العدد 5304 - الأربعاء 15 مارس 2017م الموافق 16 جمادى الآخرة 1438هـ

كثيرون يبدؤون قراءة الكتب... قليلون من يُنهيها

بيكيتي على قائمة «غير مقروء» للكتب الأكثر مبيعاً...

توماس بيكيتي مع كتابه «رأس المال في القرن الحادي والعشرين»
توماس بيكيتي مع كتابه «رأس المال في القرن الحادي والعشرين»

كما أن هناك اهتماماً بإعداد قائمة بأكثر الكتب مبيعاً ومتابعتها، يوجد اليوم اهتمام مقابل لذلك يُعنى بإعداد قائمة مع فارق رصد الذين يقتنون تلك الإصدارات ومتابعة حركة قراءتها؛ إذا ليس بالضرورة أن يكون الكتاب مقروءاً ذلك الذي يبيع 5 ملايين نسخة في شهر، على سبيل المثال. مقروء من الذين اقتنوه. هنالك من يقتني دون أن يقرأ، وهنالك من يقتني ويبدأ القراءة ولكنه لا يكملها؛ ويظل في النهاية ضمن الذين لم يقرؤوا. لائحة جديدة ترصد تلك الحالات ومؤشر البيع في ارتفاع لقراءٍ شريحة كبيرة منهم لا تكمل ما بدأت قراءته.

ليزي ديردين تسلّط الضوء على القائمة تلك في تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» في عددها بتاريخ 8 يوليو/تموز 2014؛ حيث تشير إلى أياً منا بحاجة إلى كتاب «تأخذه معك في عطلة ولكنك لا ترغب في قراءة صيفٍ. (قراءة الصيف هنا أيضاً تعبير عن تمضية الوقت بأي قراءة وليس مهما جديتها وعمقها، وفيه تكثر أيضاً الكتب غير المقروءة) أنت تريد كتاباً من شأنه توسيع عقلك وانفتاحه».

ما هو أفضل وقت يمكنك فيه محاولة القراءة؟ هل هو كتاب ستيفن هوكينغ «تاريخٌ موجزٌ للزمن» أم «رأس المال في القرن الحادي والعشرين» لتوماس بيكيتي؟

كتاب بيكيتي يقع في 577 صفحة، وحظي بإقبال كبير جداً، واحتل مكانة مرموقة في المشهد الثقافي الأميركي. كما تصدّر قامة صحيفة «نيويورك تايمز» لأكثر الكتب مبيعاً بعدما حلّ في المركز السادس عشر، وهو مركز مرتفع بالنسبة إلى كتاب أكاديمي.

إنه مسعى نبيل ولكنه محكوم بالفشل بالنسبة إلى كثير من الناس الذين لا يتمكّنون من الوصول إلى قراءة الصفحة الأخيرة.

الكتابان من بين أكثر الكتب شيوعاً في الصيف المعتاد للكتب «غير المقروءة»، واللذان تم ركنهما جانباً قبل أن يتم استكمال قراءتهما. هذا إن تم استكمالهما!

ضمن تلك المحاولة في الرصد، صنّف عالم رياضيات أميركي قائمة للكتب المُهمَلة باستخدام ميزة تسلط الضوء على كتب الخيال العلمي. الأستاذ في جامعة ويسكونسن – ماديسون، جوردان إلينبيرغ أنشأ مؤشر هوكينغ لحساب كيف أن المقاطع التي تم تسليط الضوء عليها تلك المنتشرة في الكتب الشعبية، تكون رهن توقف الناس عندها، وذلك ما يدفعهم إلى التوقف عن القراءة.

وكتب إيلينبيرغ معترفاً في صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن الطريقة تلك ليست علمية عن بعد ولا يمكن التحكّم بها (بمعنى لا يمكنك إجراء الطريقة في أمكنة لا مباشرة لك فيها)، وكانت (الطريقة) لأغراض الترفيه فقط» قبل تطبيقها على بعض من أفضل الكتب مبيعاً على موقع «أمازون».

برزت معظم الكتب «غير المقروءة» مثل «رأس المال في القرن الحادي والعشرين» لتوماس بيكيتي، وبنسبة 2.4 في المئة على مؤشر هوكينغ.

وحول ذلك، كتب الخبير الاقتصادي الفرنسي بيكيتي، أن التفاوت العالمي، جعل إلينبيرغ يكتب مستاء: «إن الكتاب خرج قبل ثلاثة أشهر فقط. وهذه المسابقة لمّا تغلق بعد».

وفي ما يقرب من 700 صفحة من الحجم الكبير، كان آخر من أبرزت شعبيته على المؤشر ينتهي كتابه عند الصفحة السادسة والعشرين وبالكاد حصل على 4 في المئة عن الكتاب كله.

كتاب هوكينغ «تاريخٌ موجزٌ للزمن» ألهم الاسم الذي اتخذه المؤشر لنفسه، غير أن الكتاب جاء في المركز الثاني على بنسبة 6.6 في المئة.

وشملت الكتب الأخرى «غير المقروءة» كتاب «التفكير السريع والبطيء» لدانيال كانيمان.

وقال إيلينبيرغ مازحاً: «يبدو أن القراءة كانت بطيئة أكثر منها سريعة»، وعلى رغم الإنصاف الذي بيّنه المؤشر، من حيث النسبة التي تحصّل عليها؛ إلا أن الكاتب فاز بجائزة نوبل التذكارية في الاقتصاد وجائزة تومي العلمية وهي «في الطليعة من علم النفس المعرفي».

ومازالت رواية «خمسون ظلاً رمادياً»، ضمن قوائم «أمازون» لأفضل الكتب مبيعاً، وجاءت في المنتصف على المؤشر بنسبة 25.9 في المئة.

أعلى الكتب الأكثر

مبيعاً التي لم تُنْهَ قراءة

على ما يبدو، يحب القراء أن يتتبّعوا المسلسلات والشخصيات المفضّلة تلك التي تتميّز بشعارات مفيدة وذات معنى مثل: «العمل على تنمية الناس، أسمى من الدعوة إلى القيادة».

على الطرف الآخر من المؤشر بدت رواية «الحسّون» لدونا تارت وكأنها كتاب تمت قراءته من الغلاف إلى الغلاف وحظيت بنسبة 98.5 في المئة على المؤشر.

يذكر، أن رواية «الحسّون» احتفظت بالمركز الأول في قائمة «نيويورك تايمز» للروايات الأكثر مبيعاً سواء للنسخ الورقية أو الالكترونية للأسبوع الرابع.

جميع المراكز التي تم تسليط الضوء عليها تأتي من العشرين صفحة الأخيرة من الروايات الحائزة على جائزة بوليتزر.

«اصطياد النار»، وهو الكتاب الثاني من ثلاثية ناجحة بشكل هائل لسوزان كولينز «لعبة الجوع»، جاءت في المركز الثاني بنسبة 43.4 في المئة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:17 م

      أنا أعاني من نفس المشكلة حتى هذا المقال لم أقرأه كاملًا!

اقرأ ايضاً