العدد 5304 - الأربعاء 15 مارس 2017م الموافق 16 جمادى الآخرة 1438هـ

32 قتيلاً في تفجيرين انتحاريين بدمشق مع دخول النزاع عامه السابع

آثار الدمار بعد هجوم انتحاري داخل مطعم في منطقة حي الربوة بدمشق - reuters
آثار الدمار بعد هجوم انتحاري داخل مطعم في منطقة حي الربوة بدمشق - reuters

استهدف تفجيران انتحاريان أمس الأربعاء (15 مارس/ آذار 2017) العاصمة السورية بفارق أقل من ساعتين وأوقع أحدهما 32 قتيلاً على الأقل، مع دخول النزاع السوري عامه السابع في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب المدمرة.

دبلوماسياً، انتهت أمس (الأربعاء) في أستانا جولة ثالثة من المحادثات السورية برعاية روسيا وإيران حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة بدون إحراز تقدم ملموس فيما غابت عنها فصائل المعارضة احتجاجاً على عدم تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد.

وفجر «إرهابي» نفسه أمس في حرم القصر العدلي القديم في دمشق، وفق الإعلام الرسمي. ويضم موقع التفجير المحكمتين الشرعية والجزائية، وهو محاذ لسوق الحميدية الشهير في وسط دمشق.

وقال مصدر في شرطة دمشق لوكالة «فرانس برس» إن هذا التفجير «أوقع 32 قتيلاً على الأقل ومئة مصاب» بعد حصيلة أولية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) وأفادت بـ «ارتقاء 25 شهيداً».

وقال جريح ضُمدت عينه اليسرى وكان يزور القصر العدلي لإنجاز معاملة للتلفزيون الرسمي «سمعت ضجيجاً والتفت يساراً لأجد شخصاً بديناً يرتدي سترة عسكرية ويصرخ وهو يرفع يديه (الله أكبر) قبل أن يحدث الانفجار وأقع أرضاً».

وتظهر مشاهد بثها التلفزيون السوري من موقع التفجير الانتحاري، بقعاً كبيرة من الدماء، وأشلاء متناثرة على الأرض مع زجاج مكسور داخل قاعة تعلوها صورة للرئيس السوري بشار الأسد.

وقع التفجير الأول عند الساعة الواحدة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي (11,10 ت غ)، قبل أن يقدم انتحاري آخر على تفجير نفسه في غرب العاصمة قرابة الساعة الثالثة (13,00 ت غ) متسبباً بإصابة 25 شخصاً بجروح، وفق مصدر في شرطة دمشق.

ونقلت «سانا» أن «إرهابياً انتحارياً فجر نفسه بحزام ناسف داخل أحد المطاعم في منطقة الربوة»، كما أوضح التلفزيون أن الانتحاري فجر نفسه «بعد مطاردته ومحاصرته من قبل الجهات المختصة».

ولم تتبن أي جهة العمليتين.

بانتظار التسوية

وفي ظل مراوحة الجهود الدبلوماسية حتى اللحظة مكانها، يعتبر الأستاذ الجامعي ومدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، كريم بيطار إنه «ما لم يتم التوصل إلى حل ساسي شامل...، فإن سورية قد تبقى في حالة حرب لسنوات».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في بيان أمس (الأربعاء) الى العمل على «تعزيز» وقف إطلاق النار، مناشداً كل الجهات المؤثرة على أطراف النزاع «تجاوز خلافاتهم والعمل معاً... للمساهمة في إنجاح المفاوضات السورية» في جنيف.

وقال إن «السلام في سورية هو ضرورة أخلاقية وسياسية» للسوريين وللعالم.

وانتهت أمس جولة ثالثة من محادثات أستانا بدون تحقيق تقدم ملموس في غياب الفصائل المعارضة احتجاجاً على استمرار خرق وقف إطلاق النار، الساري في منذ 30 ديسمبر/ كانون الأول.

واعتبر رئيس وفد الحكومة السورية، بشار الجعفري أن غياب وفد المعارضة «استهتار بالعملية بكاملها».

وتستبق محادثات أستانا جولة خامسة من مفاوضات السلام بشأن سورية حددتها الأمم المتحدة في 23 من الشهر الجاري.

وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية بعد تطورات ميدانية ودبلوماسية أبرزها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الأشهر الأخيرة لا سيما في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا وروسيا، فضلاً عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن وعدم وضوح موقفه من الأزمة السورية.

العدد 5304 - الأربعاء 15 مارس 2017م الموافق 16 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً