العدد 5302 - الإثنين 13 مارس 2017م الموافق 14 جمادى الآخرة 1438هـ

"صائد السوابق الصحافية عبر الزمن" ... لا يتغير الماضي وان تعددت قراءاته

في رابع عروض "مهرجان الأفلام اليابانية"

الوسط – منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

لا يمكننا تغيير أحداث التاريخ الماضية وان تعددت قراءاتنا لها، كما لا نستطيع تغيير نتائج ومصائر الأشياء والبشر وإن اختلفت تحليلاتنا لوقائع الماضي، وإن اختلف المنهج الذي ندرس عبره تلك الأحداث.  ما حدث عبر التاريخ ... مضى، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال، تغيير أي حدث أو نهاية أو مصير أو قدر، مهما وضعنا من سيناريوهات محتملة حول ما حدث وكيف حدث ولماذا حدث.

هذه هي باختصار الحقيقة التي أراد الفيلم الياباني  TIME SCOOP HUNTER (صائد السوابق الصحافية عبر الزمن) تأكيدها. الفيلم عرض مساء الأحد الماضي (12 مارس/ آذار 2017) بمتحف البحرين الوطني ضمن فعاليات "مهرجان الأفلام اليابانية"، الذي تنظمه السفارة اليابانية بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، وهو أحد برامج مهرجان ربيع الثقافة 2017.

هذا الفيلم وهو الرابع، ضمن الأفلام التي عرضها المهرجان، يمثل مزجا رائعاً لأنواع سينمائية Genres متعددة، قد يجد المتفرج صعوبة في تصور كيف يمكن لها أن تتناغم وتنتج مادة سينمائية على درجة عالية من الإمتاع والفائدة. هو فيلم خيال علمي لكنه توثيقي ودرامي وهو كذلك أحد أفلام التحقيقات المثيرة الرائعة  والذكية في الوقت ذاته. أنتج عام 2013، وهو يسرد طوال 102 دقيقة قصة تاريخية "حقيقية" دارت أحداثها في كيوتو قبل خمسة قرون من الآن.

لا تسرد القصة التاريخية بالشكل الاعتيادي المألوف، بل عبر كاميرا صحافي يتنقل عبر حقبة زمنية متعددة، يحقق في قضايا تاريخية، ويكافح أولئك الذين يرغبون في تغيير حقائق التاريخ، يؤكد هو والوكالة التي يعمل فيها، أن أحداث التاريخ الماضية لا تتغير وان حاول البعض وضع سيناريوهات وقراءات مختلفة لها. التاريخ هو التاريخ، وما علينا فعله حقاً هو أن نحميه من الدخلاء!.

تدور أحداث الفيلم في المستقبل، بطله هو الفنان الياباني جون كانامي الذي يقوم بدور الصحافي يوشي سواجيما الذي يعمل في شركة السبق الصحافي عبر الزمن Time Scoop Company، وهي شركة تبتكر تقنية خاصة تسمح لموظفيها بالسفر إلى الماضي ونقل تقارير صحافية حول قضايا تاريخية هامة.

يسافر يوشي إلى القرن السادس عشر، تصحبه في تلك الرحلة زميلته، ويطلب من الاثنين حماية قلعة ازوشي، التي بناها الساموراي اودا نوبوناغا في القرن السادس عشر وتم إحراقها بعد ستة أعوام من بنائها.  لكن حماية القلعة لم تكن سوى مهمة عارضة جاءت بالصدفة نتيجة لتورط كانامي (الصحافي)  وسط أحداث تاريخية هامة في التاريخ الياباني.

الفيلم يكشف بعض حوادث التاريخ، يقرأها، يسرد بعض الروايات الواردة حول تلك الحوادث، ليس عبر سرد ممل، قد يكون طابعا لبعض الأفلام الوثائقية، ولا بفيلم درامي يشبه كثيرا من الأفلام الدرامية، لكن عبر تحقيق استقصائي يقوم به كانامي وزميلته، تحقيق يدور جزء منه في عالم مستقبلي فيما يتم الآخر في الماضي.

منذ بداية الفيلم نجد الصحافي وهو يغطي حادثة هونوجي التاريخية الشهيرة، التي شهدت تمرد تابع أحد رجال الساموراي وهو ميسوهيد اكيشي على الساموراي الشهير نوبونغا اودا، مشيد القلعة التي تحدثنا عنها أعلاه.

التغطية الحية التي يقدمها الصحافي والتي تشبه تغطيات مراسلي الحروب في العصور  الحديثة، ممتعة، تأخذنا إلى أجواء حقبة تاريخية قديمة جدا، لنشاهد كل التفاصيل بدءا من الناس العاديين الذين لا دخل لهم بالمعركة، الذين يلتقيهم الصحافي ليتحدثوا إليه عما حدث وكيف تمرد التابع على الساموراي، وصولا لتفاصيل المعركة والقتال وانتهاء برحلة يجد الصحافي نفسه مضطرا للقيام بها من أجل تغطيته الصحافية وتحقيقه التاريخي. 

سواجيما يجد نفسه مضطرا لمصاحبة تاجر شهير في تلك الحقبة يدعى سوشيتسو شيماي، في رحلة برية خطرة، وهو يحمل تحفة فنية شهيرة، عبارة عن جرة لا توجد منها سوى ثلاث قطع في العالم. بحسب الروايات التاريخية تتلف هذه الجرة في حريق القلعة الشهيرة.

هنا تبدو للصحافي مهمة جديدة تتمثل في منع احتراق تلك الجرة والقلعة معاً، لكنه يجد نفسه محاصرا بمن يحاول تغيير التاريخ، عبر سرقة تلك الجرة. هنا تكلفه الشركة بالسفر مع زميلته إلى حقب زمنية مختلفة، لإعادة الجرة إلى الحقبة التي جاءت منها.

يفعل ذلك بعد مغامرة مثيرة تدور عبر أزمان مختلفة، لكنه حين يعيدها لزمنها ولمالكها التاجر الشهير، يجد أنه غير قادر على منع حريق القلعة، والجرة، وبالتالي لا يمكنه تغيير أي حدث في التاريخ.

الفيلم من انتاج عام 2013، وهو للمخرج الياباني هيريوكي ناكاو، وهو مأخوذ من مسلسل تلفزيوني بث عام 2009 على قناة NHK.

يشار إلى أن "مهرجان الأفلام اليابانية" ينظم خلال شهر مارس الجاري، ويعرض المهرجان أفلام يابانية مميزة مساء كل أحد وأربعاء في قاعة المحاضرات بمتحف البحرين الوطني وذلك في التواريخ التالية 1، 5، 8، 12، 15 مارس الجاري.

وإلى جانب فيلم "القلعة العائمة" (2012) وفيلم "اس تي، ملف التحقيق الأحمر والأبيض" (2015) وفيلم "الطاولة المستديرة" (2014)، وفيلم "صائد السوابق الصحفية عبر الزمن" (2013)، يعرض مساء الغد فيلم "قط الساموراي" (2014) الذي يمثل آخر أفلام المهرجان الياباني، وذلك عند الساعة السابعة مساءاً، والعرض مفتوح للجمهور بشكل مجاني. 

 

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً