واصل موناكو الفرنسي مغامرته في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما صعد لدور الثمانية للمسابقة القارية عقب فوزه الثمين والمستحق 3 / 1 على ضيفه مانشستر سيتي الانجليزي في إياب دور الـ16 للبطولة الأربعاء (15 مارس/ آذار 2017).
وكانت مباراة الذهاب التي جرت بين الفريقين على ملعب (الاتحاد) معقل سيتي الشهر الماضي قد انتهت بفوز الفريق الانجليزي 5 / 3، ليتعادل الفريقان 6 / 6 في مجموع لقائي الذهاب والعودة، ويظفر موناكو ببطاقة الصعود لدور الثمانية لتفوقه بفارق الأهداف المسجلة في ملعب المنافس. واستغل موناكو، الذي غاب عنه نجمه الكولومبي رادميل فالكاو بسبب الإصابة، الظهور الباهت لمانشستر سيتي في الشوط الأول، ليسجل كيليان مبابي وفابينيو الهدفين الأول والثاني لأصحاب الأرض في الدقيقتين الثامنة و.29 واستعاد مانشستر سيتي بعضا من اتزانه المفقود في الشوط الثاني، ليحرز نجمه الألماني الشاب ليروي ساني هدفا في الدقيقة .71 ولكن الفريق السماوي لم يهنأ كثيرا بهدف اللاعب الألماني الشاب، الذي كان كفيلا بتأهله للدور المقبل، بعدما أضاف تيموي باكايوكو الهدف الثالث لموناكو في الدقيقة .77 بتلك النتيجة، انضم موناكو إلى قائمة الثمانية الكبار في البطولة للمرة الثانية خلال النسخ الثلاث الأخيرة لدوري الأبطال، ليعيد البسمة مرة أخرى للجماهير الفرنسية التي شعرت بخيبة أمل كبيرة عقب الخروج الموجع لباريس سان جيرمان أمام برشلونة الأسباني الأسبوع الماضي. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخفق فيها الأسباني جوسيب جوارديولا في اجتياز دور الستة عشر، بعدما سبق له أن تخطي هذا الدور في سبع مناسبات خلال تدريبه فريقي برشلونة الأسباني وبايرن ميونخ الألماني.
وبدأت المباراة بهجوم مكثف من جانب موناكو، المدعوم بعاملي الأرض والجمهور، في ظل دفاع حذر من لاعبي سيتي.
وكاد كيليان مبابي أن يفتتح التسجيل لموناكو في الدقيقة السابعة، بعدما استخلص الكرة من دفاع سيتي، ليجد نفسه منفردا بالمرمى، ولكنه سدد الكرة برعونة على يمين ويلي كاباييرو، حارس مرمى الفريق الإنجليزي، الذي أبعد الكرة إلى ركلة ركنية.
ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى أحرز مبابي هدفا لموناكو، حيث تابع تمريرة عرضية زاحفة من الناحية اليسرى عن طريق برناردو سيلفا، ليضع الكرة وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى، من بين قدمي كاباييرو وتعانق الشباك.
ارتفعت معنويات موناكو عقب هدف مبابي، واكتسب لاعبوه مزيدا من الثقة، حيث أحرز مبابي هدفا آخر في الدقيقة 16، ولكن حكم المباراة ألغاه بداعي التسلل.
وواصل سيتي ارتكاب هفواته الدفاعية الخاطئة، حيث استغل فالير جيرمان تمريرة خاطئة من فيرناندينيو في الدقيقة 18، لينطلق بالكرة في حراسة مدافعي الفريق السماوي، قبل أن يسدد من خارج منطقة الجزاء، ولكن الكرة علت العارضة بقليل.
وترجم موناكو سيطرته المطلقة على مجريات اللقاء بهدف آخر في الدقيقة 29 عن طريق البرازيلي فابينيو، بعد اختراق آخر من الجبهة اليمنى لسيتي.
وتلقى فابينيو تمريرة عرضية زاحفة من الناحية اليسرى عن طريق بينجامين ميندي، ليسدد مباشرة من داخل المنطقة، وهو خال من الرقابة، على يسار كاباييرو حارس مانشستر سيتي ويضع الكرة داخل الشباك.
اضطر مانشستر سيتي للتخلي عن حذره، وبدأ الدخول لأجواء المباراة، مستغلا تراجع موناكو إلى الدفاع، غير أن محاولات لاعبيه الهجومية افتقدت للفعالية المطلوبة.
وأطلق فابينيو تسديدة بعيدة المدى في الدقيقة، 38 ولكن الكرة اصطدمت في جسد فيرناندينيو، وينتهي الشوط الأول بتقدم موناكو بهدفين نظيفين.
بدأ الشوط الثاني بهجوم من جانب مانشستر سيتي، وكاد ديفيد سيلفا أن يفتتح التسجيل للضيوف في الدقيقة 51، بعدما تلقى تمريرة أمامية انفرد على إثرها بالمرمى، ولكن دانييل سوباسيتش حارس مرمى موناكو، أمسك الكرة في الوقت المناسب.
وسنحت فرصة محققة لسيتي في الدقيقة 57، بعدما تسلم رحيم ستيرلينج تمريرة أمامية، ليمرر كرة عرضية زاحفة من الناحية اليمنى لمنطقة الجزاء، ولكن أندريا راجي أبعد الكرة قبل أن تصل إلى قدم سيرخيو أجويرو المتابع.
أسرع مانشستر سيتي من إيقاع أداءه بمرور الوقت، وفرض هيمنته على مجريات الأمور، حيث حاصر موناكو في منطقة جزائه، وتعددت الركلات الركنية المحتسبة له، قبل أن يهدر أجويرو فرصة مؤكدة في الدقيقة .62
وانطلق ليروي ساني من الناحية اليسرى حتى وصل بالكرة إلى منطقة الجزاء، قبل أن يرسل تمريرة عرضية زاحفة لأجويرو، الذي سدد مباشرة ولكنه أطاح بالكرة بعيدا تماما عن المرمى وسط دهشة الجميع.
وأهدر أجويرو فرصة أخرى مؤكدة في الدقيقة 64، حيث تلقى ديفيد سيلفا تمريرة أمامية داخل المنطقة، ولكنه فضل تمرير الكرة للمهاجم الأرجنتيني بدلا من تسديدها نحو المرمى، ولكنه سدد الكرة برعونة، لتصطدم في جسد سوباسيتش وتخرج إلى ركلة ركنية لم تستغل.
وأهدر ساني فرصة أخرى لسيتي في الدقيقة 67، حيث تابع تمريرة أمامية، لينفرد بالمرمى من الناحية اليسرى لمنطقة الجزاء، ولكنه وضع الكرة في الشباك من الخارج.
وأجرى موناكو تبديله الأول في الدقيقة 70 بنزول ألمامي توريه بدلا من راجي المصاب.
وجاءت الدقيقة 71 لتشهد هدفا لمانشستر سيتي عن طريق ساني، بعدما تابع تسديدة من ستيرلينج أبعدها سوباسيتش، لتصل الكرة للاعب الألماني الشاب، الذي لم يجد صعوبة في إيداع الكرة داخل الشباك.
سرعان ما امتص موناكو صدمة هدف ساني، حيث استعاد الفريق الفرنسي اتزانه، بعدما سجل لاعبه تيموي باكايوكو الهدف الثالث في الدقيقة .77
وتابع باكايوكو ركلة حرة مباشرة نفذها توماس ليمار، الذي أرسل تمريرة عرضية متقنة، ليسدد اللاعب الفرنسي ضربة رأس رائعة، على يسار كاباييرو الذي حاول إبعاد الكرة دون جدوى لتسكن شباكه.
وأجرى موناكو تبديله الثاني في الدقيقة 81 بنزول جواو موتينيو بدلا من مبابي، الذي تراجع مستواه في الشوط الثاني، ليرد مانشستر سيتي بتبديله الأول بنزول كليتشي إيهيناتشو بدلا من جايل كليشيه في الدقيقة .84
شدد مانشستر سيتي من هجماته خلال الدقائق المتبقية من المباراة، بغية إحراز هدف آخر يصعد به لدور الثمانية، ولكن باءت محاولاته بالفشل، لينتهي اللقاء بفوز ثمين ومستحق لموناكو بثلاثة أهداف مقابل هدف.