولين والمتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات من مختلف دول العالم لتبادل الخبرات فيما بينهم. كما استطاع هذا المؤتمر بالذات من تطوير مهارات المشاركين عن طريق الاستماع إلى الأوراق البحثية المقدمة في المؤتمر التي بلغ عددها 32 ورقة علمية محكمة، وهي أبحاث في غاية الأهمية؛ لأنها تعرض أهم الإنجازات العلمية في مجال المكتبات والمعلومات، إضافة إلى تقديم 28 محاضرة من قبل مجموعة مختارة من خبراء عالميين من أصحاب الاختصاص.
ويمثل تنظيم المعرض المصاحب للمؤتمر نقطة مفصلية في دفع هذا المؤتمر إلى الأمام. فقد شاركت في هذا المعرض 95 مؤسسة وشركة عالمية تنتج برامج وأجهزة حوسبية متطورة، وأجهزة تصوير الكتب والدوريات والوثائق بالغة الدقة تتيح جميعها خيارات للمسئولين عن المكتبات لشراء تلك الأجهزة والبرامج باعتبارها أهم الفرص، بخاصة وأن تلك الشركات والمؤسسات هي مؤسسات وشركات عالمية، لها شهرتها في مجال تقنية المعلومات بصورتها الواسعة، حيث تتجمع في مكان واحد وهو المعرض المصاحب للمؤتمر.
وقد تميز مؤتمر هذا العام بعقد مجموعة من ورش العمل تم تنفيذها من قبل أصحاب الخبرة والاختصاص، الأمر الذي جعل هذا المؤتمر نقطة تحول في تطوير المكتبات ومراكز المعلومات. كما أن محاور المؤتمر الثالث والعشرين جسدت عنوان المؤتمر (جودة برامج التدريب والتأهيل في المكتبات ومراكز المعلومات خريطة الطريق نحو الاعتماد المهني والأكاديمي). فقد غطى المحور الأول النظم المهنية المعتمدة على الحوسبة الحسابية، والتي تمثلت في ثلاث مجالات هي: جودة المعلومات، وأمن المعلومات، وتأثير تقنيات المعلومات والرقمنة في جودة وأمن المعلومات.
أما المحور الثاني فقد غطى الاعتماد المهني كوسيلة للحصول على شهادة في المكتبات ودراسات المعلومات، حيث ركز هذا المحور على: البرامج التدريبية المرخصة، والجمعيات المهنية والاعتماد إضافة إلى الكفايات المهنية الدولية، ودور الجمعيات المهنية والمؤسسات الدولية في تحسين جودة المهنة.
تناول المحور الثالث مجموعة مجالات في غاية الأهمية غطت: الاعتماد والمؤهلات المهنية، والمقاييس الدولية للاعتماد الأكاديمي، مع التركيز على أفضل الممارسات العربية لتحقيق الاعتماد الأكاديمي باعتبار الاعتماد هو الوسيلة الرئيسية والمهمة لتغيير بيئة التعليم والتدريب في المكتبات والمعلومات.
ركز المحور الرابع على متطلبات سوق العمل وترخيص البرامج التدريبية والتعليمية، ودور المعارض والناشرين والمجهزين وشركات التقنية في ضمان جودة خدمات المعلومات. أما المحور الخامس فقد شمل القياسات والمقاييس المعتمدة في خدمات المكتبات والمعلومات والتعليم.
لقد كان العامل الرئيسي في تميز ونجاح المؤتمر الثالث والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة (فرع الخليج العربي) يرجع إلى الدور الذي لعبه مركز عيسى الثقافي الذي أسس لدعم وتطوير الأنشطة الثقافية على اختلاف أنواعها.
فقد أثمرت توجهات رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وكذلك اهتمام نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي للمركز الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة عن رعاية مركز عيسى الثقافي للمؤتمر، ودعم فعالياته المختلفة من قبل مركز عيسى الثقافي مادياً ومعنوياً، الأمر الذي أدى إلى نجاح المؤتمر وتحقيق جميع الأهداف التي رسمت له.
إن نجاح وتميز مؤتمر المكتبات المتخصصة (فرع الخليج العربي) يدل دلالة واضحة على الجهود التي تبذلها حكومة البحرين في سبيل تنشيط الحركة الثقافية والمعلوماتية وتفعيلها. وإن حضور أكثر من 400 مشارك من مختلف قارات العالم في المؤتمر يؤكد مكانة مملكة البحرين كدولة راعية للثقافة على المستوى العالمي، كما يؤكد دور مركز عيسى الثقافي الذي يسعى جاهداً لتحقيق توجيهات وتطلعات عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الرامية إلى جعل هذا المركز منارة علم وثقافة، حيث بيّن جلالته في كلمته السامية عند افتتاح مركز عيسى الثقافي في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2008م وذلك بقوله: «نريد لمركز عيسى الثقافي أن يكون كما كانت البحرين منذ فجر نهضتها مركز إشعاع حضارياً منفتحاً على مراكز الفكر الرصين في العالم، ومستوعباً لكل جديد ومفيد من العطاء الإنساني، وأن يبقى رمزاً على مر الزمن لتقدم البحرين ورقيها».
وأنهى جلالته كلمته السامية بقوله: «إننا نتمنى كل توفيق وسداد لمركز عيسى الثقافي في إغناء الثقافة البحرينية والعربية والإسلامية والإنسانية لإنجاز ثقافي وطني نفخر به».
إقرأ أيضا لـ "منصور محمد سرحان"العدد 5304 - الأربعاء 15 مارس 2017م الموافق 16 جمادى الآخرة 1438هـ