تلعب التقنية والابتكار دوراً حيوياً مهماً في منح النفط الثقيل مكانة قيمة في مزيج الطاقة العالمي، بحسب خبراء مختصين في المنطقة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين (بابكو)بيتر بارتليت، إن التغلب على التحديات المتعلقة بمحاولة الاستفادة من النفط الثقيل باعتباره مورداً قيماً من موارد الطاقة، بالرغم من التعقيدات المرتبطة به، سيعتمد اعتماداً كبيراً على قدرة القطاع على تطوير حلول إنتاج مجدية تجارياً.
وأشار متحدثاً في إطار التحضيرات لانعقاد الدورة المقبلة من مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل، الذي يُعد أكبر تجمع للمختصين في هذا المجال بالمنطقة، إلى أن الوقود الأحفوري سيظل يلبي الغالبية العظمى من احتياجات الطاقة الأولية في العالم على مدى العقود القليلة المقبلة، لافتاً إلى أن ثمّة موقعاً يحتله النفط الثقيل في مزيج الوقود الأحفوري.
وأضاف "على الدول المنتجة للنفط الثقيل أن تتغلب على التحديات المرتبطة بالتكلفة مقابل البدائل المنافسة تجاريا، من أجل التمكّن من المنافسة، ومن هنا فإن الابتكار سوف يكون عاملاً حاسماً يمكّنها من القيام بذلك، ونحن في بابكو نضع النفط الثقيل في اعتبارنا عندما نشتري مزيج المواد الأولية الخاصة بالتكرير".
وقال الرئيس التنفيذي إن مشاركة بابكو في مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل "تأتي في سياق استراتيجيتنا الخاصة برصد التطورات المهمة الحاصلة في سوق النفط الثقيل"، منوّهاً بما يتيحه الحدث للجهات صاحبة المصلحة من طرق التواصل واستكشاف أحدث التقنيات وتبادل المعارف والتعرّف على أفضل الممارسات عبر سلسلة القيمة، الأمر الذي "يجعلنا مطمئنين إلى أن النفط الثقيل سيظلّ مساهماً قيماً في مزيج الطاقة العالمي المتطور".
ووفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة الاستشارات الإدارية العالمية "آرثر دي ليتل"، يشكّل النفط الثقيل ما نسبته 21 بالمئة من احتياطيات النفط الخام في العالم. وتستحوذ منطقة الشرق الأوسط على نحو 30 بالمئة منه، بواقع 971 مليار برميل.
وعلى الرغم من وفرة هذا المورد الثمين على الصعيد العالمي، تظلّ جدواه التجارية واستدامة إنتاجه تحديَين حقيقيين للبلدان المنتجة، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ويتطلب النفط الثقيل عملية تكرير قائمة على أساليب مختلفة أكثر تطوراً تقنياً في الغالب من الطرق المتبعة في تكرير النفط التقليدي، وذلك بسبب تركيبته عالية اللزوجة.
ويقام مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل 2017 تحت رعاية وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وبدعم من الهيئة الوطنية للنفط والغاز، ومن المقرر أن يتيح، على مدى يومين، فرصاً لا نظير لها للتواصل والنقاش وتبادل المعرفة والخبرات أمام المختصين والمعنيين بهذا القطاع من جميع أنحاء العالم. ويقام إلى جانب المؤتمر معرض دولي تعرض فيه شركات نفط وطنية وعالمية ومقدمو خدمات أحدث التقنيات والتطورات المتعلقة باستخراج النفط الثقيل وإنتاجه.
ويشارك في المؤتمر المزمع انعقاده بين يومي 11 و12 أبريل في فندق الخليج بالعاصمة البحرينية المنامة، ما يزيد على 40 متحدثاً و200 من المهنيين والمختصين من أكثر من 15 بلداً، علاوة على أكثر من 20 شركة عارضة، من أبرزها بابكو، ونفط الكويت، و"لوك أويل" الهندسية، و"أوكسيدنتال بتروليوم عمان"، و"شلمبرجير"، وتطوير للبترول، و"توتال إس إيه".
من جانبه، قال نائب الرئيس لقطاع الطاقة لدى شركة "دي إم جي للفعاليات"جان-فيليب كوسيه، إن تريليونات البراميل من النفط الثقيل في جميع أنحاء العالم تنتظر الاستخراج، متوقعاً أن تساهم في إطالة أمد الاعتماد على المواد الهيدروكربونية لعقود كموارد للطاقة، وأضاف: "وضع الحلول الكفيلة بتمكين القطاع من استخراج النفط الثقيل بطريقة آمنة ومستدامة ومعقولة التكلفة قد يمنح العالم نفاذاً إلى إمدادات جديدة من الطاقة". وأشار كوسيه إلى أن مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل يعمل بمثابة "حافز للتقدم في القطاع، متيحاً المجال أمام الخبراء لتبادل المعرفة والمعلومات التي من شأنها أن تمهد الطريق لمستقبل واعد لاستخراج النفط الثقيل وإنتاجه".
كذلك تتيح الدورة الثانية من مؤتمر الشرق الأوسط للنفط الثقيل المجال لإلقاء نظرة متبصرة على القطاع من خلال جلسات عمل استراتيجية وفنية سوف ينصبّ التركيز فيها على مراحل الاستخراج والنقل والتخزين والتكرير على امتداد سلسلة القيمة الخاصة بهذا المورد، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى من المؤتمر في العام 2015. وشهدت دعوة مؤتمر هذا العام المختصين لتقديم الأوراق البحثية تقديم 150 من الملخصات جرى توزيعها على خمس فئات تقنية، تشمل كامل سلسلة القيمة الخاصة بالنفط الثقيل. وقد وقع الاختيار على 25 ملخصاً لعرضها في المؤتمر، بعد تقييم دقيق أخضعت له اللجنة الفنية جميع الأوراق المقدمة.