كانت الصدفة وحدها هي ما قادني إلى أن أعرف الطفل جواد، فلم يتصل والده أو والدته بنا في «الوسط»، وليس لي سابق معرفة به أو بأهله، لحظات تلك التي كنت أتصفح بها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لأجد أمامي صورة لهذا الطفل الجميل، كتب تحتها «أنقدوا الطفل جواد»، ولم يكن فضول الصحافي هو ما قادني لتتبع موضوعه، بل كان حس الأب هو الذي دفعني دفعا لأن أقرأ قصته وأبحث عن تفاصيلها، وأذهب بلهفة لرؤية هذا الطفل الرائع في منزله، محاطا بوالده وأخته وأخيه الصغيرين.
كانت مرة يتيمة تلك التي زرته فيها في منزله، ولم أخرج إلا ونفسي تحمل من الأسى والحزن الكثير، ليس إشفاقا عليه، ولا حسرة على حال أسرة رائعة، انقلبت حياتها رأسا على عقب بسبب قدر الله وقضائه، بل لأن هذه المعاناة تحدث في هذه الأرض، وهذا الوطن الذي يحمل الكثير من الخير، ولكنه للأسف، خير يذهب غالبا ألى غير أصحابه وأهله.
ما أثار دهشتي، هي تلك العزيمة والإصرار التي قابلني بها والده عندما سألته عما إذا كان مترددا بالتبرع بكليته لولده جواد، لأنه أجابني بضرس قاطع، أنه يحلم بهذا اليوم الذي تنتهي به معاناة طفله، حتى لو كان ثمنها كليته، وجدت الحب والفرح في عينيه وهو ينطق بهذه الكلمات أمامي، فهل يصدق أحدنا أن هناك إنسانا ما غاية سعادته تكمن في اقتطاع كليته من صدره ومنحها لإنسان آخر؟
جواد بلغ أربع سنوات، عاش أغلبها بلا كليتين، بسبب مرض نادر أصابه بعد ولادته بأسابيع قليلة، مرضه لم يصبه فقط، بل أصاب كل اسرته، أمه وأباه وحتى أخوته الصغار، لأنه قلب حياتهم رأسا على عقب، معاناة أصعب من أن توصف في كلمات تكتب هنا، والمؤسف أن علاجه موجود، ولكنه غير مسموح به له، لأن من يملك القرار في علاجه، يفكر بمقدار المال الذي سيصرف عليه، أكثر مما يفكر في حق هذا الطفل في الحياة كباقي الأطفال.
من المعيب في بلد الخير، أن يترك طفل بحريني أبا عن جد مثل جواد بلا علاج، بحجة أن علاجه مكلف، وأن الموازنة لا تسمح بتحمل نفقة علاجه في الخارج، ثم يتم إبراز حجج مختلفة من أجل عرقلة علاجه، فما قيمة المال مقابل إنقاذ حياة الناس وإنهاء عذاباتهم، وهل سيقبل أولئك أن يتم التعامل معهم ذات الطريقة فيما لو أصيب ابناؤهم بذات المرض لا قدر الله؟
قبل أسابيع، غادر دنيانا الطفل الجميل خليفة، لأن علاجه تأخر، مع أنه كان بالإمكان أن تنقذ روحه البريئة من بين يدي الموت، لو لم يتم التعامل مع طفولته بمنطق الدينار، وها نحن اليوم نرى جواد يتألم وخلفه عائلته تعاني، من دون أن تلين قلوب الجهات الرسمية لذلك، وكأن قيمة الإنسان في هذا البلد أرخص من حفنة دنانير أو دولارات، تصرف الملايين منها على أمور ليست بذات الأهمية والانسانية!
عندما نفد إلى الله، سيسألنا عن كل أعمالنا، وروح هذا الطفل أمانة بين يد كل أصحاب القرار، وسيسألون عنها، حيث هناك حساب ولا عمل، ولكل إنسان ما كسبت يداه، وأنا على ثقة أنه إذا كانت الأبواب الحكومية مغلقة، فإن باب الله لا يغلق، لأن رحمته وسعت كل شيء، لذلك ندعو كل أهل الخير، ان يبدأوا حملة لإنقاذ روح جواد، وثقتنا بأهل البحرين جميعا كبيرة، فكلنا آباء وأمهات، نعرف أن حياة أطفالنا لا تقابلها كل أموال الدنيا.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 5303 - الثلثاء 14 مارس 2017م الموافق 15 جمادى الآخرة 1438هـ
اللهم بحق محمد وعترته الطيبة الطاهرة تمن على هذا الطفل بالشفاء العاجل غير الآجل .
لماذا لا تضع جريدة الوسط الغراء على عاتقها مشكورة بالإعلان عن الحملة للتبرع لحالة جواد وللحالات الإنسانية الأخرى ؟؟؟
كيف ممكن نحصل أرقام الاتصال بأهل الطفل للتواصل معهم بخصوص التبرعات ؟؟؟
عرفت ام جواد قلب ينبع بالحنان ...واخلاق راقية لا يضاهيها احد ارجو من الله العلي القدير اكرم الاكرمين ان يفرح قلبها ويسعدها وان يمن على جواد بالصحة والعافية وان ييسر لهم ما فيه خير وصلاح
واضح تهميش الوزاره لحالة الطفل اتمنى لو نسوي حملة تبرعات واسعة النطاق لتجميع المبلغ المطلوب
كان الله في عون والدي الطفل
ما في أصعب من حيرة الوالدين .
وين الصحة
وأصحاب الأيدي البيضاء
اعتقد انه غير مواطن لذلك يتم تجاهله
الصحة تتجاهل كل النداءات ولم يكن لها حتى تعليق على المقالات الصحفية، فكأن الحالة غير مهمة وان الطفل ليس من رعايا البحرين عجابه عجباه
أُمنية...
أتمنى أن تكون هذه آخر مقالة تكتب لتحريك مشاعر و إنسانية المسؤولين عن ملف جواد لإرساله للعلاج في القريب العاجل في المستشفى الفرنسي صاحب الاختصاص و الذي يعرفه جميع أصحاب الشأن.
كفا نداءات و حملات إعلامية كفا، إرحموا هذا الطفل البريء، فقد عانى ما عانى و عانى أهله كذلك مثل ما عانى.
أتمنى أن نرى في القريب العاجل صور و مقالات ما بعد العملية التي ندعو الله أن تُنجز و تتكلل بالنجاح و يعودوا لنا سالمين و أن نرى الطفل جواد يلعب مع أقرانه و يعيش حياته التي ينبغي له أن يعيشها و هو بصحة و عافية
أحسنت أستاذ واتنمى ان تصل الرسالة
الشكر الجزيل للاستاذ على هذا المقال و فعلا الطفل عانى الكثير و المدهش في الموضوع انه بدل ان تستفيد وزارة الصحة من هذا النمط الجديد في علاج هذا المرض تتملص من مسؤوليتها تجاه هذا الطفل و تماطل في إرساله للعلاج ، المتتبع لقصة الطفل يجد انه بعد حملة شرسة قام بها أهله حصل على موافقة للعلاج في أوروبا و سرعان ما تم الرفض لتتم بعدها حملة اعلامية اخرى حصل فيها على وعود بالتكفل بإجراء العملية فقط دون فترة التهيئة التي تسبق عملية الزراعة!!! ما الذي ينتظره هذا الطفل مستقبلا لا نعلم
الحمدلله في ناس تحس . شكرا لكم على هذه الكلمات ونتمنى من الله تسهيل أمر جواد ..
رسالة إلى المسؤلين واضحة انقذوا براءة الطفل ماذا لو كنتم في مكانه ؟؟
ارحموا من في أرض يرحمكم من في السماء ..نتمنى نشوف جواد بصحة وعافية