في العام 1954 تم ابتعاث ثلاثة طلاب إلى الجامعة الأميركية في بيروت، اثنان منهم حاصلان على بعثة من الحكومة والثالث على منحة من شركة نفط البحرين. كما حصل طالب آخر على منحة للدراسة في بغداد من حكومة العراق. بالإضافة إلى ذلك سافر بعض الطلاب للدراسة في الخارج على نفقة ذويهم إلى مصر والعراق وبيروت والمملكة المتحدة، وقد مضى على بعض الطلاب الآخرين عدة سنوات من الدراسة بالخارج.
وجاء في التقرير السنوي لعام 1954 ان ترتيبات الدراسة بالخارج؛ وخاصة من قبل أولياء الأمور لتعليم أبنائهم في بريطانيا قد تكون غير موفقة في أغلب الأحيان؛ وخصوصاً في حالة الأبناء الأثرياء الذين يعيشون على حسابهم الخاص في لندن ويحضرون أو لا يحضرون الفصول الدراسية.
أما بالنسبة إلى التعليم الجامعي للبنات في ذلك العام فقد منحت طالبة ثانية بعثة من حكومة البحرين للدراسة في الكلية السورية البريطانية في بيروت، وعلى رغم كون الدراسة في هذه الكلية باللغة الإنجليزية فإن الطالبة نجحت في الحصول على القبول في الفصل الصحيح اعتماداً على درجاتها في البحرين، وهناك تقارير جيدة حول تطورها الدراسي تسلمتها إدارة تعليم البنات، وقد بلغ عدد الطالبات البحرينيات اللواتي يدرسن في تلك الكلية طالبتين ومازال من الصعب إقناع أولياء الأمور السماح لبناتهم بالدراسة العليا في الخارج حتى لو كان ذلك على نفقة الحكومة.
وفي العام 1955 أرسل ستة طلاّب آخرون الى الجامعة الأميركية في بيروت كما سافر عدد من الطلاب الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة إلى مصر والعراق ولبنان والبعض الآخر سافر إلى بريطانيا أو الهند. وفي هذا العام نقلت واحدة من الطالبتين المذكورتين أعلاه الى مستشفى همر سميث في لندن للتدرب كممرضة بينما ظلت الأخرى في الكلية.
وفي العام 1956 تم ابتعاث طالبين الى الجامعة الأميركية، وكان الطالب يوسف محمد صالح الذي خسر بعثته قبل 3 سنوات والتحق بالعمل الحكومي قد أعطي فرصة أخرى للدراسة الجامعية واجتاز الامتحانات المطلوبة، أما كريم الصفار الذي خسر بعثته وفقاً لسجله الأكاديمي فقد حصل على بعثة ثانية للدراسة بالجامعة الأميركية في القاهرة بعد أن حقق تقدماً جيداً في دراسته... وقد التحق في هذا العام 7 طلاب بالجامعات العراقية بعد حصولهم على منح من الحكومة العراقية، بينما سافر عدد آخر إلى مصر والمملكة المتحدة للدراسة على حسابهم الخاص.
وفي العام 1957 أرسل خمسة طلاب جدد إلى الجامعة الأميركية في بيروت، وتم قبول طالب آخر بكلية الفنون الجميلة في بغداد، كما سافر عدة طلاب إلى المملكة المتحدة ومصر على حسابهم الخاص. وقد أكمل عبدالملك الحمر دراسته الجامعية وحصل على ليسانس الآداب وشهادة التربية الاعتيادية من الجامعة الأميركية في بيروت وتم تعيينه مدرساً بالمدرسة الثانوية.
وفي هذا العام أيضاً ابتعثت الحكومة طالبتين من المتفوقات في الصف الرابع الثانوي (الثاني الثانوي) إلى الكلية الأهلية في بيروت، وقد بلغ عدد الطالبات اللواتي يدرسن في العاصمة اللبنانية حتى ذلك العام ست طالبات، بالإضافة إلى طالبتين تدرسان في بريطانيا.
وفي العام 1958 ابتعث طالب واحد إلى المملكة المتحدة بعد حصوله على منحة من المجلس الثقافي البريطاني للدراسة العليا (الماجستير)، وقد أكمل هذا العام 8 طلاب بحرينيين، أربعة منهم يدرسون على نفقة الحكومة مقرراتهم الجامعية عقب إنهائهم متطلبات الدراسة وتم تعيين سبعة منهم في دائرة المعارف، بينما سافر الطالب الثامن للدراسة العليا في بريطانيا.
وفي العام 1959 ابتعثت الحكومة عشرة طلاب إلى بيروت وخمسة آخرين إلى مصر عقب حصولهم على منح للدراسة في الجامعات المصرية. كما ابتعث طالبان إلى بريطانيا لتلقي التدريب الفني الإضافي بعد إكمال تدريبهما الصناعي في البحرين. وقد رتب المجلس الثقافي البريطاني زيارة تعليمية ليعقوب القوز مساعد مدير المعارف لكي يتعرف على التعليم الابتدائي في المملكة المتحدة، كما ابتعث محمد صنقور، أمين المكتبة العامة بالمنامة، للتدرب على أعمال المكتبات، وعاد عبدالملك الحمر من المملكة المتحدة عقب قضاء فترة تدريبية مدتها عام واحد واستأنف عمله بالمدرسة الثانوية. وجميع الترتيبات الدراسية السابقة تمت من خلال المجلس الثقافي البريطاني بالبحرين.
وفي العام نفسه، تم طرح برنامج للمعونة الدراسية يهدف إلى مساعدة الطلاب الذين يدرسون بالخارج على نفقتهم الخاصة، وذلك بعد إكمالهم متطلبات جامعية معينة، وقد استفاد من هذا البرنامج 46 طالباً يدرسون في مصر والمملكة المتحدة.
وفي العام 1959 أيضاً تم ابتعاث أربع طالبات إلى كلية بيروت للبنات لكن لسوء الحظ عادت اثنتان منهن قبل نهاية الصيف بعد أن قررتا عدم مواصلة الدراسة، وقد حصلت طالبتان سبق لهما الالتحاق بالكلية في أكتوبر/ تشرين الأول 1956 على الشهادة الجامعية في شهر يونيو/ حزيران 1959.
المصادر: التقارير السنوية لحكومة البحرين في الخمسينيات.